ولي العهد السعودي يضفي لمسة شعبية على زيارته لقطر وسط مشاعر الترحيب الواسعة

حضر حفل عشاء رئيس الوزراء القطري ولبى دعوة قبيلة النعيم

الأمير سلطان خلال زيارته لمجلس خالد بن جبر النعيمي حيث ألقى أحد الأطفال قصيدة ترحيبية بهذه المناسبة (واس)
TT

حضر الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، مساء أمس، حفل العشاء الذي أقامه تكريماً له، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، وذلك بقصره بالدوحة.

واعتبر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أن العلاقات السعودية القطرية دخلت حقبة جديدة بزيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى قطر، مشيرا ان هذا التطور في العلاقات بين البلدين لا يرتبط بالعلاقات السياسية فحسب، بل أيضا العلاقات الاقتصادية التي دعا من خلالها رئيس الوزراء القطري، رجال الأعمال في البلدين الى استثمار الظروف الحالية والفرص المتاحة.

وأوضح رئيس الوزراء القطري أن العلاقات بين البلدين هي علاقات تاريخية، وان المباحثات تطرقت الى تطويرها والى الهموم العربية، كما تطرقت الى الأوضاع في العراق وفلسطين، معتبرا أن زيارة الأمير سلطان «لقاء الأخوة والمحبة»، محفزا على استمرار هذه اللقاءات بين دول مجلس التعاون الخليجي، وبين السعودية وقطر بوجه خاص. وحضر حفل العشاء، الوفد الرسمي المرافق لولي العهد والوفد الإعلامي.

من جهة أخرى، تحولت زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز، إلى العاصمة القطرية الدوحة إلى زيارة شعبية، حيث أضفى الأمير سلطان لمسة شعبية على الزيارة بزيارته لأحد مجالس القبائل القطرية أمس، وسط تفاعل شعبي كبير لزيارة ولي العهد السعودي.

ووفقا لمصادر قطرية فإن الديوان الأميري القطري تلقى مطالب عدة من قبائل قطرية كبرى لزيارة الأمير سلطان لها، إلا أن الارتباط المسبق لبرنامج الزيارة لم يسمح بضمها لجدول الزيارة، وهو ما يشير إلى شغف القبائل القطرية لاستقبال الأمير سلطان والاحتفاء به شعبيا، بعد أن تم الاحتفاء به رسميا. وبالرغم من أن البرنامج الرسمي لزيارة الأمير سلطان احتوى على حفل غداء (عائلي) أقامه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر في قصره الخاص ظهر أمس، غير أن الأمير سلطان بن عبد العزيز أصر على تلبية دعوة قبيلة النعيم في حضور الحفل الذي أقامته له القبيلة وذلك بعد انتهائه من غداء أمير قطر، حيث قام الأمير سلطان بن عبد العزيز بزيارة لمجلس خالد بن جبر آل جبر النعيمي بالدوحة، وسط حضور مشايخ قبيلة النعيم. وخلال الزيارة ألقيت كلمة ترحيبية بمقدم الأمير سلطان بن عبد العزيز في بلده الثاني والتمنيات بطيب الإقامة في قطر، حيث تناولت الكلمة التأكيد على أواصر الأخوة والجوار التي تجمع البلدين الشقيقين، السعودية وقطر، كما ألقيت قصائد شعبية ترحيبا بزيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز لقطر.

وأبلغ الدكتور نجيب النعيمي، وزير العدل القطري السابق، «الشرق الأوسط»، أن تلبية الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعوة قبيلة النعيم «تشريف لقبائل قطر جميعا»، معتبرا أن حضور ولي العهد السعودي بالرغم من أزدحام برنامجه الرسمي، هو رد التحية للشعب القطري بأحسن منها، مؤكدا أن زيارة الأمير سلطان تعد زيارة تاريخية ولا تنسى في تاريخ القبيلة.

وأعتبر الدكتور نجيب النعيمي زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز لمجلس قبيلة النعيمي رسالة واضحة بأن زيارته شعبية أكثر منها رسمية، وأن ما يربط الشعبين السعودي والقطري لا يرتبط بالجانب الرسمي فقط، بل ان الوشائج التاريخية التي أكد عليها الأمير سلطان نفسه تؤكد عمق العلاقات بين الشعبين والرغبة المستمرة من الطرفين في تنميتها والتقدم بها الى الأمام.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد ترأس الجانب السعودي في جلسة المباحثات الرسمية التي أجراها مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، والتي عقدت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، وتناولت المباحثات استعراض العلاقات الاخوية بين البلدين اضافة الى بحث القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .

ومع عدم وجود تفاصيل أكثر حول المباحثات الرسمية وما تطرقت لها، فإن مصادر أشارت إلى أن أي مواضيع طرحت على أجندة المباحثات الرسمية تمت مناقشتها بكثير من التفاهم والتنسيق المشترك بين البلدين، وأن الرغبة الأكيدة من الجانبين في تعميق التفاهم وتعزيز العلاقات ستمهد الطريق لتحقيق نتائج إيجابية في الرؤى المشتركة بين السعودية وقطر، وهو ما أكد عليه الأمير سلطان بن عبد العزيز عند وصوله للدوحة بتأكيده على التوافق التام بين البلدين.

ولعل اللافت في جلسة المباحثات الرسمية بين البلدين أن الجانب القطري أرادها أن تظهر بشكل ودي إلى أبعد الحدود، استكمالا للحفاوة البالغة التي حظي بها الأمير سلطان بن عبد العزيز منذ وصوله إلى مطار الدوحة الدولي مساء أول من أمس، وبدا هذا الود الكبير بحضور 6 من أبناء وبنات أمير قطر لجلسة المباحثات الرسمية، حتى أولئك الذين لا يمثلون مناصب رسمية في الدولة، وهو الأمر الذي عده مراقبون رسالة قطرية واضحة بما تشكله زيارة ولي العهد السعودي من اهتمام منقطع النظير، بالإضافة إلى إعطائها اللمسة الأخوية التي تجمع البلدين.

وقد حضر جلسة المباحثات الرسمية الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد، والشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير قطر، والشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني المستشار الخاص لأمير قطر. كما حضر الجلسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وعبد الله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة والشيخ حمد بن ناصر آل ثاني وزير الدولة رئيس بعثة الشرف المرافقة والشيخ عبد الرحمن بن سعود آل ثاني رئيس الديوان الاميري والشيخة هند بنت حمد بن خليفة آل ثاني مديرة مكتب أمير قطر والشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ عبد الله بن حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني مدير مكتب ولي العهد. فيما حضر الجلسة من الجانب السعودي الوفد الرسمي المرافق.

إلى ذلك استقبل الأمير سلطان في مقر إقامته بقصر الضيافة بالدوحة مساء أمس الشيخ خالد بن حمد آل ثاني، عم أمير دولة قطر ووزير الخارجية السابق، كما استقبل علي بن حمد العطية خال أمير دولة قطر ووالد رئيس الأركان القطري. كما استقبل أبناء المرحوم الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية السابق بدولة قطر، حيث أعرب الجميع عن شكرهم للأمير سلطان على استقباله لهم متمنين له طيب الإقامة في بلده الثاني، من جانبه عبر ولي العهد السعودي عن سعادته بوجوده في دولة قطر متمنياً للقيادة وللشعب القطري المزيد من التقدم والازدهار.

وأشار إلى أن زيارته الحالية ولقاءه مع أشقائه «ما هو إلا تواصل أخوي يجسد معاني التضامن وأواصر عرى التعاون بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في المملكة العربية السعودية ودولة قطر في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني».

كما التقى الأمير سلطان، مساء أمس في مقر إقامته بقصر الضيافة بالدوحة عدداً من طلبة المملكة العربية السعودية الذين يدرسون في قطر، حيث استمع إلى احتياجاتهم وأوصاهم بالجد والمثابرة في تحصيلهم العلمي وأن يكونوا لبنة بناء في مسيرة النماء في بلدهم وأن يجسدوا الصورة الحسنة لأبناء المملكة وأن ينهلوا من معين العلم والمعرفة.

وفي سياق آخر، أعرب الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، للأمير سلطان بن عبد العزيز، عن بالغ سروره بالزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى قطر الشقيقة، واللقاءات الأخوية بينه وبين أخيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر. جاء ذلك في برقية تلقاها أمس، الأمير سلطان من أمير الكويت، مبينا أنه يقدر «هذا التواصل الأخوي بين البلدين الشقيقين، والذي يجسد معاني التواصل والإخاء بينهما، لما فيه مصلحتهما المشتركة»، مؤكدا أن هذه الزيارة ستسهم أيضا في تعزيز التضامن وأواصر عرى التعاون ووحدة الصف بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وستكون لها انعكاساتها الطيبة بين دول المجلس.