منعت الشرطة الهندية مجموعة من نحو مائة مواطن من التيبت من القيام بمسيرة نحو الحدود مع الصين للمطالبة بالاستقلال، جاءت بعد مسيرات مشابهة في الصين بدأت يوم الاثنين الماضي نظمها رهبان بوذيون ومنعتها القوات الصينية.
وفي بكين، أكدت السلطات الصينية عزمها قمع أي نشاط «انفصالي»، مشيرا الى ان اي دولة في العالم لم تعترف باستقلال التيبت. وقال كين غانغ الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية: «في اليومين الاخيرين اثار بعض الكهنة في لاسا الفوضى لزرع الاضطرابات.. وهذه التظاهرات مخطط لها من قبل مجموعات الدالاي لاما». ومع اقتراب استضافة العاصمة الصينية للدورة الاولمبية بعد خمسة أشهر، يسعى مواطنو التيبت لتصعيد احتجاجاتهم ضد «الاحتلال الصيني غير المشروع» لأراضيهم. وبدأوا مسيرتهم في اطار احتجاجات عالمية احتفالا بالذكرى الـ 49 لانتفاضتهم ضد الحكم الصيني ورحيل الدالاي لاما القسري الى المنفى في الهند، انطلاقا من مدينة دارامشالا الهندية حيث يوجد الدالاي لاما.
لكن الشرطة الهندية ابلغت المحتجين انه لن يسمح لهم بالتحرك من مقاطعة كانجرا بولاية هيماتشال براديش حتى اشعار اخر. وقال اتول فولزيل الضابط في شرطة ولاية هيماشال براديش لوكالة الصحافة الفرنسية ان الشرطة الهندية اعتقلت أمس مائة تيبتي منفيين في شمال الهند، يقومون بمسيرة الى التيبيت للتظاهر ضد «انتهاكات حقوق الانسان» التي ترتكبها الصين في هذه المنطقة. وقال نائب المفتش العام للشرطة في دارامشالا جيه ار ثاكور انه «تم اعتقالهم كاجراء وقائي ومن أجل متابعة العملية القانونية وسوف يحالون الى المحكمة لاتخاذ الاجراءات الضرورية طبقا للقانون». وأضاف قائد الشرطة في كانجرا اتول فولزيلي لوكالة رويترز انه تلقى تعليمات من الحكومة المركزية بمنع المحتجين لانهم ينتهكون اتفاقا «بعدم القيام بأنشطة معادية للصين» على اراضي الهند.
وكانت الشرطة الصينية قد فرقت أول من أمس بالغاز المسيل للدموع تظاهرة لرهبان طالب بعضهم باستقلال التيبت، واعتقلت نحو 60 راهبا يوم الاثنين الماضي، خلال اليوم الاول من التظاهرة.
وفي بيان على موقعها الالكتروني قالت جمعية «الحملة الدولية من اجل التيبت» التي تدعو الى حل سياسي لمشكلة هذه المنطقة على اساس حوار بين الدالاي لاما والصين، انها اكبر تظاهرات منذ تلك التي شهدتها لاسا في 1989.
ودعا احد المنظمين على الفور الحكومة الهندية الى «الامتناع عن السعي الى إرضاء الصين عن طريق عرقلة مسيرتنا». وأكد سونام دورجي المتحدث باسم مؤتمر الشباب التيبتي ان المتظاهرين سيواصلون مسيرتهم. وكان الدالاي لاما البالغ من العمر 72 عاما، قد دان بشدة القمع الذي تمارسه الصين في التيبت في بيان اتسم بقسوة غير معهودة.