وزراء خارجية الأطلسي يبحثون الإعداد لأكبر قمة في تاريخ الحلف

«الناتو» يستعد لضم 3 دول جديدة ويريد تعزيز عملياته في أفغانستان وكوسوفو

TT

يعقد وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي (الناتو) اليوم في بروكسل اجتماعا، يناقشون فيه الاعداد لقمة الحلف المقررة بين 2 و4 ابريل (نيسان) المقبل في بوخارست. ومن المقرر أن تتركز مباحثاتهم حول 3 ملفات رئيسية، وهي عمليات الحلف في أفغانستان وكوسوفو وتوسع الحلف ليضم 3 بلدان جديدة في المرحلة المقبلة.

ففي ملف العمليات، يبحث الوزراء الوضع الصعب لقوات «إيساف» التابعة لـ«الناتو» في افغانستان، والادوار المتعددة التي تلعبها في البلاد بدءا بمحاربة عناصر طالبان وتنظيم «القاعدة» ومروراً بتدريب قوات الأمن الأفغانية وانتهاء بعمليات الأعمار والمساعدات الانسانية.

وأكد مسؤولون في مقر الحلف لعدد من الصحافيين أمس، ان «الناتو» يريد تعزيز عملياته في افغانستان، خصوصا في مجال تدريب قوات الأمن. وقال الناطق باسم الحلف جيمس اباثوراي لـ«الشرق الأوسط» امس: «هدف الأطلسي في افغانستان ليس قتل اي عنصر من طالبان، وانما مساعدة الشعب على تحقيق الأمن». وأضاف: «عندما يتحقق ذلك يجري تهميش طالبان، ولن يعودوا يشكلون تهديدا لأمن البلد والمنطقة». واشار الى ان قوات الأمن الافغانية صارت تضم الآن نحو 70 الف عنصر، على ان يزداد عددها العدد المقبل الى 80 الفا. وشدد على ان الدور الرئيسي للحلف هو التدريب، قائلاً: «نحتاج الى أن تكون هناك مجموعات من 20 الى 30 من عناصر ايساف مع كل قيادة افغانية. هدفنا الاساسي ليس اعدادا كبيرة لكن قدرات معتبرة».

وأكد ان مصادر التهديد في افغانستان لا تتمثل فقط في «القاعدة» و«طالبان» وانما «مجرمين» آخرين. واضاف: «هناك نقاش في الحلف من هو طالبان، ومن هو ليس طالبان. طالبان كلمة كبيرة تعني الكثير». ويجري نقاش واسع داخل الحلف حول أولوية السير على طريق المصالحة وتقليل مخاطر طالبان من جهة وملاحقتهم عسكريا، خصوصا في الحزام البشتوني الجنوبي والجنوب الشرقي للبلاد من جهة اخرى. وتشير مصادر أوروبية إلى أن الولايات المتحدة تحبذ التركيز على الملاحقة العسكرية في حين ترى الدول الأخرى في الحلف الطريق الثاني. وتضم قوات ايساف نحو 47 الف جندي منتشرين في مناطق مختلفة من افغانستان، أخطرها مناطق الجنوب والجنوب الشرقي للبلاد، حيث تتركز عناصر طالبان والمقاتلين المتحالفين معها.

من جهة اخرى، يبحث الوزراء اليوم الوضع في كوسوفو، البلد الذي اعلن استقلاله الشهر الماضي. وتشير مصادر بريطانية في الحلف الى ان مهمة الحلف في كوسوفو خلال المرحلة المقبلة، هي ضمان حدوث التغير الاطار السياسي في المنطقة في جو من الامن والسلم.

وفي ملف التوسع، يناقش وزراء الخارجية اليوم، مسألة قبول كل من كرواتيا ومقدونيا والبانيا الى الحلف، على ان يجري البت في هذه المسألة، خلال قمة الحلف الشهر المقبل. وفي حال قبل انضمام الدول الثلاث، سيرتفع عدد الدول الاعضاء في الحلف الى 29. وتعتبر قمة الحلف الشهر المقبل الأكبر من حيث عدد الأعضاء المشاركين فيها في تاريخ الحلف منذ انشائه قبل 59 عاما. وأشار مسؤولون في «الناتو» الى أن القمة المقبلة ستبحث ايضا كيفية التعامل مع اوكرانيا وجورجيا، اللتين ابديتا اهتماما بالانضمام. واضافة الى ملف الانضمام، هناك ملفات الشراكة التي يرتبط بها الحلف مع عدة مناطق في العالم، ومنها 6 دول عربية متوسطية اضافة الى اسرائيل. ولدى سؤاله عن احتمال بحث تطوير شراكة هذه الدول المتوسطية الى انضمام في مرحلة مستقبلية ما، نفى الناطق باسم الحلف اباثوراي لـ«الشرق الأوسط» هذا السيناريو مشيرا الى أن مسألة العضوية محصورة في الدول الأوروبية.