وجوه إيران الثلاثة تتنازع انتخابات البرلمان.. ونسبة المشاركة تحسم المنافسة

تقديرات أولية تقدر المشاركة بـ60%.. وكروبي يتحدث عن مخالفات

مسؤولة إيرانية في لجنة الانتخابات تدقق في بطاقات الاقتراع في أحد المراكز أمس (أ.ف.ب)
TT

صوت الإيرانيون في انتخابات برلمانهم الثامن أمس وعيونهم على الماضي والحاضر معا. فمؤيدو التيار الإصلاحي توجهوا إلى صناديق الاقتراع وهم يستحضرون فترة الثماني سنوات التي سيطر فيها حزب المشاركة بقيادة محمد خاتمي على الرئاسة والبرلمان، ويتذكرون خصوصا الحريات الجامعية وحالة الصحف ومستويات الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، إضافة إلى الوضع الاقتصادي المستقر. أما المحافظون فتوجهوا إلى صناديق الاقتراع وعيونهم على الحاضر، خصوصا ما يصفونه "بانجازات" الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من إعادة "مبادئ الثورة"، والتصدي للفساد وتقديم الدعم والقروض المالية للفقراء والوقوف أمام الغرب وأميركا في القضية النووية، من دون أن تؤثر على آرائهم مشاكل الاقتصاد التي تواجه إيران حاليا. العامل الحاسم في نتيجة الانتخابات الإيرانية التي وصفها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أمس بـ"المصيرية" هو نسبة المشاركة. فبعدما استبعد مجلس صيانة الدستور الكثير من الاصلاحيين من المشاركة، لم يعد أمامهم إلا أن تقرر غالبية قاعدتهم الشعبية أن تتوجه لصناديق الاقتراع بنسب كبيرة. وفي جهود اللحظة الأخيرة حث كل من الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ورئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني الإيرانيين على التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع. وكان لافتا أنه قبل اغلاق صناديق الاقتراع تحدث رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي الذي يعتبر الضلع الثالث في التيار الاصلاحي مع خاتمي ورفسنجاني، عن "بعض الانتهاكات" في سير العملية الانتخابية. وقال إن بعض أنصاره أخبروه أن أشخاصا كانوا يدخلون مراكز اقتراع "بنوايا سيئة... ويضعون لوائح على الطاولة" التي كان الناخبون يملأون أوراق اقتراعهم عليها، ويطلبون منهم الاقتراع للأسماء الموجودة على هذه اللوائح. وأضاف "تلقيت معلومات متفرقة عن أنشطة هؤلاء الأشخاص". وعبر عن "الأمل" في أن يوضع حد لهذه التصرفات "بعد أن تكلمت مع وزارة الداخلية". وحتى ليل أمس لم يكن قد ظهر أي رقم رسمي نهائي حول نسبة المشاركة لكن وكالة أنباء "ارنا" الإيرانية ذكرت، وفقا لاستطلاعات رأي، أن نسبة المشاركة بلغت نحو 60%. كما توقع متحدث باسم الحكومة الإيرانية أن تبلغ نسبة المشاركة 60% على الأقل. وإذا ما صحت هذه الأرقام بعد الاحصاءات النهائية، فإن هذا يعني أن نحو 40% من الإيرانيين اختاروا عدم التصويت. "الشرق الأوسط" تحدثت مع إيرانيين صوتوا للمحافظين، وآخرون صوتوا للإصلاحيين، ومع أولئك الذين قرروا عدم التصويت، وذلك لمعرفة أسباب تصويت كل تيار خصوصا وأن هذه الفئات الثلاث تكشف عن الوجوه الثلاثة لإيران يوم الانتخابات.