انتقادات لأداء الصين في حقوق الإنسان لا تصل إلى مقاطعة الأولمبياد

بوش «قلق» من الاوضاع في التيبت

TT

في ما اعتبر أبرز تدخل دولي في أزمة التيبت، اتصل الرئيس الاميركي جورج بوش بنظيره الصيني هو جينتاو امس واعرب له عن قلقه من الوضع في التيبت، على ما اعلن البيت الابيض في بيان.

واوضحت الناطقة باسم البيت الابيض، دانا بيرينو ان «الرئيس بوش اتصل بالرئيس هو جينتاو واعرب عن قلقه من الوضع في التيبت وحث الحكومة الصينية على فتح حوار جوهري مع ممثلي الدالاي لاما والسماح للصحافيين والدبلوماسيين بدخول التيبت»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهتها انتقدت لندن امس اوضاع حقوق الانسان في الصين معتبرة انها سيئة وحثت بكين على اجراء حوار جاد مع الدالاي لاما الزعيم الروحي للتيبت.

جاء الانتقاد في التقرير السنوي لوزارة الخارجية البريطانية عن حقوق الانسان في حين تتعرض الصين لضغوط دولية بسبب حملتها في التيبت ردا على احتجاجات مناهضة للحكم الصيني. وفي مؤتمر صحافي لاطلاق التقرير، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان القلق العالمي بسبب الوضع في التيبت «له ما يبرره» لكنه عبر عن رفضه فكرة مقاطعة اولمبياد بكين هذا العام.

وقال ميليباند «لا أعتقد ان مقاطعة الاولمبياد هي الشيء الصحيح الذي ينبغي علمه ... وفي الواقع فان إفساد الاولمبياد لن يفعل شيئا من أجل حقوق الانسان في الصين» حسب ما نقلت وكالة رويترز.

وقال تقرير وزارة الخارجية انه على الرغم من «الالتزام المعلن للحكومة الصينية بحماية حقوق الانسان والحريات الاساسية والتقدم المهم خلال العشرين عاما الماضية فان الوضع في الصين مازال سيئا».

وقال التقرير ان انتهاكات حقوق الانسان مازالت تلقي بظلالها على التقدم الملحوظ الذي حققته الصين في غير ذلك المجال. واضافت ان انتهاكات حقوق الانسان مستمرة في التيبت.

كذلك، تعرضت الصين لضغوط في أكبر منتدى لحقوق الانسان في الامم المتحدة، اذ حث الاتحاد الاوروبي، في كلمة القيت في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، السلطات الصينية على الامتناع عن استخدام القوة في مواجهة مظاهرات اهل التيبت التي بدأت في العاشر من مارس موعد الذكرى السنوية التاسعة والاربعين لثورة فاشلة على الحكم الصيني.

وقال «القيود على دخول وسائل الاعلام الاجنبي الى مناطق التيبت من الصين يخالف تعهدات الصين الخاصة باستضافة الاولمبياد. ونحن نشعر بقلق من التصريحات الصينية الرسمية وعرقلة التغطية المستقلة للاحداث».

من جانب اخر، اعلنت وسائل الاعلام الصينية الرسمية امس ان اكثر من 600 شخص سلموا انفسهم للشرطة بعد الصدامات الدامية في لاسا والاضطرابات في المناطق المجاورة للتيبت.

وفي ما يتعلق بالجدل الدائر حول المشاركة في الأولمبياد المرتقب في الصين والدعوة الى مقاطعته، بدت الدفة مائلة الى الامتناع عن المقاطعة وإن كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لم يستبعد المقاطعة احتجاجاً على القمع في التيبت.

وكان ساركوزي قد صرح حول مقاطعة حفل افتتاح الدورة ان «كل الخيارات مطروحة»، داعياً القادة الصينيين الى التحلي بـ«روح المسؤولية». وكان رئيس البرلمان الاوروبي الالماني، هانس غيرت بوتيرينغ، أيده في ذلك قائلا ان اتخاذ «اجراءات مقاطعة» امر «مبرر».

وعبرت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي ايضا عن معارضتها لمقاطعة الالعاب الاولمبية. وقالت «لا اؤيد مقاطعة الالعاب الاولمبية لأنها حدث رياضي».