أدانت محكمة في العاصمة البلغارية زعيم احد الاحزاب السياسية الفاعلة وحذرته من عدم التطاول في كلامه على المواطنين من اصل تركي. وتعتبر هذه القضية مهمة في حماية الاقليات في بلغاريا التي تشهد حساسيات قومية وإثنية. واعتبرت المحكمة ان النائب في البرلمان البلغاري فولين سيدروف القومي المتشدد، زعيم حزب «اتاكا»، ومعناها (الهجوم)، يثير من خلال تصريحاته النعرات القومية وان تلك التصريحات من شأنها نشر الحقد والعداء. ومنعت المحكمة السياسي سيدروف من اطلاق تصريحات مماثلة.
وكان زعيم حزب «اتاكا» قد وصف اللغة التركية بانها «غير مقبولة» لدى البلغار لانهم يربطون تلك اللغة بفترة خمسة قرون امضتها بلادهم تحت الحكم العثماني. وجاء قول سيدروف ذاك قبل اكثر من ثلاث سنوات بخصوص بث برنامج اخباري باللغة التركية من التلفزيون الرسمي في بلغاريا، الموجه الى المواطنين في البلاد من اصل تركي وعددهم نحو مليون نسمة. وقال سيدروف في رده على قرار المحكمة: «لا استطيع عدم قول الحقيقة واذا رغبوا فليرموا بي الى السجن».
وقد نظرت المحكمة في تصريحات سيدروف بعد ان رفع مطرب بلغاري من اصل تركي، وهو سوناي تشالاكوف، دعوى مدنية ضد سيدروف مستندا في ذلك الى قانون خاص يناهض التمييز ومدعوما من منظمة «المواطنون ضد الكراهية».
الجدير بالذكر ان حزب «اتاكا» (الهجوم) الذي يتزعمه فولين سيدروف يأتي ترتيبه الرابع في البرلمان البلغاري من حيث عدد المقاعد ويتخذ موقف المعارضة من الحكومة الائتلافية الحالية التي تشارك فيها حركة الحقوق والحريات الناطقة باسم غالبية المواطنين البلغار من اصل تركي. ويسعى حزب «اتاكا» سوية مع احزاب المعارضة اليمينية الى الاطاحة بالائتلاف الحاكم. ودعت احزاب المعارضة البرلمانية اخيراً الى مقاطعة جلسات البرلمان وناشد الاحزاب الاخرى غير البرلمانية بالتعاون مع المعارضة للاطاحة بالحكومة الحالية.