اجتماع القاهرة يشدد على الالتزام بالمبادرة العربية ويدعو السياسيين اللبنانيين لانتخاب الرئيس

معلومات عن اتفاق بتوجيه الدعوة لقمة دمشق إلى السنيورة

وزيرا خارجية السعودية ومصر الأمير سعود الفيصل وأحمد ابو الغيط في حديث خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة أمس (ا.ب)
TT

فيما يعد مؤشرا على عدم توصل وزراء الخارجية العرب إلى اتفاق تسوية بشأن لبنان بعد يوم طويل من الاجتماعات امس في القاهرة اكتفى مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بالتشديد على ضرورة الالتزام بالمبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية ودعوة القيادات السياسية اللبنانية إلى انجاز انتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان في الموعد المقرر والاتفاق على أسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بأسرع وقت ممكن.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن وزراء الخارجية العرب اتفقوا على أن سورية سوف توجه الدعوة إلى لبنان للمشاركة في قمة دمشق على أن يتم تسليم الدعوة لفؤاد السنيورة رئيس الحكومة اللبنانية باعتبار أن مجلس الوزراء يقوم بأعمال رئيس الجمهورية، ويقوم مجلس الوزراء بدوره بتكليف من يراه مناسباً لتمثيل لبنان في القمة العربية. لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم لم يفصح لمن ستوجه الدعوة ردا على سؤال بهذا الشأن. كما أكد مجلس الجامعة، في قرار أصدره حول الأزمة اللبنانية، بنود مبادرة الحل المتكاملة بشأن الأزمة اللبنانية التي جاءت في بيان المجلس (مجلس وزراء الخارجية العرب) رقم 113 بتاريخ 5 يناير 2008 ورقم 116 بتاريخ 27 يناير 2008. وأشاد البيان بالجهود التي بذلها الأمين العام تنفيذا للمبادرة العربية وتكليفه بالاستمرار في هذه الجهود ودعوة كل الدول العربية لدعم جهوده في اتصالاتها بالأطراف اللبنانية وكذلك في اتصالاتها العربية والإقليمية والدولية. ودعا البيان قيادات الأكثرية والمعارضة النيابية إلى التجاوب مع جهود ومقترحات الأمين العام لتنفيذ المبادرة والتوصل إلى التوافق بشأنها بدون إبطاء، وذلك في ضوء ما تم إحرازه من تقدم في لقاءات الاجتماع الرباعي السابقة.

كما دعا إلى العمل على وضع العلاقات السورية اللبنانية على المسار الصحيح وبما يحقق مصالح البلدين الشقيقين وتكليف الأمين العام البدء فى العمل على تحقيق ذلك. من جهته، قال وزير الخارجية السوري للصحافيين إثر الاجتماع «تم الاتفاق على تفسير للمبادرة العربية بشأن لبنان»، مضيفا ان «المبادرة كتبت باللغة العربية وهي مبادرة واضحة والامين العام يقوم بتنفيذها كخطة متكاملة». وردا على سؤال حول الجهة اللبنانية التي ستوجه اليها الدعوة لحضور القمة، اعرب عن أمله في معالجة هذا الموضوع «من خلال الجهود التي سيقوم بها الامين العام قبل 11 مارس (اذار)». واضاف «تم الاتفاق على جدول اعمال القمة المقبلة في دمشق والتي ستعقد في موعدها». وكان المعلم قد أعلن في وقت سابق ان «الدعوة ستوجه الى لبنان لحضور القمة ولبنان يختار من يمثله»، من دون ان يوضح ما اذا كانت بلاده ستلتزم توجيه الدعوة الى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. وتتولى حكومة السنيورة بموجب الدستور صلاحيات الرئاسة الاولى الشاغرة، علما بأن المعارضة لا تعترف بشرعية هذه الحكومة منذ استقال منها ستة وزراء يمثل خمسة منهم الطائفة الشيعية. وتهدد الخلافات المستعرة حول لبنان وخصوصا بين سوريا من جهة والسعودية ومصر من جهة اخرى بتراجع مستوى تمثيل الدول العربية في قمة دمشق. وربطت القاهرة والرياض بصفة خاصة بين انتخاب رئيس للبنان و«نجاح» قمة دمشق. وكان مصدر سعودي رسمي قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية أمس ان السعودية ستحضر القمة العربية في دمشق «من حيث المبدأ» من دون ان يحدد مستوى التمثيل، إلا أن مصدرا خليجيا مسؤولا أكد ان المملكة ودولا خليجية اخرى تشترط توجيه دعوة للبنان لكي تحضر القمة.