تشيني: سننجز مهمتنا في العراق.. وسنبقى حتى لو تعب الآخرون

نائب الرئيس الأميركي يلتقي بارزاني.. ويدعوه إلى المساعدة في تحقيق المصالحة

تشيني في مستهل لقائه مع بارزاني أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني امام العسكريين في قاعدة بلد الجوية (70 كلم شمال بغداد) امس، في اليوم الثاني من زيارته المفاجئة الى العراق، ان بلاده «ستبقى في العراق حتى لو تعب الاخرون من بذل الجهود». كما دعا بعد لقائه رئيس اقليم كردستان، مسعود بارزاني، في اربيل الأكراد الى المساعدة في تحقيق المصالحة الوطنية. واضاف تشيني في قاعدة بلد حيث امضى ليلته ان العراقيين «يعرفون قبل كل شيء انه يمكن الوثوق باميركا». وتابع «انهم يعرفون ايضا اننا امة تقبل العمل الصعب حتى لو تعب الاخرون من بذل الجهود». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية أوضح احد المساعدين ان تشيني كان يشير الى المعارضة المتنامية للحرب في الولايات المتحدة وليس الدول التي شاركت في الاجيتاح.

وانتقد تشيني مطالب الديمقراطيين بسحب القوات الاميركية من العراق قائلا «مع فهمنا لكل أخطار هذا العصر الجديد، لا ننوي التخلي عن اصدقائنا او السماح بتحول هذا البلد الى منطقة لشن المزيد من الهجمات على الاميركيين». وقال «ان الطغيان في العراق كان يستحق هزيمته، كما ان الديمقراطية في العراق تستحق الدفاع عنها وبإمكان الاميركيين كافة التأكد من اننا ننوي إنجاز مهمتنا. وبالتالي، فان الاجيال المقبلة من الاميركيين لن تضطر للعودة الى هنا للقيام بذلك مجددا». وأكد تشيني انه «كلما تعرف العراقيون اكثر الى الاميركيين، اي الى طبيعة نوايانا وشخصية جنودنا، كان شعورهم تجاهنا افضل».

وكان نائب الرئيس الاميركي قد رفض أول من امس «التكهن كيف سينظر العراقيون الى اقتراح محدد حول الانسحاب. من المهم جدا ان ننجح وان لا ننسحب قبل اتمام العمل، نحن بحاجة الى ان نتذكر ان هدفنا هنا هو النصر كما اننا بحاجة الى ان نكون مستعدين للقيام بما يلزم من اجل انجاز هذا» الامر. واضاف «اقول ذلك وانا افكر بالجهود الضخمة المبذولة والتضحيات التي قدمت». وتابع «اعتقد باننا نسير قدما باتجاه تحقيق ذلك (...) سيكون من الخطأ الآن إنهاء مهمة القوات لاننا سنعرض النتائج المحققة للخطر ولا اعتقد اننا سنفعل ذلك».

وسمع دوي القذائف المدفعية بين الثانية والسادسة فجر أمس في محيط قاعدة بلد لكن مسؤولين عسكريين قالوا ان القصف كان مقررا سابقا وقد استهدف معاقل للمتمردين وليس على علاقة بزيارة تشيني. وردا على سؤال بهذا الشأن، اجاب نائب الرئيس الاميركي انه سمع دوي القذائف لكن «لم يوقظني احد ليبلغني، لقد استيقظت باكرا».

وبعد مغادرة بلد، توجه نائب الرئيس الاميركي الى اربيل، كبرى مدن اقليم كردستان. ودعا اثر لقائه رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الاكراد الى المساعدة في تحقيق المصالحة الوطنية عبر تمرير عدد من مشاريع القوانين الحيوية. وقال تشيني «نعتمد بالتأكيد على قيادة الرئيس بارزاني للتوصل الى علاقة استراتيجية جديدة بين الولايات المتحدة والعراق كما نعتمد عليه لتحقيق تقدم في مسائل تشريعية مهمة في مجلس النواب». وقال تشيني ان واشنطن واكراد العراق كانوا يقيمون «صداقة خاصة» اثناء فترة حظر طيران النظام السابق من التحليق فوق المناطق الكردية الخارجة عن سيطرة الرئيس السابق صدام حسين منذ العام 1991.

من جهته، قال بارزاني في ختام اللقاء ان الاكراد «جزء من الحل وليسوا جزءا من المشكلة، كما انهم عامل استقرار وسلام». واضاف ان الاكراد سيواصلون «لعب دور ايجابي من اجل التوصل الى عراق ديمقراطي متعدد وفدرالي حر». وتابع «اود ايضا سيادة نائب الرئيس ان اؤكد التزامنا بالدستور العراقي كما سنستمر في لعب دور ايجابي لكي نكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة».

ويتمتع اقليم كردستان بمحافظاته الثلاث، اربيل ودهوك والسليمانية، بحكم ذاتي لكنه في الواقع يعتبر مستقلا عن حكومة بغداد، كما انه من ابرز حلفاء الولايات المتحدة. واكراد العراق منهمكون في الكثير من الرهانات السياسية الكبرى، فهم يطالبون بإلحاق مدينة كركوك الغنية بالنفط بإقليمهم كما ان تركيا تشن عمليات عسكرية لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في منطقتهم.