البشير وديبي يعقدان قمة مصالحة.. وأنباء متضاربة حول هجوم جديد داخل تشاد

السودان ينفي أي توغل للقوات * يوفور: الوضع هادئ * فرنسا لم ترصد أي تحركات

TT

وجهت تشاد اتهامات جديدة للسودان بارسال «طوابير مدججة بالسلاح» من المتمردين المناهضين لانجامينا الى داخل الاراضي التشادية، في وقت تبذل فيه جهود دولية للتوصل لاتفاق سلام بين رئيسي الدولتين المتجاورتين، بوساطة يقودها الرئيس السنغالي عبد الله واد وبحضور دولي ابرزه، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ورئيس الغابون عمر بونغو، ورئيس المفوضية الافريقية المنتهية مدته الدكتور ألفا عمر كوناري.

وأكد مسؤول الاعلام في القصر الرئاسي جبريل محمد ادم لـ«الشرق الاوسط» من انجامينا ان الاستخبارات التشادية رصدت ارتالا من السيارات ذات الدفع الرباعي عبرت الحدود الى داخل تشاد، وان «قوات تابعة للمتمرد محمد نوري (زعيم تجمع المعارضة) قادمة من السودان تمركزت في بلدة مودينة (شرق) على الحدود»، مشيراً الى عدم وجود قوات حكومية او شرطة في تلك المنطقة. وقال «لم تقع مواجهات عسكرية، لكن من المتوقع في اي وقت ان تبدأ المواجهات».

وقالت الحكومة التشادية «هذا الانتهاك الجديد للتراب الوطني يأتي في وقت تعقد فيه بمبادرة من الرئيس السنغالي عبد الله واد وبدعم من المجتمع الدولي وساطة نهائية بين تشاد والسودان، على هامش قمة منظمة المؤتمر الاسلامي»، في دكار. وأضافت أن «هذه ليست المرة الاولى التي يعتدي فيها السودان على تشاد عندما تكون هناك مبادرات مماثلة لاعادة احلال السلام بين البلدين». وأملت الحكومة التشادية «في ان يتخذ المجتمع الدولي هذه المرة كل الاجراءات اللازمة لردع السودان عن محاولته الجديدة هذه لزعزعة استقرار تشاد».

وردت الخرطوم على اتهامات انجامينا. وقال وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية السماني الوسيلة في دكار امس، ان الاتهامات التشادية «محض خيال». وقال للصحافيين على هامش قمة منظمة المؤتمر الاسلامي، «يمكنني ان اؤكد لكم ان هذا محض خيال. لقد اغلقنا حدودنا بالكامل امام هذه الحركات. وليس لدينا أي حركة معارضة (تشادية) داخل السودان». واضاف «هناك مشكلة داخلية في تشاد وهذا ما يتعين على الحكومة التشادية جديا اخذه في الاعتبار»، مؤكدا نية بلاده التوصل الى اتفاق مع تشاد بهدف «اظهار النية الحسنة (للطرفين) في تطبيق اتفاق طرابلس» للسلام بينهما.

وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق لـ«الشرق الاوسط»، ان «قوات المعارضة التشادية ومعسكراتها داخل الاراضي التشادية ونظام ديبي يعرف ذلك»، ورد اتهام انجامينا باخر مماثل، وقال انهم «يقومون الان بتجهيز متمردي حركة العدل والمساواة (مناهضة للخرطوم) باكثر من 170 سيارة مدججة بالاسلحة الى دارفور وانها على وشك الدخول الان».

واضاف ان «الجيش السوداني جاهز لرد المتمردين».

وقال الجنرال محمد نوري الذي عين نهاية فبراير (شباط) رئيسا للتحالف الوطني المعارض للنظام التشادي، وهو ائتلاف جديد لابرز المجموعات المتمردة التي شاركت في الهجوم على انجامينا يومي الثاني والثالث من فبراير، «ليس هناك هجوم جديد، لا شيء خاصا يجري». واضاف نوري «حتى ان كنا لم ننتقل الى الهجوم بعد، فالحرب ستستمر ما دمنا لم نحقق هدفنا باطاحة ديبي»، معتبرا ان الرئيس التشادي «يبحث عن ذريعة لعدم توقيع الاتفاق». من جهته قال متحدث باسم القوة الاوروبية في تشاد (يوفور) القومندان دان هارفي من مقر قيادة يوفور في مون فاليريان (ضاحية باريس)، ان الوضع الميداني في تشاد هادئ. واعلن الجنرال كريستيان باتيست المسؤول الثاني في جهاز الاعلام التابع لوزارة الدفاع الفرنسية ان قواته المنتشرة في تشاد «لم ترصد حتى الآن مجموعات من المتمردين التشاديين قادمين من السودان». وبدأ امس في دكار لقاء قمة تصالحية بين الرئيسين التشادي ادريس ديبي والسوداني عمر البشير، بحضور الرئيس السنغالي عبد الله واد والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، على ما افاد به مصدر قريب من الرئاسة السنغالية. واوضح المصدر ان اللقاء بدأ اثر جلسة افتتاح القمة الاسلامية في العاصمة السنغالية. ويحضر القمة ايضا الرئيس الغابوني عمر بونغو. ولم تكلل محاولة اولى لعقد هذه القمة مساء اول من أمس بالنجاح بسبب صداع ألم بالرئيس السوداني. وقال واد للصحافيين «لقد تلقيت اتصالا هاتفيا من الرئيس البشير الذي قال لي.. آسف جدا لكني قمت بجولة طويلة.. واعاني من صداع. ولذلك فانه لا يمكنني القدوم لكني اطلب منكم تأجيل الاجتماع الى صباح الغد» (الخميس). واضاف الرئيس السنغالي قلت له حينها «نلتقي بعد جلسة افتتاح القمة (الاسلامية)»، ثم غادر بان كي مون وديبي مقر الرئاسة السنغالية من دون الادلاء بتصريحات.

من ناحية اخرى، وصفت الحكومة السودانية تقارير الادارة الاميركية بوضع السودان ضمن لائحة سوداء لأسوأ منتهكي حقوق الانسان في العالم، بـ«عدم الموضوعية» لجهة أنها أهملت محاولات الخرطوم ايجاد محاولة لمعالجة الأوضاع في دارفور. وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية علي الصادق في تصريحات صحافية إن التقارير التي تدبجها وزارة الخارجية الاميركية تعبر عن الموقف السياسي لواشنطن تجاه بعض الدول، ولا علاقة لها بأوضاع حقوق الانسان. وأضاف ان التقارير غير موضوعية بسبب اهمالها المحاولات المستمرة للحكومة السودانية لمعالجة الاوضاع الانسانية في دارفور. وأشار إلى تقارير تصدر عن دول أخرى تظهر خلالها الولايات المتحدة كأسوأ سجل لحقوق الانسان في العالم.