الرئاسة الفلسطينية تحذر من استمرار الاستيطان وتعتبر القدس خطا أحمر

حماس تقول إن تصريحات أولمرت صفعة لأبو مازن.. والمنظمة تصفها بضربة «مميتة» للمفاوضات

جنديان اسرائيليان يقتادان فلسطينيا بشبهة طعن احد قادة اليمين المتطرف عند باب العمود في القدس المحتلة أمس (إ ب أ)
TT

حذرت الرئاسة الفلسطينية من أن القدس الشرقية خط احمر، كما حذرت من استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلية، لكنها في الوقت نفسه أكدت تمسكها بعملية السلام، وذلك بعد يوم من تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود اولمرت، استمرار التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة ومحيطها، وهو ما أدانته الرئاسة الفلسطينية، واعتبرته حركة حماس صفعة أخرى في وجه «عباس وفريقه». وصعدت منظمة التحرير من خطابها الإعلامي، قائلة إن تصريحات اولمرت تمثل تحولا خطيرا ونوعيا لا يمكن المرور عليه أو السكوت عنه، لأنه يقضي كلياً على ما تبقى من التزامات وتفاهمات مؤتمر انابوليس. من جانبه اعتبر نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، القدس الشرقية خطا أحمر أمام المفاوض الفلسطيني. وقالت الرئاسة الفلسطينية إن تفاهمات أنابوليس التي أدت إلى انطلاق عملية السلام، تنص بوضوح على وقف كل النشاطات الاستيطانية وفق المرحلة الأولى من خطة خريطة الطريق وهو التزام واضح على إسرائيل، الأمر الذي يتطلب قراراً إسرائيلياً سياسياً واضحاً بهذا الخصوص من أجل الحفاظ على الفرصة المتاحة لتحقيق سلام عادل في المنطقة.

ونفت الرئاسة ما وصفته بالأنباء الملفقة على لسان الرئيس الفلسطيني بخصوص وقف محادثات السلام والتلويح باللجوء إلى وسائل أخرى، مؤكدة أن ما ورد غير صحيح على الإطلاق وأن هدفه هو التشكيك في مصداقية الرئيس تجاه عملية السلام.

وقال بيان للرئاسة «إن هذه التصريحات عارية عن الصحة وهدفها النيل من الرئيس شخصيا ومن مواقفه الوطنية، وتشويه صورة المفاوض الفلسطيني بهدف التهرب من الالتزامات وخاصة الجزء المتعلق بوقف الاستيطان».

وأضاف بيان الرئاسة «إن هذه الحملة المدروسة ضد السيد الرئيس مكشوفة أهدافها تماما ومن يقف وراءها، ولن تغير من التزامه تجاه عملية السلام العادل الهادف إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وفق مبادرة السلام العربية وخريطة الطريق ومن خلال المفاوضات».

وقالت منظمة التحرير في بيان لها إن هذا الموقف الإسرائيلي وعلى لسان اولمرت يمثل ضربة مميتة كذلك لخريطة الطريق، وللوثيقة الوحيدة التي أقرها مؤتمر انابوليس وتلاها الرئيس الأميركي في ذلك المؤتمر، التي تؤكد تنفيذ تلك الخطة والتزام الطرفين بها وخاصة في ما يتصل بالوقف التام للنشاط الاستيطاني.

وأضاف أن «هذا التحول الخطير يشير إلى أننا لا نسير باتجاه عملية سلام جادة، لأننا في الوقت الذي نسعى فيه لتحقيق السلام الفعلي، فإن إسرائيل تسعى فقط للإبقاء على استمرار العملية السياسية وحدها، وبحيث يجري تحت ظلها تنفيذ أوسع مخطط يستهدف القدس والمناطق الحيوية في الضفة الغربية، تمهيداً لفرض مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة من طرف إسرائيل، وهي الدولة التي يعرف الجميع أنها لا تحمل من مقومات الدولة سوى اسمها، وأنها ستظل محمية إسرائيلية ممزقة ومطوقة وغير قابلة للحياة والتطور». وجاءت تصريحات أولمرت قبل ساعات من استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، بلقاء جمع بين رئيسي الوفدين الفلسطيني احمد قريع، والإسرائيلي تسيبي ليفني، واستمر لأكثر من ساعتين في القدس، ولم يفض عن أي اتفاق. وحاولت السلطة عدم إعطاء اللقاء صفة رسمية، كما قال قريع إن لقاء غير رسمي عقد فقط مع ليفني، بعد أن كان من المقرر عقد لقاء تحضيري بين طاقمي المفاوضات التي توقفت منذ الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة. وعبر قريع لليفني عن غضب الجانب الفلسطيني الشديد من هذه التصريحات ورفضه التام لها. من جهتها، قالت حركة حماس «إن تأكيدات رئيس الوزراء الإسرائيلي على الاستمرار في خطته الاستيطانية بمثابة صفعة على وجه الرئيس عباس وفريقه المفاوض الذي بات لا يملك شيئا سوى تقديم التنازلات تلو التنازلات عن الأرض والحقوق الفلسطينية لصالح الاحتلال الإسرائيلي ولم يعد لديه شيء يقدمه للشعب الفلسطيني». وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس «إن إصرار الرئيس عباس ووفده المفاوض على استمرار التفاوض مع المحتل الإسرائيلي هو بمثابة الإقرار والتأكيد على مشاريع الاحتلال الاستيطانية والإجرامية وتغطية على هذه المشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وحفظ امن الاحتلال الإسرائيلي فقط».

وأضاف برهوم «نرى أن استمرار مسلسل التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي بات يشكل اكبر خطر على الحقوق والثوابت الفلسطينية، وهو تساوق كبير مع المشاريع الصهيوأميركية».