واشنطن تعرض تطبيعا للعلاقات مع الخرطوم.. مقابل وقف قتل المدنيين في دارفور

اشترطت أيضا إجراء الانتخابات العام المقبل ونشر قوات السلام وإخلاء سبيل حاويات أميركية في الميناء

TT

قال دبلوماسيون أميركيون وسودانيون إن الولايات المتحدة عرضت تطبيع العلاقات تدريجيا مع السودان، بشرط أن تقوم حكومة الخرطوم بتسوية بعض القضايا، مثل أزمة دارفور وإجراء الانتخابات العامة في موعدها العام المقبل. وأضاف المسؤولون أنه سيتعين على السودان أن يزيل بعض العوائق أمام انتشار قوات حفظ السلام تحت قيادة الأمم المتحدة، بجانب وقف العنف ضد المدنيين في دارفور وإخلاء سبيل حاويات أميركية أوقفتها سلطات الجمارك السودانية، تحتوي على أجهزة تخص مبنى السفارة الاميركية الجديد في الخرطوم، وتنفيذ اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب السودان، بما فيه إجراء انتخابات عام 2009. ووصف سفير السودان لدى الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم هذه الخطوة بأنها «تحول إستراتيجي»، موضحا أنها جاءت نتيجة للتعاون «النموذجي» من جانب حكومته في قضايا الإرهاب. وقال السفير: «يتبادل الجانبان بعض الأوراق في كل اتجاه». وأضاف «ستكون أكبر جائزة هي علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة».

ومع هذا، كان بعض المسؤولين في الجانبين متشككين؛ فالولايات المتحدة كانت قد عرضت من قبل تحسين العلاقات الدبلوماسية إذا ما لبت السودان مطالب معينة، ولكن هذا العلاقات لم تتغيير مع أن الخرطوم قامت بتلبية المطالب. وأكد ريتشارد وليامسون، مبعوث الولايات المتحدة للسودان، أنه قد نقاش الحوافز وطلبات إدارة الرئيس بوش مع الرئيس عمر حسن أحمد البشير، خلال اجتماع عقد الشهر الماضي في الخرطوم. وأضاف وليامسون، عرضت الولايات المتحدة إعادة كافة العلاقات الدبلوماسية ورفع العقوبات ورفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقال «ثمة حاجة إلى إحداث تقدم في الجوانب الإنسانية والأمنية قبل أن يكون هناك تقدم في القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك.. نحاول أن نتسم بالوضوح الشديد والتحديد بخصوص التوقيت ونوعية الأشياء المطلوبة». ولكنه رفض أن يعطي أية تفاصيل. وأشار وليامسون: «في الوقت الحالي، هناك نقاش بين حكومة السودان وحكومة الولايات المتحدة ولن يستفيد أي شخص من مفاوضات علنية.. والهدف المهم هو تخفيف المعاناة وتوفير الأمن الكافي على أرض الواقع حتى يتمكن المواطنون من العودة إلى بيوتهم في دارفور. لا أهمية لأي شيء آخر».

وللمساعدة في هذا الصدد، تزيد الولايات المتحدة من ضغوطها على الأمم المتحدة كي تزيد الأخيرة من وتيرة تعبئة قوات حفظ السلام في دارفور وهي تدفع لإرسال قوات جديدة تقدر بـ3600 جندي في المنطقة الغربية بحلول يونيو (حزيران). وفي خطاب أرسله الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الخميس، انتقد وليامسون التأخر في إرسال القوات إلى دارفور ودعا إدارة حفظ السلام في الأمم المتحدة لتكون أكثر مرونة في شروطها الخاصة بالجنود والمعدات. وذكر وليامسون في خطابه «في هذه اللحظة الحرجة، يعد إرسال قوات جديدة بأقصى سرعة ممكنة هو ذروة آمالنا لتغير مجريات الأمور في هذه المأساة». وفي مقابلة شخصية قال ريتشارد وليامسون إنه من «المؤسف» أن يتم إرسال 290 جنديا فقط إلى منطقة دارفور منذ يناير (كانون الثاني)، عندما أخذت الأمم المتحدة 9000 جندي وضابط من قوات الاتحاد الأفريقي الموجودة هناك بالفعل. ومن ضمن الأشياء التي اقترحها أن تقوم الأمم المتحدة بتوفير المعدات والطعام للجنود. وأضاف أن «المعوقات» من جانب الخرطوم قد أبطأت من وصول القوات.

ورفض السودان السماح لهذه القوات بالوصول للبلاد لمدة عام تقريبا. وبعدها طلب أن يكون الجنود أفريقيين ورفض أية قوات من أوروبا وتايلاند ونيبال. كما عطل عملية توفير الأرض والمياه لقواعد القوات. وقال مبعوث الولايات المتحدة للسودان: «شيء واحد يمكن أن يساهم في عملية الاستقرار وهو وصول القوات للبلاد. لما لا نقوم بهذا العمل على نحو عاجل. هذا هو السؤال الذي تنتظر الولايات المتحدة إجابته. نحن محبطون للغاية».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ «الشرق الأوسط»