حمد بن جاسم ورؤساء تحرير الصحف السعودية وجها لوجه

كانوا ضيوفا في منزله.. لا هو ضيف على صفحاتهم

TT

التقى الشيخ حمد بن جاسم على هامش حفل العشاء الذي أقيم لولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز برؤساء التحرير السعوديين، في لقاء استمر زهاء نصف الساعة، تخلله بعض من القفشات والضحك من قبل رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم مع رئيس تحرير صحيفة «الرياض» السعودية، ورئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط».

وكان الاجتماع مع رؤساء التحرير مفاجئا وغير مرتب له. فبعد حفل العشاء الذي أقيم لولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز في قصر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، واثناء وقوف الأمير سلطان للحديث مع بعض رؤساء التحرير السعوديين، قال الشيخ حمد بن جاسم لرؤساء التحرير السعوديين المرافقين لوفد ولي العهد «سامحونا على القصور معاكم، وسألتقيكم غدا».

وعندما علم بأن رؤساء التحرير سيغادرون الدوحة صباحا، طلب أن يكون اللقاء بعد العشاء مباشرة، وبالتحديد بعد الانتهاء من اجتماع له مع وزير الدولة السعودي الدكتور مساعد العيبان. وكان المنظر غريبا، حيث جلس رؤساء التحرير السعوديون في مجلس الشيخ حمد بن جاسم، وقد جلبت لهم مطافئ السجائر، وبدأ البعض منهم يدخن اثناء الانتظار، في مشهد مخالف لبروتوكول الجلوس في منازل رؤساء الوزراء.

تركي السديري رئيس تحرير صحيفة «الرياض» علق قائلا على ذلك المشهد: «انها السياسة، فمن كان يتوقع ان نجتمع كلنا في منزل حمد بن جاسم، ونجلس معه في مجلس واحد؟». بعد انتظار في مجلس الشيخ حمد بن جاسم دعي رؤساء التحرير للمجلس المخصص للقاء رئيس الوزراء القطري، وما أن هم الجميع بالدخول كان أحد مسؤولي التشريفات القطرية ينادي على الأستاذ تركي السديري بالاسم، وعندما تقدم قال له الشيخ حمد مازحا «أريدك أن تجلس بجواري فأنت أكثر من سبني». وحينها مازح الشيخ حمد الحضور معتذرا عن أن المجلس يعج برائحة السيجار، قائلا «الله يعيننا على التدخين ويريحنا منه». وأثناء اللقاء والنقاش قال الشيخ حمد للصحافيين «تعودت على الانتقاد واللشط، وأحيانا لا أقرأ ولكن يقال لي ما كتب، وأنا رجل صريح». حينها سأله أحد الإعلاميين السعوديين عن قناة الجزيرة وبعض ما بث فيها ضد السعودية وإن كانت هي من أسباب التوتر. فقال الشيخ حمد «الجزيرة وغيرها.. إعلامكم أيضا لم يقصر، وقنواتكم، وهناك قنوات محسوبة علينا وعليكم، كان هناك هجوم وبعض الأشياء الكيدية، لكن لماذا نركز الآن على أشياء مضت، دعونا ننظر لما يجمعنا، ودعونا ننظر للمستقبل».

وعلى الرغم من أن اللقاء لم يكن مطولا إلا أن الأسئلة كانت مركزة، وغلب على النقاش القفشات والضحك، خصوصا أن الأسئلة لم تكن سهلة، تناولت العلاقة مع إسرائيل ومكتبها التجاري في الدوحة، وإيران، والولايات المتحدة الأميركية، وقضية لبنان، وسورية، والخلاف السعودي ـ السوري، وهذا يعني جميع الملفات الساخنة في المنطقة.  بعد ذلك قال رئيس الوزراء القطري، وهو يعتذر عن أن اللقاء جاء في وقت متأخر وغير مرتب له، «أنا لا أحب أن أتحدث وجميع من أمامي يجلسون وفي أيديهم أوراق ويكتبون كل ما اقوله، دعوني أوجه لكم دعوة لزيارة الدوحة ليوم واحد شريطة أن تزورونا جميعكم ونجلس مطولا ونتناقش في كل شيء، وبشكل موسع». واثناء الخروج من مجلس رئيس الوزراء وقف الشيخ حمد بن جاسم سائلا رئيس تحرير «الشرق الأوسط» عن سبب لبسه للبدلة وربطة العنق على عكس رؤساء التحرير السعوديين الآخرين الموجودين، فأجابه طارق الحميد «عشان تشوفني»، حينها دوت ضحكة رئيس الوزراء القطري عاليا وهو يقول «هذي الإجابة حلوة».