كلينتون تعود إلى سباق الرئاسة الأميركية وتلمح إلى اتفاق مع أوباما

تسليط الأضواء على «المندوبين الكبار» لحسم المنافسة بين المرشحين

المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تحتفل في اوهايو مساء اول من أمس بعد الاعلان عن فوزها في الانتخابات التمهيدية (رويترز)
TT

عادت المرشحة الديمقراطية هيلاري كيلنتون الى دائرة المنافسة من جديد بعد ان فازت في الانتخابات التمهيدية في كل من أوهايو وتكساس ورود ايلاند. ولكن منافسها باراك اوباما الذي فاز في ولاية فيرمونت حافظ على تقدمه في السباق للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة الاميركية بعد ان خاض ضدها معركة شرسة في تكساس أنفق خلالها ضعف ما أنفقته على حملاتها الاعلانية، واستطاع ان يتقدم عليها في المجمعات الانتخابية المعروفة بـ«كوكس». وبينما لم تنجح الانتخابات التمهيدية أمس في حسم المعركة بين كلينتون واوباما، خرج السناتور جون ماكين مرشحا وحيدا للحزب الجمهوري بعد فوزه بالولايات الاربع وانسحاب منافسه الرئيسي مايك هاكابي. ومع تواصل شدة المنافسة بين الطرفين، يظهر «المندوبون الكبار» مجدداً كعامل مهم في حسم المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية. ولأول مرة، لم تستبعد كلينتون احتمال ان تترشح مع أوباما في بطاقة واحدة، والتي يأمل الديمقراطيون ان تكون هي «البطاقة المحظوظة»، لخوض السباق الرئاسي ضد المرشح الجمهوري جون ماكين. ولكن اشترطت كلينتون ان تكون هي الرئيسة، وبالتالي يصبح اوباما نائباً لها. ورداً على سؤال حول موضوع البطاقة، قالت كلينتون: «هذا الاحتمال وارد، لكن بالطبع لا بد ان نقرر من سيكون على رأس البطاقة، اعتقد ان الناخبين في اوهايو قالوا بوضوح يجب ان أكون أنا». وكانت كلينتون قد خسرت إحدى عشرة ولاية متتالية في مواجهة اوباما قبل فوزه أول من أمس بفارق كبير في انتخابات اوهايو (شمال) وتكساس (جنوب). وعزت كلينتون فوزها الى ان الناخبين الديمقراطيين قرروا ان يختاروا «مرشحاً قويا» بعد ان اصبح ماكين عملياً هو مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة حتى قبل ان ينعقد مؤتمر الحزب في سبتمبر (ايلول) المقبل في مينسوتا. وقالت كلينتون امس بعد ليلة بيضاء تواصل اعلان النتائج فيها في تكساس حتى عصر اليوم التالي، إن الناخبين الآن يريدون رئيساً قادراً على الحفاظ على الأمن القومي للبلاد. ويستطيع ان يتخذ قراراته منذ اليوم الاول لانتخابه، ويكون مؤهلا لقيادة الجيوش الأميركية، في إشارة الى الخلفية العسكرية للمرشح ماكين، وهو في الأصل طيار عسكري. وقالت إنها تحظى بمساندة عدد كبير من الجنرالات المتقاعدين. وفي معرض انتقاداتها المتواصلة لمنافسها اوباما الذي تنعته بقليل الخبرة، قالت هيلاري: «الوقت الآن للمرشح الذي يقدم حلولاً وليس للذي يقدم اقوالاً». وتمكنت كلينتون بنصر اول من امس من منع أوباما من تحقيق النصر الثاني عشر على التوالي متحدية تكهنات واسعة النطاق بأن خسارتها في ولايتي تكساس وأوهايو ستجبرها على الانسحاب من السباق. أما اوباما، والذي هنأ كلينتون على فوزها في اوهايو ورود ايلاند، فأكد ان نتائج الانتخابات لم تغير شيئاً، إذ انه ما يزال متقدماً بنفس الفارق من المندوبين (1562 مندوباً لاوباما مقابل 1461 لكلينتون)، مشيراً الى انه سيركز الآن على الانتخابات التي ستجري في ولاية مسيسيبي الثلاثاء المقبل، وبنسلفانيا في 22 ابريل (نيسان)، وهي ربما ستكون الولاية الأهم في ما تبقى من ولايات. وستجري يوم السبت انتخابات في ولاية ويومينغ على طريق التجمعات الانتخابية، لكنها ليست ذات قيمة لان عدد المندوبين الذين سيتم اختيارهم محدودٌ. وبشأن التنافس مع ماكين في السباق الرئاسي، قال اوباما إنه قادر على مواجهته في الانتخابات الرئاسية لانه سيركز على اصوات المستقلين. وكانت المواجهة في تكساس قوية مساء اول من أمس حيث بلغ عدد المقترعين ارقاماً قياسية، كما أن القاعدة الانتخابية لكل من كلينتون واوباما لم يطرأ عليها تغيير كبير. واعتمدت كلينتون على النساء والطبقة المتوسطة واللاتينيين، في حين صوت لصالح اوباما الشباب من جميع الاعراق والشرائح المتعلمة والسود. ولا تزال كلينتون السيدة الاميركية الاولى السابقة التي تأمل في العودة الى البيت الابيض كأول رئيسة اميركية متخلفة عن أوباما الذي يطمح لان يصبح أول رئيس اميركي من اصول افريقية. ويختار المندوبون مرشح الحزب الديمقراطي في مؤتمر الترشيح الحزبي الذي يعقد في اغسطس (اب) المقبل. ويحتاج المرشح الديمقراطي الفائز الى تأييد 2025 مندوبا. وتباينت الارقام المحددة للمندوبين المؤيدين لكل مرشح امس، اذ ما زالت هناك تساؤلات حول «المندوبين الكبار»، وهم كبار قادة الحزب الديمقراطي المستقلين، والذين قد يشكلون خط الفصل بين المرشحين في مؤتمر الترشيح الحزبي. يذكر ان هناك حوالى 790 مندوبا كبيرا من قياديي الحزب، بمن فيهم نائب الرئيس الاميركي السابق آل غور، من اصل 3291 مندوبا سيصوِّتون في مؤتمر الحزب الصيف المقبل.