السنيورة يتحفظ على دعوة لبنان إلى قمة دمشق لتبليغها عبر معاون وزير

تسلمها وزير الخارجية المستقيل واعتبر أنها «طبيعية»

وزير الخارجية اللبناني المستقيل، فوزي صلوخ، يتسلم في بيروت أمس من معاون وزير الخارجية السوري، دعوة سورية لرئيس الحكومة اللبنانية لحضور مؤتمر القمة العربية في دمشق
TT

لم يوقف وصول الدعوة السورية الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة السجال الداخلي حول مشاركة لبنان في هذه القمة، بل زاد الامور تعقيداً، اذ طلب الرئيس السنيورة من وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ التحفظ على هذه الدعوة في الشكل بعدما وصلت في غيابه وعبر معاون وزير الخارجية السوري خلافاً لما تم اعتماده في التعامل مع بقية الدول العربية، كما أكد الوزير احمد فتفت لـ«الشرق الأوسط» امس، مشيراً الى ان السنيورة طلب التحفظ في الشكل على ان يبحث مجلس الوزراء الدعوة في جلسته المقبلة باعتباره حاملاً لصلاحيات رئيس الجمهورية بالوكالة.

وكان لافتاً في الدعوة، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نصها الكامل، امران: الاول طريقة التبليغ ـ التي حصلت في غياب الرئيس السنيورة الموجود في السنغال للمشاركة في اعمال القمة الاسلامية ـ لتحاشي اللقاء معه. والثاني توجيه الدعوة الى «رئيس الحكومة» فؤاد السنيورة من قبل رئيس مجلس الوزراء السوري، وعدم تسميته كرئيس لمجلس الوزراء الذي يحمل صلاحيات الرئيس.

وكان وفد سوري يرأسه معاون وزير الخارجية السوري السفير احمد قاووق عرنوس قد سلم الدعوة الى الوزير صلوخ في مقر وزارة الخارجية. ثم غادر من الباب الخلفي للوزارة لتجنب لقاء الصحافيين. ونقلت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية عن اعضاء الوفد قولهم: «لم نأت لنصرح، بل جئنا لتسليم الدعوة».

وقال الوزير صلوخ: «سعدت اليوم باستقبال السيد عرنوس مبعوثاً لدولة رئيس مجلس الوزراء السوري الدكتور المهندس محمد ناجي العطري وقد تسلمت منه دعوة موجهة الى دولة الرئيس الاستاذ فؤاد السنيورة لحضور القمة العربية العشرين» معلناً ان «الوزارة ستسلم هذه الدعوة الى دولته لدى عودته الى لبنان».

وتحدث صلوخ لاحقاً لـ«الشرق الأوسط» عن ملابسات تسليم الدعوة، معتبراً انها «طبيعية». واشار الى ان «لا اسباب سياسية وراء توقيت توجيه الدعوة والى انها لم توجه قبل 11 مارس (آذار) وهو موعد جلسة الانتخاب الرئاسية لئلا تظهر وكأنها استباق للجلسة أو تهميش لها، على ان يذهب الرئيس اذا حصلت الانتخابات في 25 الجاري».

وافاد انه لن يحضر القمة «لأن الدعوة موجهة الى الرئيس السنيورة ولأنني مستقيل اصرف الاعمال فقط». لكنه اشار الى امكانية حضوره «اذا تم تشكيل وفد يمثل كل لبنان، فعندها لا مانع لدينا من تقديم اية خدمة الى الوطن».

اما وزير الشباب والرياضة احمد فتفت فقال لـ«الشرق الأوسط» ان الدعوة «عليها تحفظات» لوصولها عبر مسؤول دون مستوى وزير، على ان يعقد مجلس الوزراء جلسة لمناقشتها بعد عودة الرئيس السنيورة من دكار. ورأت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض ان تسليم موفد سوري وزير الخارجية المستقيل دعوة لبنان الى القمة «هو استمرار للنهج السوري بعدم الاعتراف بلبنان وبمؤسساته الشرعية». وقالت: «عندما يدعى لبنان وفقا للاصول الى قمة عربية، لا توجه الدعوة الى وزير يكون حينا مستقيلا وحينا اخر غير مستقيل. الدعوة توجه الى رئيس الجمهورية. ولكن موقع الرئاسة شاغر نتيجة التعطيل السوري، فالدعوة توجه الى مجلس الوزراء مجتمعا عبر رئاسته، لكون صلاحيات الرئيس منوطة بمجلس الوزراء». واضافت: «نحن لا نقبل الا ان يدعى لبنان بحسب الاصول لاننا دولة مستقلة ولسنا محافظة سورية. وهذا واجب على النظام السوري وليس منة منه»، مشيرة الى ان «موقفنا واضح من الاساس. ان اي حضور للبنان قبل انتخاب رئيس جمهورية ماروني هو تبرئة للدور التعطيلي والتخريبي للنظام السوري وتشجيع للامعان في استمرار التعطيل والاغتيال والتخريب»، معتبرة انه «اما ان يتمثل لبنان برئيس جمهوريته الماروني واما لا يحضر».

ورأى الرئيس السابق للحكومة سليم الحص ان القمة العربية المقبلة «محطة مفصلية يمكن ان تتمخض عن تسوية لأزمة لبنان المستحكمة بالاتفاق على صيغة محددة لتطبيق المبادرة العربية التي ما زالت تشكل الخيار الوحيد امامنا»، منتقدا القيادات اللبنانية «التي لا تزال غير واعية ابعاد الازمة وسلبية الدور الذي تقوم به في استنكافها عن التحرك لايجاد المخرج المطلوب لها». وقال: «كلهم مستسلم للواقع ولا يقدر عواقبه، لا بل الكل لا يرى الحل الا بمنظاره، غير عابئ بوجود وجهات نظر مغايرة. ولا يهمه التوصل الى تسوية تزحزحه قيد انملة عن موقف بات يقف وراءه كالمتراس. والغريب انه يعي، والادهى اذا كان لا يعي، انه في موقفه او لا موقفه هذا انما يدفع ببلده الى الهاوية». ورأى انه اذا «عبرت القمة العربية من دون حل للازمة، لا سمح الله، فان المستقبل سيكون مفتوحا على اوخم الاحتمالات».