هولندا: فيلدرز يسحب رسماً كاريكاتورياً من فيلمه المسيء للإسلام تفادياً لملاحقات قضائية

أمستردام تؤكد للدول الإسلامية أن الإحساس بالصدمة لا يبرر العنف

TT

أجرى اليميني المتشدد الهولندي خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية الهولندي المناهض للهجرة تعديلات على الفيلم الذي بثه الاسبوع الماضي على الانترنت والذي يهاجم فيه القرآن الكريم، وجاءت تلك التعديلات بهدف تفادي المساءلة القضائية بعد ان هددت اطراف مختلفة باللجوء للمحاكم الهولندية، نتيجة الاضرار التي لحقت بهم من جراء الفيلم وما تضمنه من مغالطات.

وقال فيلدرز أمس انه سيقوم باستبدال صورة العداء الهولندي من أصل مغربي صلاح الدين ووضع صورة محمد بويري قاتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ. وقال فيلدرز«انه خطأ غير مقصود وأمر عادي ان يحدث وذلك لان الشبه كبير بينهما، وكان العداء المغربي الاصل قد هدد باللجوء للقضاء بعد ان تضمن الفيلم صورته بدلا من صورة بويري.

كما سيقوم فيلدرز حسب ما ذكر أمس بحذف الرسم الكاريكاتوري للرسام الدنماركي كيورت ويسترجارد، صاحب الرسوم المسيئه للنبي، وكان الرسام قد هدد بدوره انه سيلجأ للقضاء لان فيلدرز استخدم احد رسوماته دون استئذان، كما قال فيلدزر انه سيضع اسم مقدم البرامج الهولندي روبي مونتر على تترات الفيلم بعد ان استخدم صوته وجزءا من البرنامج في سياق الفيلم واحتج الاخير على هذا الامر.

وقال اليميني المتشدد انه سيعيد عرض الفيلم من جديد نافيا في الوقت نفسه، ان يكون له اي صلة ببث الفيلم على مواقع اخرى عير الموقع «ليف ليكي».

واعتبر وزير الخارجية الهولندي مكسيم فرهاغن امس لدى استقباله سفراء دول اسلامية ان الاستنكار حيال فيلم النائب اليميني المتطرف خيرت فيلدرز المعادي للاسلام لا يبرر العنف.

وقال فرهاغن خلال لقاء مع 26 سفيرا من دول اعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي «اننا مدركون للمخاوف والمشاعر التي يثيرها هذا الفيلم لدى المسلمين في العالم، لكن الاحساس بالصدمة يجب ان لا يستخدم ذريعة للعدوان والتهديد»، وفق ما جاء في بيان صادر عن الوزارة. وفيما كانت ردود الفعل هادئة جدا في هولندا على بث فيلم «فتنة» المسيء للاسلام على الانترنت، بدأت مشاعر الاستنكار والتهديدات تتصاعد في العالم الاسلامي. وأدانت منظمة المؤتمر الاسلامي الجمعة الفيلم واعتبرته «تحريضا على الحقد».

وبدأت مظاهرات احتجاجية في نهاية الاسبوع الماضي في اندونيسيا وباكستان فيما صدرت دعوات الى مقاطعة المنتوجات الهولندية في الاردن وماليزيا. وقال فرهاغن «انني مسرور لردود الفعل المعتدلة التي سجلت في العالم الاسلامي غير ان خطاب بعض الدول يظهر ان علينا التيقظ». وقال للدبلوماسيين «دعونا نحافظ على رباطة جأشنا مع الابقاء على علاقات ودية بيننا». وبين السفراء المشاركين في هذا اللقاء بحسب الوزارة سفراء مصر واندونيسيا وايران والاردن وماليزيا والمغرب وسلطنة عمان والسعودية والسودان وتركيا.

وكان فرهاغن التقى سفراء منظمة المؤتمر الاسلامي قبل بث فيلم «فتنة» ليوضح لهم ان حكومة لاهاي، وعلى الرغم من معارضتها للفيلم، تدافع عن حق غيرت فيلدرز في اخراجه.