بوش يؤكد أنه لا ينوي مهاجمة إيران.. ويحذر خلفه من التساهل معها

طهران توفد مسؤولا للقاء البرادعي بعد شكوك أميركية في تقدم برنامجها النووي

TT

أكد الرئيس الاميركي جورج بوش انه لا ينوي مهاجمة ايران معطيا بعض النصائح لخليفته في البيت الابيض حول الطريقة التي يجب اتباعها في التعامل مع الجمهورية الاسلامية. وجاءت تصريحات بوش في وقت تستعد واشنطن مع باقي اعضاء مجلس الامن والمانيا لاجتماع الاسبوع المقبل لبحث الملف النووي الايراني.

وردا على سؤال خلال مقابلة مع قناة «إيه بي سي» التلفزيونية الاميركية حول عدم نيته مهاجمة ايران، قال بوش «هذا صحيح» لكنه رفض استبعاد احتمال استخدام القوة كليا. وقال بوش في مقابلة بثت مساء اول من امس من مزرعته في تكساس: لطالما قلت ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة لكن جهدي الاول ينصب على حل هذه القضية دبلوماسيا». وشدد بوش على انه لا يخطط لهجوم على طهران، مضيفاً «انا اضحك في قرارة نفسي لان هذه الشائعات تحصل دائما.. لا اقول انها مسلية. لكنها جزء من مهامي على ما اظن».

وقبل اقل من عشرة اشهر على مغادرته البيت الابيض، قدم بوش بعض النصائح حول ايران للرئيس او الرئيسة الذي سيخلفه مع انتقاد شبه مبطن للمرشح الديمقراطي باراك اوباما. واعرب اوباما عن استعداده لفتح حوار مع القادة الايرانيين في حال انتخابه، في حين يؤكد بوش ان اي حوار يجب ان يحصل في اطار متعدد الاطراف وشرط ان تعلق ايران نشاطاتها النووية الحساسة. وقال بوش: «اذا وجهتم بوصفكم رئيسا، اشارات خاطئة للايرانيين فهم سيتمسكون بذلك وسيصبح ايضا من الصعب اكثر التعامل معهم».

وبينما تواصل الولايات المتحدة انتقاداتها الى طهران بسبب برنامجها النووي، اعلنت ايران أمس ان مسؤولا ايرانيا بارزا سيلتقي مع محمد البرادعي مدير الوكالة المعنية بمراقبة الانشطة الذرية التابعة للامم المتحدة في فيينا هذا الاسبوع. وقالت الوكالة ان رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية غلام رضا أقازاده يجتمع يوم الاثنين مع البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال تقرير صدر في 22 فبراير (شباط) الماضي من الوكالة الدولية، ان تحسين ايران لتعاونها ساعد المفتشين على حل جميع القضايا المتعلقة بعملها النووي السابق باستثناء واحدة وهي انها لم تفسر المعلومات الاستخباراتية بشأن الدراسات المزعومة عن المواد المتفجرة والصواريخ التي يمكن تطبيقها على قنابل ذرية.

ومن جهته، شكك السفير الاميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية غريغوري شولت في تصريح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس بأن بلاده تستعد لتركيب 6 آلاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، قائلاً في حديث لـ«الشرق الاوسط» انه يجب «معالجة هذه التصريحات بمقدار من الشك». واضاف: «علينا التذكر ان احمدي نجاد قال اشياء في السابق لم تكن صحيحة»، مشيراً الى ان الرئيس الايراني صرح في السابق بأن بلاده بدأت تشغيل 3 الاف جهاز طرد مركزي بكامل طاقتها لكن «من الواضح انهم لم يتمكنوا من معرفة التخصيب بشكل كامل». وعلى الرغم من تشكيك المسؤول الاميركي في اعلان ايران، الا ان قلق الولايات المتحدة من مواصلة ايران برنامجها النووي واضح. وشرح شولت: «بغض النظر عما اذا كانت طهران تبالغ ام لا، فهي لا تبالي لقلق المجتمع الدولي وابدت بوضوح انها تنوي تصعيد انتهاكها لقرارات مجلس الامن». وقد اصدر مجلس الامن 3 قرارات تطالب ايران بوقف برنامجها النووي لكنها لم تلتزم حتى الآن بهذه القرارات. وتستعد الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا لاجتماع الاسبوع المقبل في شنغهاي لبحث الملف النووي الايراني. وقال شولت ان اجتماع يوم 16 ابريل (نيسان) يشكل «فرصة لمراجعة الاستراتيجية المبنية على مسارين: اعطاء ايران حق التفاوض، او المزيد من العقوبات في حال تواصل رفضها للقرارات الدولية». وأضاف ان الاجتماع بالصين «يشدد على ان الصين شريك مهم في الجهود لاقناع ايران على الالتزام بالقرارات الدولية»، موضحاً ان بلاده تأمل ان «تستخدم الصين علاقاتها مع ايران لتدفعها للالتزام بالقرارات الدولية». وأجرى شولت لقاءات مع عدد من الصحافيين في لندن للتأكيد على الموقف الاميركي من البرنامج الايراني والتعبير عن «عدم ثقة العالم بايران». ورداً على سؤال حول استطاعة ايران تطوير برنامجها النووي على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة عليها، قال شولت: «احمدي نجاد يدعي انها مبنية على جهود محلية، وعلى الرغم من ان ايران لديها شباب في غاية البراعة الا ان المعلومات الاساسية لاجهزة الطرد المركزي هي معلومات مسروقة من خلال شبكة عبد القدير خان». واضاف ان ايران «تستخدم شركات غير قانونية لدعم عملياتها (النووية) ولهذا السبب العقوبات تستهدف اشخاصا وشركات معينة». وأقر شولت بأن السياسة الاميركية الحالية تجاه ايران لم تنجح في وقف برنامجها النووي، ولكنه شدد على ان واشنطن نجحت في العمل مع شركاء دوليين في التصدي لايران. وقال: «لا شك بأن السياسة لم تنجح من حيث تجميد البرنامج النووي، ولكنها نجحت من حيث اجماع الدول سوياً والتنسيق معها». وأضاف: «كما نجحنا في اطلاق النقاش الداخلي في ايران حول حكمة سياسة القادة الايرانيين الحاليين»، موضحاً: «هدفنا اقناع المسؤولين (في ايران) باتخاذ القرار الاستراتيجي المناسب». ولفت الى ان امام ايران خيار مواصلة العزلة الدولية أو كسب الاحترام والاستقرار من خلال التعاون الدولي «والجلوس سواسية مع الولايات المتحدة ودول اخرى للتفاوض» في حال جمدت برنامجها النووي.