التيار الصدري يرفض إلقاء السلاح.. ويستقبل جنودا مستسلمين

وزير الداخلية يحث قواته على إظهار «الحزم» في القتال > مقتل وإصابة أكثر من 1000 شخص منذ اندلاع المواجهات

TT

فيما رفض التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر أمس، دعوة رئيس الوزراء العراقي الى القاء السلاح معلنا ان وحدات في الجيش العراقي عرضت تسليم أسلحتها في مدينة الصدر، أعلن مسؤول امني بارز أن اعدادا من المسلحين قاموا بالفعل بتسليم أسلحتهم للحكومة. من جهته، حث وزير الداخلية العراقي جواد البولاني أفراد المغاوير على اظهار «الحزم» في القتال ضد الميليشيات.

وأكد اللواء عبد الكريم خلف قائد العمليات في وزارة الداخلية العراقية والمتحدث الرسمي باسمها، أن أعدادا من المسلحين في مدينة البصرة قاموا بتسليم أسلحتهم للجيش العراقي من دون ان يذكر أعدادهم. وقال اللواء خلف لـ«الشرق الأوسط» إن العمليات في البصرة ما زالت مستمرة في قلب المدينة وضواحيها، مشيرا إلى أن أعدادا من المسلحين قاموا بتسليم أسلحتهم للجيش العراقي من دون أن يتعرضوا للمساءلة القانونية.

غير ان عقيل البهادلي القيادي في مكتب الشهيد الصدر في محافظة البصرة، نفى أن يكون هناك أي مسلح من جيش المهدي قد سلم سلاحه للقوات النظامية، مؤكدا أن «حوالي 19 جنديا من الحرس الوطني قاموا بتسليم أنفسهم لمكتب الشهيد الصدر وفروعه في البصرة».

وقال البهادلي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «عناصر جيش الإمام المهدي مسيطرة تماما على الأوضاع في المدينة، وخصوصا في مناطق الحيانية والموفقية والجمهورية والأصمعي»، مؤكدا أن «أفراد جيش المهدي في حالة استراحة الآن ويقومون بتنظيف الشوارع التي يسيطرون عليها من النفايات نتيجة لعدم توفر الخدمات البلدية فيها».

وأوضح البهادلي أن «المكتب قام بطبع بيانين تم توزيعهما أمس على عناصر الحرس الوطني وجيش المهدي، يطالب الاول أفراد الحرس بعدم توجيه فوهات بنادقهم إلى أبناء جلدتهم العراقيين لأنهم أبناء بلد واحد وعليهم ألا يمتثلوا لأوامر حكومة المالكي التي جاءت بهم إلى البصرة لمحاربة المجرمين والمهربين، وقد فوجئ بأنهم يقاتلون أبناء جيش الإمام المهدي، فيما طالب البيان الثاني أبناء جيش الإمام إلى عدم التهاون والدفاع عن حقوق الشعب».

من جانب آخر، أكد (أبو زهراء) مدير مكتب الإعلام في مكتب الشهيد الصدر في منطقة الرصافة، أن المعارك ما زالت دائرة في عدد من مناطق بغداد بين جيش المهدي وعناصر حكومية تساندها القوات الأميركية، مشيرا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «العديد من عناصر الحرس الوطني العراقي قد قاموا بتسليم أسلحتهم وأنفسهم إلى مكاتب الشهيد الصدر المنتشرة في مدينة بغداد وكانت اكبر عملية تسليم قد حدثت في منطقة النهروان؛ فقد سلم ما يقارب الفوج نفسه لمكتب الصدر».

وأضاف أبو زهراء أن المعارك مستمرة بالأسلحة الخفيفة وان «أبناء جيش الإمام المهدي هو المسيطر على الأوضاع ويدافع عن المناطق الموجود فيها»، نافيا أن يكون أي منهم قد سلم سلاحه للقوات الحكومية. وكان حيدر الجابري من الهيئة السياسية في التيار الصدري قد قال إن ميليشيا جيش المهدي ترفض تسليم أسلحتها، كما يطلب رئيس الوزراء نوري المالكي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الجابري، قوله ان «مقتدى الصدر أبلغنا وجوب عدم تسليم أسلحتنا إلا لدولة قادرة على رمي الاحتلال خارجا». كما أعلن سلام الفريجي قائد جيش المهدي في شرق بغداد، ان «وحدات من الجيش العراقي جاءت الينا لتسليم أسلحتها بعد ان استمع الناس الى نداء المرجعية وعرض التفاوض الذي قدمه مقتدى الصدر» زعيم جيش المهدي. ونسب الفريجي الى الجنود الذين سلموا اسلحتهم قولهم «(لا نستطيع اطلاق النار على شعبنا، والتحاقنا بالجيش كان لمحاربة الارهاب وليس استهداف صدور المواطنين)». وأضاف «قلنا لهم انه لا يمكننا اخذ اسلحتهم ويجب عليهم الاحتفاظ بها وأعطيناهم نسخا من القرآن كما طلبنا منهم العودة الى منازلهم».

من جانبه، حث وزير الداخلية العراقي جواد البولاني مغاوير الشرطة العراقية، التي تتألف من عناصر النخبة في الشرطة، على إظهار «القوة والشجاعة» في القتال ضد الميليشيات الشيعية في محافظة البصرة جنوب العراق؛ في إشارة منه الى تخاذل عدد منهم في مواجهة ميليشيا المهدي بل انضمام عدد منهم الى صفوف المسلحين، وأقر في الوقت ذاته بوجود «مشاكل» لم يحددها، غير انه وعد بمعالجتها بعد انتهاء المعارك.

وقال البولاني أمام نحو 50 عنصرا من المغاوير في مدينة البصرة إن لديه الثقة بهم (المغاوير) في تغيير مسار أي معركة. ونقلت وكالة الاسوشييتد برس عن البولاني، قوله «أريدكم ان تقاتلوا بقوة وشجاعة وعندها نستطيع التحدث عن تلك المشاكل في وقت لاحق».

ميدانيا, نفذت مقاتلات اميركية غارات جوية أمس في مدينة البصرة، مع استمرار المواجهات لليوم الخامس بين عناصر ميليشيا جيش المهدي والقوات العراقية في البصرة ومدن اخرى. وقال المتحدث العسكري البريطاني الميجور توم هولواي، ان مقاتلات اميركية ألقت صاروخين على مواقع لمسلحين. واضاف ان طائرات حربية اميركية ألقت صاروخين موجهين على كرمة علي، شمال البصرة. والغارة هي الثالثة لقوات التحالف الدولي منذ يوم الجمعة الماضي، لكن لم يتم الكشف عن هوية الطائرات التي نفذت الغارتين السابقتين.

ويقول مراقبون ان القوات العراقية فشلت في الامساك بزمام الامور في أحياء البصرة، وانها طلبت من الاميركيين والبريطانيين التدخل، الامر الذي يثير التساؤلات حول قدرة القوات العراقية على ادارة المعركة بنجاح بمفردها. ويقول شهود عيان ان أجزاء واسعة من البصرة، أي نحو 50-70 في المائة من المدينة، لا تزال تحت سيطرة الميليشيات.

وفي بغداد، سمعت سلسلة انفجارات في المنطقة الخضراء في بغداد، فيما أعلن مسؤول في الشرطة العراقية أن معارك بين مقاتلي جيش المهدي والقوات الامنية العراقية اندلعت فجر أمس في كربلاء، مما ادى الى مقتل 12 عنصرا في صفوف الميليشيات. من جهة اخرى، أظهرت حصيلة مقتل اكثر من 250 شخصا وإصابة المئات بجروح في المعارك التي اندلعت في 25 من الشهر الحالي.