مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالصومال يكشف عن ترتيبات لمحادثات سلام جديدة

قال لـ«الشرق الاوسط» : الصوماليون يجدون صعوبة الآن في فهم معنى السلام

TT

قال أحمد ولد عبد الله، مبعوث الأمم المتحدة لشؤون الصومال، إنه ينتظر موافاته من قبل الحكومة الانتقالية الصومالية وتحالف المعارضة المناوىء لها الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له، بقائمة تضم أسماء وفدي الطرفين للمشاركة في مفاوضات سلام مرتقبة برعاية الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية في الصومال.

وأوضح الدبلوماسى الموريتاني السابق في مقابلة خاصة عبر الهاتف من مقر عمله في العاصمة الكينية نيروبي لـ«الشرق الأوسط» أنه أجرى أخيرا محادثات مع الطرفين، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الصومالي العقيد نور حسن حسين (عدي) قدم له خلال الشهر الماضي خطة تقضي بالتفاوض مع المعارضة لإحلال السلام تحظى بموافقة الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس البرلمان عدن مادوبي. وأضاف: «لقد دعوت من جانبي تحالف إعادة تحرير الصومال إلى نيروبي وهم حاليا موجودون هنا بدون أدنى مشكلة في التأشيرات أو دخول كينيا، علما بأنهم منذ عامين طردوا من هنا». وقال إنه اقترح على وفد التحالف الذي يترأسه الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم المعارضة والرئيس السابق لتنظيم المحاكم الإسلامية «حلا سلميا للتفاوض مع السلطة الانتقالية حتى يرجع الصومال إلى الميدان الدولي بدلا من أن يصبح نموذجا للدولة الفاشلة» على حد تعبيره. وأكد ولد عبد الله أنه لمس لدى المعارضة منحى جديداً للقبول بالسلام مع الحكومة، معتبراً أن وجود وفد التحالف في نيروبي أمر ايجابي ويبرهن على استعدادهم لحل سلمي.

وفيما يلي نص الحوار:

* فهمت أنك تنتظر قائمة من الحكومة والمعارضة بأسماء وفديهما لمفاوضات مقترحة؟

ـ صحيح أنا طلبت من كل طرف لائحة أو قائمة تتضمن أسماء من سيمثلهم في مفاوضات السلام لكي نتحدث معهم وعن مشاكلهم، هدفنا مرحلياً أولاً ايجاد مكان أو دولة لعقد هذه المحادثات، لكن المشكلة أن الحرب الأهلية في الصومال استمرت 17 سنة إلى حد أن الحل أصبح مشكلة، والحرب أسهل وقضية السلام أصبحت مشكلة بالنسبة لكثير من الصوماليين السياسيين والعسكريين.

* هل حصلت على تأييد تحالف أسمرة لمشروعك؟

ـ فهمت انهم مستعدون الآن لمفاوضات جديدة لإيجاد حل سلمي ونحسب ذلك من مصلحة دولتهم.

* ومتى تتوقع بدء المفاوضات؟

ـ بدأت بالفعل المفاوضات مع الطرفين، لكن من وجهة نظري من الضروري تقييم وتغيير جدول الأعمال بالنسبة للماضي حيث كان الاجتماع يستمر من سنة لسنتين، وأفهم ان هذا غير ضروري وغير ايجابي، الشيء الأساسي المطلوب هو أن يتفاوض الجميع خلال أسبوعين أو ثلاثة على افضل فترة.

* إذن أنت تريد مفاوضات سلام مكثفة ومختصرة بعيدة عن الشكل التقليدي لما اعتاده الصوماليون؟

ـ نعم تماما.. من الضروري للصومال وللمجتمع الدولي تغيير السياسات القديمة واستبدال مفاوضات جديدة بها تسعى لحل وتسوية بدلا من مفاوضات من أجل المفاوضات.

* وهل تعتقد بوجود فرصة للحل؟

ـ نعم لدى الصوماليين الفرصة، وبالنسبة لهذه الحكومة الانتقالية على أساس سياسي وغير قبلي. لقد طلبت من أطراف دولية أن تساعد كما حدث في تسوية الحروب الأهلية الأفريقية الأخرى. وفي ظني أن الحل بات أصعبَ مما كان عليه في الماضي، من الضروري الآن وكمجتمع دولي أن ندخل مفاوضات جديدة بوجهة نظر جديدة في مدة قصيرة.

* كيف كان رد فعل الأطراف الصومالية المعنية؟

ـ جميع الأطراف وافقوا على مفاوضات قصيرة لكن المشكلة المطروحة هي أنهم طلبوا التشاور مع جماعاتهم، وهذا مفهوم تماما وأنا مستعد للمساعدة في هذا الإطار.

* هل تتوقع عقد هذه المفاوضات قريبا؟

ـ إن كان الأمر بيدي أعقدها غدا لكن للأسف من الضروري للجماعات وبعض أصدقاء الصومال أن يتداولوا في مبادرتنا قبل اطلاقها عمليا. المفاوضات الراهنة هي على جدول الأعمال بانتظار أن تبدأ لاحقا المفاوضات الحقيقية خلال أسبوعين إلى ثلاثة اسابيع وبعدها سنحدد الفترة الزمنية الافضل والمكان المناسب للمفاوضات.

* لكن جماعات المعارضة ترفض مشاركة إثيوبيا وتشترط انسحاب القوات الإثيوبية؟

ـ في تقديري أن أفضل فرصة لسحب القوات الاثيوبية والأجنبية هو إيجاد اتفاق بين الأطراف الصومالية. ومفتاح خروج هذه القوات هو في يد الصوماليين.

* وهل الجامعة العربية حاضرة؟

ـ نعم.. المفاوضات مع الأطراف الصومالية تتم إلى جانب ممثل الجامعة العربية لدى الصومال السفير سالم الخصيبي، وهو صديق قديم ونحن على اتصال مستمر.

* هل نحن بصدد رؤية قوات حفظ سلام بدلا من قوات الاتحاد الأفريقية التي يعتبرها الصوماليون عديمة الجدوى؟

ـ حسب وجهة نظري ان أحسن قوات حيادية هي القوات الدولية وقوات الأمم المتحدة لكن وجود هذه القوات يحتاج إلى اتفاق سلمي ولا بد أن يفهم الصوماليون أن لا قوات دولية بدون سلام. لقد تكلمت مع الحكومة والمعارضة على أساس أن الشرط الأول لوجود هذه القوات هو وجود السلام، وهذا يعني اتفاق جميع الأطراف على مبدأ المفاوضات وصولا إلى حلٍ مرضٍ.