* وثيقة رقم: 229
* التاريخ: 7 سبتمبر 1977
* من: أر. جي. مير، السفارة واشنطن.
- الى: كي. دي. تيمبل، إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، الخارجية، لندن، سري للغاية
* الموضوع: جنوب لبنان.
عزيزي كين:
1/ قال لاري بوب ضابط دسك لبنان بوزارة الخارجية الأميركية إن الأميركيين قد تسلموا إشارات مشجعة وليست شاملة بأن الفلسطينيين على استعداد للقيام بانسحاب الى 15 كيلومترا حسب اتفاقية شتورا.
2/ بعد قليل من الحدث قال بوب إن الأميركيين تلقوا معلوماتهم من وزير الخارجية اللبناني بطرس، وهو بدوره على صلة بالخطيب ومنظمة التحرير الفلسطينية (في الأساس أبو إياد الذي يأخذ حاليا فيما يبدو خطا بناء). وعلى كل، فقد ركز بوب على أن الدليل استخرجه الأميركيون من تقارير عن النوايا الفلسطينية ولكن ليس هناك تحركات على الأرض بشأنه. وطبقا لذلك، ووفق رواية بوب، فهم لا يعرفون كيف سيكون رد فعل المسيحيين، واعترف بأن هناك خطرا في أنهم سيبحثون عن طريق لاستغلال انسحاب فلسطيني. وركز على أن الوضع متقلب باستمرار وأن الأميركيين مبقين على مراقبة قريبة له.
3/ أكد أن الأميركيين على اتصال بالإسرائيليين وأنهم قد مرروا لهم المعلومات حول نوايا منظمة التحرير الفلسطينية (الفقرة 2 أعلاه). ولكن إلى الآن لم يتسلم الأميركيون أية إشارة لالتزام إسرائيلي بأن يقوموا بما هو أقل مما يقومون به الآن هناك.
4/ قال بوب إن السبب الأساسي لانسحاب فلسطيني في الجنوب سيكون تحقق منظمة التحرير الفلسطينية من وضعها هناك، فيما يرغب السوريون أن يقللوا من مخاطر هجمة إسرائيلية على المنطقة، ويعتقد بوب أن السوريين لا يزالون يمتلكون قدرا معقولا من التأثير على منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان.
5/ أضاف بوب بأنه وبرغم أن الأميركيين سيكونون حريصين على أن لا يرفضوا الفكرة علنا، إلا أنهم غير متحمسين حول قوة للأمم المتحدة في جنوب لبنان. ويعتقد بوب أن تطبيقا بطيئا لإتفاقية شتورا، مصحوبا ببناء الجيش اللبناني ووساطة أميركية مع إسرائيل تقدم كلها أفضل أفق لتقليل التوتر في المنطقة.
* توقيع ـ آر .جي .مير ـ السفارة ـ واشنطن
* وثيقة رقم : 41
* التاريخ : 25 مايو 1977
* من : كي. دي. تيمبل ، الخارجية لندن .
- الى : مستر ويلر ومستر تومكيز ، الخارجية لندن ـ سري للغاية .
* الموضوع : الوضع السياسي في لبنان 1 ـ أرفق خطاب السير بيتر واكفيلد بتاريخ 16 مايو. وهذا خطاب طويل ومفيد جدا، وقد استنسخت منه صورا للإدارات ذات الصلة في وزارة الدفاع ، وكما اقترح مستر تومكي، وضعت ردا لنعلق على الصورة السوداء الكلية التي يمثلها لبنان الآن. واعتقد في نفس الوقت أن علينا أن نذكر السير واكفيلد بمتطلبات التقرير السياسي لدينا، وهذا الجزء من مسودتي عبارة عن إعادة للطلب الذي حملته رسالة تومكيز بتاريخ 24 فبراير.
* توقيع ـ كي . دي . تيمبل.
* وثيقة رقم : 39
* التاريخ : 16 مايو 1977
* من : السفير : بيتر واكفيلد ، بيروت .
- الى : مستر دبليو . آر . تومكيز، إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، الخارجية لندن ـ سري للغاية .
* الموضوع: الوضع السياسي في لبنان .
عزيزي: روجرز 1ـ ظل الوضع في لبنان راكدا بصورة ملحوظة في الشهر الماضي. لم تحدث اغتيالات أكثر ولا أي حوادث مؤسفة، وتقدم الاقتصاد تدريجيا، وفي كل يوم هناك متاجر أكثر، ومطاعم أكثر تشهد افتتاحا. والميناء يعمل بصورة حسنة ملحوظة رغم غياب الآليات وعمليات الترانزيت التي تعود أصلا إلى عدم كفاءته قبل الحرب. وحدثت التغييرات في مواقع كبار قادة الخدمة المدنية. وملأ الرئيس المواقع المهمة بمن يثق بهم، وفي الغالب ممن هم أكثر قدرة من أسلافهم، ولكنه أحبط الإصلاحيين بإعادته لضباط عديدين من العاجزين والفاسدين، وبدأ المجلس الجديد لإعادة الإعمار والتنمية عمله، وإن من غير موظفين، ومع الملايين من الأموال العربية بعيدة عن النظر أو الرؤية بصورة معذّبة .
2 ـ لذلك بدأ لبنان صورة طبيعية أكثر. وهناك حركة حذرة من المسيحيين (عبر الخط)، بل وحركة أكثر حذرا من المسلمين في الاتجاه الآخر، ولديهم خوف له أسسه من الذبح الطائفي إذا ما حدث وأن اغتيل أحد القادة المسيحيين، ومن الممكن هنا أن يزيد الضحايا عن المائة وخمسين مسيحيا الذين قتلوا بصورة وحشية بعد ساعات قليلة من اغتيال جنبلاط .
3 ـ فهل سياسة الرئيس سركيس البطيئة والمفرطة في الحذر تعمل إذن ؟ لا يزال من المبكر جدا الإجابة على ذلك. والكثير هنا يعتمد على مقدار الزمن الذي يملكه بين يديه. وسلطته لا تزال تعتمد كلية على القوات السورية التي تشكل 90 في المائة من قوات الردع العربية. ولكم من الزمن سيبقون تحت تصرفه؟ الرئيس الأسد قدم بعض الإعادة لتأكيدات عبر تصريحه بعد اجتماعه بجنيف مع الرئيس كارتر بأن قوات الردع العربية ربما تحتاج أن تبقى على الأقل لسنة أخرى. قد اشتكى بشكل ما من العبء الاقتصادي لهذه العملية، فيما لم تكن الحكومات العربية سريعة في عمليات الدفع، ولا متحمسة حول تمديدات أكثر لقوة الردع العربية.
4 ـ على أية حال، فلبنان لا يزال غير مؤهل للوقوف على قدميه بمفرده. وقد كان هناك توقع، مع أول ومضات للسلام ووصول قوات الردع العربية، أن يتم نزع سلاح معسكرات الحرب. ولكن وعلى الفور أصبح من الواضح أن الرئيس سركيس قلق تجاه تجنب صدامات مسلحة وأنه سيعتمد على المفاوضات، فيما تصبح مفاوضات نزع السلاح عادة طويلة وبصورة عامة بلا ثمار. ولذلك فالسلاح ظل هنا برغم أن بعض المسلحين سحبوا أو أعيد انتشارهم. وقد غادر لبنان معظم مقاتلي قوة منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يعد السلاح يستعرض في الشوارع. ولكن سلطة منظمة التحرير الفلسطينية لا تزال موجودة فيما لا تزال المليشيات المارونية على قوتها كما كانت. ولذلك فجدل الأسابيع الماضية أعاد مباشرة تفسير وتطبيق إتفاقية القاهرة التي تم تصميمها لتنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان. والرئيس سركيس يطارد أمله بتقليل السلطة الفلسطينية، حتى يتمكن، متسلحا بمبررات، أن يتحول إلى الموارنة ليطالب بنزع السلاح السياسي والعسكري.
5 ـ ولكن إخلاءً فلسطينياً لمنطقة دامور يبدو مرة أخرى أقل تأكيداً، وعودة القرويين المسيحيين إلى دامور علامة مهمة بعدد من الطرق. فهي تمثل عودة حصن أمامي مسيحي لمنطقة درزية ومسلمة، كما يمكن لها أن تفسر على أنها نقلة مبتعدة عن التقسيم. وإذا لم يتحقق هذا فسيتم النظر إلى آمال إعادة التوطين المختلطة بأنها ضعيفة. وفي دامور، وكما هو الغالب في كل لبنان، هناك عوامل أخرى تعقد العملية. فدامور هي موطن الرئيس السابق كميل شمعون، والرجال الشباب الذين سيعودون إلى هناك سيكونون ميليشياته المدربة، وقد شارك معظمهم في حصار تل الزعتر حيث فر من هناك محتلو دامور حاليا. وحدث كذلك أن دامور كانت نقطة استراتيجية حيوية، بسيطرتها على الطريق الساحلي من بيروت إلى الجنوب وشرقا الى قلب جبال الشوف. فهل يريد الدروز، دعك من الفلسطينيين أو الجناح اليساري، رؤية هذا الحصن الماروني يعاد تأسيسه في وسطهم، وعودة شمعون منتصرا إلى حصنه. التعقيدات اللوجستية حول إعادة التوطين لفلسطينيي دامور إلى موقع اختير لهم إلى الجنوب يساعد أيضا في تأخير هذه العملية.
7ـ على سركيس أن يدفع لجهة إزالة هاتين العقبتين إذا كان له أن يمضي بعمليته البطيئة تجاه إعادة بناء سلطة الدولة. أما الجيش فهو المشكلة الأخرى. فقد عين قائدا ومجموعة صغيرة من الضباط. ولكن موعد استقالة الضباط انتهت صلاحيته اليوم، وسيعطي هذا الحكومة فرصة لتبدأ تعيينات عامة، ولا يزال الجيش في حالة محفوفة بالمخاطر، فإما أن يبقى في المنازل، أو يتقسم على قطاعاته الطائفية، وهناك أمل ضئيل يمكن أن يتم فيه تشكيل وحدات متعددة المذاهب، ومن المحتمل أن تتم عملية بناء الجيش الجديد على أساس المحليات على أمل أن الدمج يمكن أن يتم تدريجيا. وقد مول السوريون خطة لاستخدام مجموعة مختلطة كبيرة فقط، وهم يساندون فكرة (طلائع للجيش اللبناني). بالنسبة للبوليس، فقد تم ترك الجنوب لهم بقرار من سركيس، والبعض يخشى النجاح، باعتباره أن نجاح هذه الوحدات الفاسدة سيشكل الأساس للجيش الجديد.
8 ـ لا تبدو إمكانية قيام جيش لبناني قادر على التعامل مع المهددات الكبرى والأمن الداخلي بقابلية للتحقيق قبل عام أو عامين على الأقل، تحت أفضل الظروف. ومن غير المحتمل الحصول عليها ما بقي القادة الموارنة لا يزالون على غير التزام تجاه إعادة بناء للدولة اللبنانية. وهدف التقسيم، إذا كان ذلك حاله، قد أغلقته سورية، ولذلك لجأوا إلى أفضل حل ثان أي للامركزية محلية. والى ذلك فستترك أكثر النسخ لا مركزية الحكومة المركزية بما هو أكثر بقليل من إدارة الجمارك والعملة والشؤون الخارجية، وبلا شك، ليس الأمن الداخلي، وبرغم أن الدفاع يضاف أحيانا، فهذا للتاريخ فقط، حيث أن لبنان لم يملك يوما، ومن غير المحتمل أن يملك، قدرة دفاعية خارجية. ولا يمضي معظم الموارنة بهذه المسألة طويلا، ولكنهم مرعوبون من خوف الغرق في محيط من الإسلام، ومن الممكن حثهم على أنه سيكون من الأعقل بناء البنية الأساسية للتعليم والقوة العسكرية في دولة منفصلة في حال أن لم تثبت الدولة المركزية عدم قدرتها على إشباعهم. والى ذلك فالتكتيكات المتقاطعة للمتطرفين مقروءة مع إمساك الموارنة المعتدلين لدعمهم لسركيس، سيمنع، للأسف، سركيس من التحرك للأمام بسرعة مطلوبة من الجدول الزمني للشرق الأوسط. ولن يكون بوسعه البدء في إنتاج إجماع سياسي مع آراء الموارنة المبتعدة كثيرا عن آراء المسلمين الوحدويين الذين بدأوا الآن يتفاعلون سلبيا مع عداء الموارنة وعدم ثقتهم بهم. وهذه فرصة ضاعت منذ أن تحول مزاج المسلمين، حين تأملوا الخسائر والدمار الذي أحدثته الحرب، الى التركيز على الشؤون اللبنانية والابتعاد عن المغامرات العربية.
9 ـ كانت نتيجة الحرب التي طالما اعتبرها الموارنة انتصارا، اعتمادا أعظم على جيرانها العرب، وهو الناتج الذي طالما فكروا في تجنبه، وفي هذا المجال، فهم عصبيون لأبعد الحدود تجاه النوايا السورية. وكل الإشارات ظلت تشير لجهة أن سورية تريد سحب قواتها من التلوث في لبنان في أقرب وقت ممكن. والى ذلك فما ورد في افتتاحية في الأسبوع الماضي لصحيفة «الشرق» المدعومة من سورية، وقولها إن الحل الوحيد للبنان يكمن في كونفدرالية مع سورية قد قوّى من الشكوك. ولكني أشك في أن يكون ذلك أكثر من صدى للإصرار السوري القديم بالإبقاء على تأثير قوي في لبنان حتى الى الحد الذي يغذي روابط مؤسساتية. وبعد ما حدث، فسيجد لبنان أن من الصعب، وربما من غير المقبول، أن يهرب درجة من التأثير السوري. 10 ـ ويبقى أفق الاعتماد على الذات مبكرا ضئيلا وبعيدا، فلن يكون في وضع يمكنه من أن يعزل نفسه عن مسار الأحداث في المنطقة. وسيساعد ناتج سعيد لجنيف بقدر كبير بأخذه لحافة مشكلة الفلسطينيين في لبنان، ويشجع استمرار سياسات معتدلة في سورية ومصر. ومن المستحيل التنبؤ بنتائج المأزق أو الفشل سواء على المنطقة أو على لبنان.
* توقيع ـ بي . جي . واكفيلد ـ السفير ـ بيروت
* لندن لسفيرها: الصورة قاتمة .. أجب عن هذه الأسئلة
* وثيقة رقم :42
* التاريخ : 27 مايو 1977
* من : جبليو . آر . تومكيز ، إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ، الخارجية ـ لندن .
- الى : فخامة السير السفير بيتر واكفيلد، بيروت ـ سري .
* الموضوع : الوضع الساسي في لبنان.
عزيزي : بيتر 1 ـ شكرا جزيلا على خطابك المطول والمفيد بتاريخ 16 مايو. وقد رحبنا بتقييمك للمشهد السياسي في لبنان، ولكننا أيضا محبطون بعض الشيء منه. فبرغم وصفك الاستهلالي لعودة تدريجية للحالة الطبيعية (وقد لاحظتها خلال زيارتي لك)، فالتقدم الذي ذهبت اليه آمالنا جميعا بعد مأزق وقف إطلاق النار في نوفمبر، قد برهن بوضوح أنها أبطأ مما انعقدت عليه الآمال تجاهها. وفي غضون ذلك تصاعدت المشاكل، وقد قدمت أنت قائمة للإختبارات :
هناك تطور قليل، أو لا مصلحة عامة مرئية في لبنان لجهة عملية حساب للخلافات الطائفية .
بقيت كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة في أيدي الفلسطينيين والمسيحيين معا.
الرئيس سركيس لا يزال بلا سلطة مركزية ولا يقوم بأي تقدم حقيقي في خلق جيش موحد.
الموارنة، وإن لم يكونوا موحدين، يمكن أن يكونوا مناصرين بما يكفي لنوع من اللا مركزية لمنع إعادة تأسيس لبنان موحد ذي سيادة. و: الوجود المتواصل لنحو 350 ألفا من الفلسطينيين يرمي بمشاكل محلية كبرى في دمشق وأماكن أخرى .
وجدت أن هذه قائمة قاتمة، ولا شك أني قد أسرفت في تبسيط هذا الحساب، ومن المدهش أن نديم دمشقية كان مبتهجا في الغداء الذي أقامه السفراء العرب للدكتور أوين هذا الأسبوع، وبدا أنه يعتبر أن الوجود المتواصل للفلسطينيين مقبول، بمقدار أنهم لا يشكلون تهديدا أمنيا ويشك ما إذا كانت الانفصالية المسيحية مفضلة أو مؤيدة سوى من أقلية (معترفا بأنها نشطة ومسلحة).
2 ـ سنكون سعداء بأي تحليل سياسي يمكنك أن تقدمه لنا حين يتطور الوضع، ولا يزال الكتلوج المقدم في رسالتي التلكسية 014 ـ 1 بتاريخ 24 فبراير قائما.
3 ـ كين كيمبل يملك شهية شرهة: فهو يرحب، إذا توافر الوقت بتناول: الإنقسامات بين الموارنة، وسياسات المسلمين والدروز، واتصالاتهما ومعهما اتصالات الفلسطينيين بالأسد، ومع سركيس، وفي ما بينهم، أعمال وسياسات الحكومة اللبنانية، بل وحتى قائمة بتقارير محدثة عن الشخصيات القيادية من نيكولاس آرمور .
4 ـ في المقابل، أقوم أنا بتشجيع ستيف داي ليلحق بك قبل منتصف سبتمبر وسيرى ما إذا كنا سنتمكن من ايجاد حرس مسلح لك من KMS للقنصلية. فهلا طاردت مسألة ملحق عسكري هناك ؟.
* توقيع ـ دبليو. آر. تومكيز ـ إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا الخارجية ـ لندن
* غدا: داني شمعون زعم أنه أخذ الإسرائيليين إلى جبل لبنان