زيارة نجاد للعراق و«اتفاقاته» تثير تساؤلات في الشارع السياسي العراقي

التيار الصدري رحب بها.. و«العراقية» و«التوافق» انتقدتا الدور الإيراني

عنصر في الصحوة يشارك في مظاهرة ضد زيارة الرئيس الإيراني في الأعظمية ببغداد أول من امس (رويترز)
TT

تباينت آراء السياسيين العراقيين بين مؤيد ورافض لزيارة محمود احمدي نجاد الرئيس الايراني الى بغداد، والتي اثمرت عن عقد سبع اتفاقيات تعاون مشترك بين الأخير والرئيس العراقي جلال طالباني. ويرى كثيرون ان الزيارة جاءت لتثبيت دعائم تأثير ايران في العراق، فيما يعتبر آخرون ان ايران تلعب دوراً سلبياً في العراق مستغلة اختلال التوازن في المنطقة، الامر الذي جعل من العراق ساحة معركة لتصفية الحسابات بين الولايات المتحدة من جهة وايران من جهة اخرى وكلها امور تجري على حساب العراقيين، على حد قولهم.

الى ذلك، اعتبر آخرون الزيارة بادرة ايجابية لتحسن العلاقات مع ايران وجميع دول المنطقة وتعد اعترافاً للوضع الشرعي القائم في العراق.

وقال اسامة النجيفي، عضو القائمة العراقية في البرلمان، ان ايران تلعب دوراً كبيراً داخل العراق وهو دور سلبي، واكد لـ«الشرق الاوسط» «لقد بدأت ايران دورها في العراق منذ بدء الاحتلال الاميركي، مستغلين انهيار البلاد وحدوث اختلال التوازن في المنطقة، فضلا عن حصول فراغ كبير في العراق والذي بدأت معه ايران بملئه عن طريق الميليشيات وتهريب السلاح، وهي امور أدت الى اعتداءات طالت الكثير من المواطنين وسببت الخراب الكبير». وحول ما تردد عن دور ايران في عدم استتباب الوضع الامني في العراق، قال النجيفي «هناك صراع بين اميركا وايران على النفوذ والسيطرة على العراق من جهة ومنطقة الخليج من جهة اخرى، بالاضافة الى ملفات اخرى بعيدة عن الشأن العراقي مثل الملف النووي الايراني» وتابع «ان الصراع الاميركي الايراني واضح داخل العراق لاسيما وان العراقيين ليسوا معنيين بهذه المشاكل، الامر الذي حول العراق الى ساحة معركة». وأضاف «هناك توزيع للادوار يتم وصفقات تجرى على حساب العراق وشعبه وبالتالي البلد هو الخاسر الوحيد».

وحول ما تردد من ان هناك شروطاً من قبل الجانب الايراني بعدم فتح ملف الحدود والحقول النفطية، أوضح النجيفي «من الواضح ان العراق ليس بمقدوره في الوقت الحاضر ان يتفاوض لا على حدود والتي تعتبر اطول حدود بين العراق وايران ولا على آبار نفط، ولا حتى يستطيع ان يدافع عن نفسه (العراق) بصورة صحيحة، ان العراق فاقد الكثير من مفاصل الدولة ومن المرجح انها (الزيارة) تصب في هذا الجانب».

وعن الوضع الامني الهادئ نسبيا الذي رافق الزيارة، لفت النجيفي «لا أجزم أن لإيران دورا في هدوء الاوضاع بالرغم من هيمنة الاخيرة على الملف الامني في العراق». من جهتها، قالت أسماء الدليمي العضو في البرلمان عن كتلة التوافق «ان الزيارة جاءت لتثبيت دعائم تأثير ايران في العراق». وحول نتائج الزيارة لفتت الى انه «لا توجد ثمرة من هذه الزيارة، هناك مذكرات تفاهم وقعت بين رئاسة الجمهورية والرئيس الايراني، وعليه فمن حق الكتل معرفة تفاصيل هذه الاتفاقات اولا بأول»، وشددت «هناك سيطرة فئة (الحزب المهيمن الحاكم) على هذه الامور، نريد ان نعرف ما هذه الاتفاقات التي أبرمت ولماذا لم تعلن للملأ؟ وما فائدتها على عموم العراقيين». الى ذلك، قال ناصر الساعدي، عضو الكتلة الصدرية في البرلمان، ان الزيارة تعد بادرة ايجابية ومؤشراً لتحسن العلاقات مع دول المنطقة سواء ايران او باقي الدول العربية المحيطة بالعراق، وأكد لـ«الشرق الاوسط» «جاءت الزيارة لتثبت أن الوضع الذي تم تغييره في العراق وان الوضع القائم هو وضع شرعي».