الإمارات والصين توقعان اتفاقيات أمنية واقتصادية وعلمية

محمد بن راشد يبدأ زيارة رسمية لبكين تستمر 4 أيام

الشيخ محمد بن راشد والشيخ عبد الله بن زايد مع اعضاء الوفد الاماراتي في جولة سياحية بأحد شوارع بكين امس («الشرق الأوسط»)
TT

فيما بدأ نائب رئيس الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمس، زيارة رسمية للصين تستمر أربعة أيام، من المنتظر أن تبرم الصين والإمارات خلال هذه الزيارة اتفاقية تعاون وثلاث مذكرات تفاهم، أمنية واقتصادية وعلمية. وكشف مصدر إماراتي أن الجانبين سيوقعان اتفاقية تعاون بالمساعدة المتبادلة في المسائل الجنائية. كما ستوقع مذكرة تفاهم أمنية بين وزارة الداخلية الإماراتية والإدارة العامة للجمارك الصينية فيما يتعلق بتبادل المعلومات ومكافحة الاتجار غير المشروع في المخدرات، ومذكرة تفاهم بخصوص التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، ومذكرة تفاهم ثالثة تختص بالتعليم العالي والبحث العلمي.

واعتبرت مصادر في الوفد الإماراتي لـ«الشرق الأوسط» أن الزيارة التي يقوم بها الشيخ محمد بن راشد إلى بكين «اقتصادية من الدرجة الأولى وتهدف إلى تعزيز هذه العلاقات الاقتصادية»، معتبرة أن هذه الزيارة، والتي هي الأولى لمسؤول إماراتي رفيع منذ زيارة قام بها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أواخر الثمانينات، ستساهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق استثمارية للقطاع الخاص في البلدين، خاصة أن الإمارات تعد الشريك التجاري الثاني للصين في الخليج بعد المملكة العربية السعودية.

وحسب الإحصاءات الحديثة الصادرة عن الخارجية الصينية وغرفة تجارة وصناعة دبي وموانئ دبي، ارتفع التبادل التجاري بين الإمارات والصين خلال العام الماضي إلى أكثر من 20 مليار دولار (73.4 مليار درهم) بنمو نسبته 41%، فيما بلغ حجم التجارة غير النفطية بين دبي والصين خلال عام 2007 ما يزيد على 71 مليار درهم.

وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد التقى فور وصوله للعاصمة الصينية، بكين، بعد ظهر أمس، بقاعة الشعب الكبرى في بكين، بالرئيس هو جينتاو رئيس جمهورية الصين الشعبية الذي رحب بزيارة المسؤول الإماراتي الى الصين، معربا عن ثقته بأن الزيارة «ستسهم الى حد كبير في تنمية وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات والصين». ووصف الرئيس الصيني الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأنه «صديق قديم للقيادة الصينية وشعبها وله فضل كبير ودور مهم في تطوير العلاقات الثنائية على المستويين الرسمي والشعبي».

ونوه الشيخ محمد بن راشد بمستوى وحجم التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية الواسعة بين البلدين الصديقين. ووجه الدعوة رسميا إلى الرئيس هو جينتاو لزيارة دولة الإمارات، معتبرا أن زيارته للإمارات في يناير (كانون الثاني) الماضي لم تكن رسمية، «وها انا أوجه دعوة رسمية لفخامتكم».

وحضرَ اللقاءَ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة مطارات دبي الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومحمد بن عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء وريم ابراهيم الهاشمي وزيرة دولة.

ويرافق الشيخَ محمد في زيارته وفد كبير من رجال الاعمال يضم رؤساء غالبية كبرى الشركات الاماراتية التي لها وجود كبير في السوق الصينية ولا سيما في شنغهاي عاصمة البلاد الاقتصادية.

ومن المقرر أن يغادر الشيخ محمد بن راشد اليوم بكين، مغادرا إلى مدينة شنغهاي حيث يحضر منتدى اقتصادياً إماراتيا ـ صينياً، بمشاركة كبرى الشركات الإماراتية ورجال الأعمال الإماراتيين.

ويعتمد الاقتصاد الصيني على الإمارات، باعتبارها البوابة التجارية للمصدرين الصينيين في منطقة الشرق الأوسط. ويبلغ عدد الشركات الصينية المسجلة أكثر من ثلاثة آلاف شركة، فيما يفوق عدد الجالية الصينية في الإمارات 200 ألف نسمة. وأكدت نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أهمية الزيارة الرسمية التي يقوم بها الشيخ محمد بن راشد إلى الصين، موضحة أن الزيارة تكرس الاهتمامَ العميق بالدائرة الآسيوية في السياسة الخارجية الإماراتية وتفتح آفاقا جديدة لهذه السياسة، وتأتي على خلفية تنامي دور الإمارات وقوتها على الصعيد الدولي بشكل عام، وفي محيطها الآسيوي بشكل خاص. وقالت النشرة التي جاءت تحت عنوان «آفاق حيوية للسياسة الخارجية الإماراتية» ان دولة الامارات اخذت تركز على قوى آسيوية باتت تحتل مكانة مهمة على خارطة العالم، وهو ما يؤكد الأهمية الخاصة التي توليها دولة الإمارات العربية المتحدة لتنويع علاقاتها وتحالفاتها الدولية والموقع الذي تشغله الدائرة الآسيوية في أولويات الدبلوماسية الإماراتية. وتكتسب الزيارة أهميتها من ثلاثة اعتبارات أساسية: أولها المكانة السياسية الخاصة التي تشغلها الصين على الخريطة العالمية.. فالصين هي إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. وثانيها المكانة الاقتصادية للصين حيث تعتبر الآن القوة الاقتصادية الثانية في العالم ومنذ إصلاح السوق في الصين عام 1978 تمكن الاقتصاد الصيني من النمو بمعدل 10 في المائة سنوياً. ويعتقد بعض الخبراء أن الصين سوف تتجاوز الولايات المتحدة في إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2040. وثالثها طبيعة العلاقات الثنائية بين الإمارات والصين حيث تعتبر الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الخليج وأكبر سوق للصادرات الصينية في العالم العربي. وتعد الإمارات مقرا لأكثر من ألفي شركة صينية وما يصل إلى 200 ألف صيني يعملون بمختلف القطاعات فيها.