أولمرت: يجب ألا يبقى اللاجئ الأفريقي دقيقة واحدة في إسرائيل

وبخ باراك ولفني على فشلهما في معالجة المشكلة وبوادر أزمة مع مصر بسبب قرار إعادتهم

TT

أبدت جمعيات حقوق الإنسان الإسرائيلية التي تتابع قضية اللاجئين الأفارقة في اسرائيل، تخوفها من أزمة دبلوماسية في العلاقات بين اسرائيل ومصر من جراء القرار الاسرائيلي الجديد اعادة كل لاجئ أفريقي الى مصر حال وصوله. وقالت ناطقة بلسان هذه الجمعيات انها تخشى أن يؤدي ذلك الى مقتل مئات اللاجئين.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، قد عقد جلسة طارئة لوزراء الخارجية، تسيبي لفني، والدفاع، ايهود باراك، والصحة، يعقوب بن يزري، والداخلية، مئير شطريت، للبحث في أسباب تدفق اللاجئين الأفارقة الى اسرائيل. ووصف أحد الحاضرين الجلسة بالمتوترة جدا وقال ان أولمرت وبخ كلا من باراك ولفني على فشلهما في معالجة المشكلة. وتساءل عن سبب امتناع الجيش عن اعادة اللاجئين فورا من حيث أتوا، أي من مصر. وعن سبب فشل وزارة الخارجية في ايجاد دول أفريقية تقبل هؤلاء اللاجئين بدلا من اسرائيل. ورفض أولمرت تبريرات باراك بان مصر ترفض استقبال اللاجئين، وأمر بتعزيز قوات الجيش على الحدود مع مصر الى حين يتم الانتهاء من بناء جدار مرتفع، وعدم التردد في اعادة اللاجئين المتسللين، حتى لو أدى ذلك الى أزمة مع المصريين. وقال: يجب أن نضمن ألا يبقى اللاجئ الأفريقي دقيقة واحدة في اسرائيل. وأمر وزارة الخارجية بوضع هذه القضية على رأس جدول الاهتمام والبحث عن دول أفريقية تقبل هؤلاء اللاجئين على أراضيها، مقابل أي شيء تطلبه. ونقل على لسان أولمرت قوله: «نحن نشن حروبا حتى لا يصل الى اسرائيل أي لاجئ فلسطيني، فيما اللاجئون الأفارقة يتدفقون الينا كالتسونامي. فما الذي تريدونه بالضبط؟ كيف نفسر هذا التناقض للعالم؟!».

المعروف أن حوالي 7 آلف لاجئ أفريقي وصلوا الى اسرائيل في السنوات الأخيرة، معظمهم من إريتريا والسودان، وهناك من يقول ان العدد وصل الى 10 آلاف. ويوجد منهم في اسرائيل 600 سوداني من اقليم دارفور، هم وحدهم الذين حصلوا على مكانة لاجئ شرعي، أو بدأت اراء للاعتراف بهم كلاجئين.

وكشف سفير إريتريا في تل أبيب، تسفا ماريام، ان اسرائيل تتعامل مع موضوع اللاجئين من إريتريا بطريقة مريبة حيث انها تستقبلهم وتعطيهم تصاريح عمل وتفتح بذلك الباب على مصراعيه لقدوم المزيد والمزيد منهم. وقال ان ادعاء السفارة الاسرائيلية في اسمرة بأن إريتريا تفرض جوا ارهابيا على أبنائها لاجبارهم على الخدمة العسكرية وتحتجزهم لسنين طويلة من دون ارادتهم، هي ادعاءات مهينة وكاذبة. وأكد ان بلاده معنية باستعادة هؤلاء اللاجئين والتعامل معهم بمنتهى الودية حتى ينخرطوا في مجتمعهم. وفي حال رفضهم، فإن بلاده لا تعارض في أن يتوجهوا الى دول أفريقية أخرى.

وحسب صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، فإن السفير حذر من أخطار أمنية يحملها لاجئون أفارقة الى اسرائيل وقال ان العديدين من هؤلاء ينطلقون الى اسرائيل من معسكرات لاجئين في السودان، تقع تحت تأثير رجالات من تنظيم «القاعدة». وذكرت مصادر في دائرة الهجرة في وزارة الداخلية الاسرائيلية، ان وتيرة التسلل الى اسرائيل ارتفعت في الشهرين الماضيين، حيث وصل 2600 لاجئ أفريقي، لكنها انخفضت بشكل حاد في شهر مارس (آذار) الجاري، حيث وصل 350 لاجئا. وأعلن وزير الصحة الاسرائيلي ان اللاجئين يحملون الى اسرائيل امراضا خطيرة ومعدية مثل «الصفار» و«الحصبة» و«الايدز»، وطلب بشكل عاجل ميزانية مليوني دولار لرصد هذه الأمراض واتخاذ إجراءات وقائية لمنع انتقال العدوى الى الإسرائيليين.