الأسد يدعو لمراجعة إستراتيجية العرب بشأن السلام

واعدا بالمساعدة والتعاون مع أي جهود لحل الأزمة السياسية في لبنان

TT

تعهد الرئيس السوري بشار الأسد بالمساعدة في حل الأزمة السياسية بلبنان في كلمة افتتاح القمة العربية العشرين في قصر المؤتمرات على بعد 25 كيلومترا جنوب دمشق أمس بمشاركة 12 زعيما عربيا وممثلين عن 9 دول وغياب لبنان. ونفى الاسد ان تكون سورية وراء المشكلة اللبنانية، وقال إن بلاده «على استعداد تام للتعاون مع أي جهود عربية أو غير عربية في هذا المجال شريطة أن ترتكز على أسس الوفاق الوطني اللبناني». وأضاف الاسد أن الأمن في منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال السلام العادل والشامل، داعيا إلى مراجعة مضامين الخيارات الإستراتيجية العربية بشأن السلام، والبحث عن الموقف المتوازن، الذي يوائم بين متطلبات السلام العادل والشامل وما يعنيه من عودة الأراضي العربية المحتلة وضمان الحقوق المشروعة من جانب، وما بين توفير الحد الأدنى من عناصر الصمود والمقاومة طالما أن إسرائيل ترفض السلام وتستمر في العدوان.

وجاءت كلمة الرئيس السوري مقتضبة، تدعو الى التضامن العربي وإعطاء الأولوية للحوار الفلسطيني. وفور دخوله القاعة ترأس الجلسة والقى كلمته أمام المشاركين تلقائيا، بدون بروتوكل استلام وتسليم، وبعد ترحيبه بالقادة العرب باسمه وباسم الشعب العربي السوري عبر عن اعتزازه بانعقاد «القمة في سورية في هذه المرحلة الحرجة» معتبرا أنه «شرف ومسؤولية كبرى» انطلاقا من الإيمان بأهمية العمل العربي المشترك وحيويته للأمة العربية «لأخذ مكانها اللائق في عالم اليوم». وقال «عملنا بكل امكاناتنا على تهيئة الظروف المناسبة لانجاح هذه القمة، وسعينا لتجاوز الكثير من العقبات التي تعترض سبيلها» منبها الى أن «العرب ليسوا على حافة الخطر بل في قلبه ونلمس آثاره المباشرة على اقطارنا وشعوبنا، وكل يوم يمر دون اتخاذ قرار حاسم يخدم مصلحتنا القومية يجعل تفادي النتائج الكارثية امرا بعيد المنال».

كما قال الأسد إن «التحديات تهدد تماسك البنيان الداخلي العربي وتجعل بعض اقطارنا العربية ساحات مفتوحة لصراع الاخرين عبر الصراع بين ابنائه او هدفا للعدوان والقتل والتدمير من قبل اعدائنا». ونفى الأسد أن يكون «الوضع العربي غير المرضي مرتبطا بالقمم بحد ذاتها» بمقدار ما يرتبط «بسياق العلاقات العربية ـ العربية والظروف التي احاطت بها في الماضي والحاضر»، لافتا الى أنه رغم ذلك تمكن العرب في محطات عديدة من «تبني مواقف تعبر عن مصالح الامة عندما توفرت الارادة لذلك».

ودعا الاسد القادة العرب الى مراجعة مضامين «خياراتهم الاستراتيجية» والبحث عن «الموقف المتوازن الذي يوائم ما بين متطلبات السلام العادل والشامل وما يعنيه من عودة الاراضي المحتلة وضمان الحقوق المشروعة من جانب، وما بين توفير الحد الادنى من عناصر الصمود والمقاومة طالما ان اسرائيل ترفض السلام»، لافتا القادة الى انهم يجتمعون «ودماء شهداء مجازر اسرائيل بل محارقها في غزة لم تجف بعد أمام صمت العالم وغضب الانسان العربي وأمام استنكار صاحب كل ضمير حي». وعبر الأسد عن حزنه إزاء الاوضاع على الساحة الفلسطينية من انقسام وفرقة «مما يعطي الأولوية» للحوار بين الفلسطينيين، داعيا للعمل على الكسر الفوري للحصار المفروض على غزة من «قبلنا كدول عربية» اولا «كمقدمة لطلب ذلك من دول العالم».

وأكد أن السلام بين سورية واسرائيل لن يتحقق «إلا بعودة الجولان كاملا حتى خط 4 يونيو (حزيران) 1967» وان المماطلة الاسرائيلية «لن تجلب لهم شروطا افضل» و«ما لم يتمكنوا من الحصول عليه من تنازلات من قبل لن يحصلوا عليه لاحقا». كما دعا القادة العرب للعمل على الكسر الفوري.