أم تنزح مع عائلتها أكثر من مرة.. وتشكو: متى أستطيع أن أؤمن حياة آمنة لأولادي

مسلحون هددوها بترك منزلها.. وأجبرت على بيعه بثمن بخس

TT

لعل حكاية أم احمد مشابهة للعشرات من القصص التي مرت بها العوائل العراقية التي اضطرت للنزوح الداخلي. وتقول ام احمد، وهي معلمة في احدى مدارس منطقة العامرية (غرب بغداد) ذات الغالبية السنية، إن عملية التهجير التي طالت عائلتها كانت الاقسى «بعدما توالت عليها المآسي». تقول ام احمد «كانت رحلتي مع المعاناة كبيرة، في البدء كنت أسكن في منطقة الكرادة (ذات الغالبية الشيعية) ومع بداية دخول الاميركان الى البلاد وما ان مرت ثلاثة أشهر حتى جاءتني مجموعة لا أعرف من أي جهة تطالبني بإخلاء الدار الذي أسكنه، الأمر الذي أصاب عائلتي بالفزع»، وتتابع بألم «قمت بالانتقال من سكني وأنا مجبرة فذهبت الى منزل عائلتي، الأمر الذي وجدته الحل الأنسب» غير انها اضافت أن المعاناة بدأت مجددا حين قررت هي وزوجها السكن في مكان منفصل عن منزل عائلتها، وقالت «بعت كل ما أملك من مصوغات ومقتنيات ثمينة بالاضافة الى بيع سيارة زوجي، لشراء منزل صغير يؤويني أنا وعائلتي، وبعد عملية بحث وجدت منزلا لا تتعادى مساحته 150 متراً في منطقة حي الجهاد (ذات الغالبية الشيعية)»، وأضافت «وما ان استقر بنا الحال، لتأتي أحداث سامراء وبالا علينا» وتقول متحسرة «طرقت مجموعة باب الدار طالبة زوجي، وبعد حوار اتسم بالصراخ امرونا بالخروج من المنزل بعد ثلاثة أيام وإلا سيصبح مصيرنا مجهولا، الأمر الذي جعلني أبحث في أقرب منطقة عن بيت للايجار، وبعد سلسلة من البحث وجدت منزلا صغيراً استضافني أهله في جزء منه حتى استطيع البحث بحرية اكبر فيما بعد، فتركنا المنزل».

وحول مصير منزلهم تقول أم أحمد «قبل نحو عدة أيام جاءنا اتصال من جارنا والذي وقف الى جانبنا كثيراً، بان العائلة التي استحوذت على منزلنا تطالبنا ببيع المنزل اليهم وبالسعر الذي هم يحددوه، فكان وقع الخبر كالصاعقة، سنوات التعب وحصيلة السنين تذهب سدى، رفضت في بادئ الأمر ليبلغنا جارنا بأن الأمر جدي وانهم لن يتنازلوا عن مطلبهم بشراء المنزل وإلا لن يستطيعوا الحصول عليه أبداً، الأمر الذي حمل زوجي على بيع المنزل بمبلغ 20 مليون دينار ثمناً لبيت بعت لأجله الغالي والرخيص طلباً للأمن والاستقرار، وها أنا اعيش متنقلة من منزل الى منزل بالإيجار ولا أعرف متى أستطيع أن أؤمن حياة آمنة لعائلتي».