توقف شحنات الوقود يهدد غزة بالغرق في الظلام وشلل المواصلات العامة

الاتحاد الأوروبي يأمل في استئناف الشحنات اليوم

TT

في مؤشر على الشلل الذي يصيب جميع مناحي الحياة، عادت مناطق واسعة من قطاع غزة لتغرق بالظلام بسبب توقف إسرائيل عن السماح بتزويد محطة توليد الكهرباء الوقود اللازم لتشغيلها، في حين أغلقت الكثير من المؤسسات أبوابها بسبب تعطل عمل وسائل النقل العام لعدم توفر الوقود اللازم. وأوقفت إسرائيل إمدادات الوقود لغزة يوم الخميس بعد يوم من هجوم نفذه نشطاء فلسطينيون على معبر حدودي يستخدم لضخ الوقود لمحطة الكهرباء الرئيسية في القطاع.

وقال رفيق مليحة مدير المحطة للصحافيين انه سيضطر لإغلاق المحطة بالكامل خلال أيام قليلة إذا لم تستأنف إمدادات الوقود وهذا يعني قطع الكهرباء عن أكثر من نصف مليون شخص يعيشون في القطاع.

وقال الاتحاد الاوروبي الذي يقدم الوقود للمحطة انه يقدر بأن المنشأة لديها وقود يكفيها لمدة تزيد على أسبوع. وقال مسؤول بالاتحاد انه ينتظر موافقة من الجيش الاسرائيلي لاستئناف الشحنات اليوم الأحد.

وأعلنت العديد من الجامعات الفلسطينية في غزة عن تأجيل الامتحانات النصفية للفصل الثاني والتي من المقرر أن تبدأ أمس بسبب عدم قدرة الطلاب على الوصول الى الجامعات بسبب توقف وسائط النقل عن العمل. وكل من تحرك على شارع صلاح الدين الذي يربط جنوب القطاع بشماله أمس السبت شاهد المئات من الفلسطينيين الذين ينتظرون بدون طائل العثور على سيارات تنقلهم الى إمكان عملهم في مدن القطاع المختلفة. من ناحيته أعلن جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن محطة توليد الكهرباء ستتوقف مجدداً عن العمل بشكل كامل في غضون عدة أيام في حال لم تسمح إسرائيل بتزويدها بالكميات اللازمة من الوقود. وفي مؤتمر صحافي عقدوه في مقر المحطة، دعا الخضري إلى تضافر الجهود الفلسطينية والعربية والدولية للضغط على الاحتلال لفك الحصار والسماح بإدخال الوقود. وأكد الخضري أن توقف محطة الكهرباء يعني توقف كل شيء ودمار شامل في القطاع، وتوقف الخدمات الصحية والبيئية وانقطاع التيار الكهربائي، وتعطل الاتصالات الخلوية والثابتة. وأشار الخضري الى توقف 90 في المائة من المركبات والسيارات، الأمر الذي يهدد المسيرة التعليمية بالتوقف بسبب صعوبة وصول الطلاب والمدرسين إلى مدارسهم وجامعاتهم، وخاصة من سكان المناطق الجنوبية والشمالية. وأوضح الخضري، أن نقص الوقود أدى لتوقف العديد من آبار المياه، وينذر بتدمير الموسم الزراعي، إلى جانب أن القطاعين الصناعي والتجاري مشلولان أصلاً بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على قطاع غزة منذ عامين وتم تشديده قبل عشرة أشهر. وقال «جئنا لنقول للعالم، إن غزة مقبلة على انهيار كامل، وهذه مسؤولية العالم، فنحن نتعرض لحصار وعدوان، ولا بد من اتخاذ إجراءات فورية للضغط على الاحتلال لإنهاء الأزمة». وطالب الخضري بفتح معابر قطاع غزة مع العالم الخارجي بشكل كامل، ومعابر غزة مع الضفة الغربية، للسماح بحرية الحركة المرورية والتجارية، والإفراج عن البضائع المحتجزة في الموانئ الإسرائيلية، والسماح بإدخال المواد الخام، وإدخال كل ما يعيد الحياة إلى طبيعتها في غزة. وذكر أن محطات مياه الصرف الصحي والمعالجة متوقفة تماما، ويتم ضخ مياه الصرف الصحي العادمة للبحر مباشرة. من ناحيتها أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن سكان قطاع غزة ما زالوا يواجهون نقصاً حاداً في المواد الأساسية والغذائية ومواد الطاقة وغيرها من متطلبات الحياة، نتيجة للحصار الذي ما زال يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على تحركات الأشخاص والبضائع منذ شهر يونيو (حزيران) 2007. وفي بيان صادر عنها، أوضحت الأونروا أن عدد شاحنات المواد الغذائية والإنسانية التي دخلت القطاع تقلص من معدل 10 آلاف شاحنة خلال شهر مارس (آذار) من العام الماضي إلى 2400 شاحنة خلال الشهر الأخير.وأكدت الأونروا أن النقص الواضح في أعلاف الحيوانات أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم لأرقام قياسية، مما دفع بها إلى توسيع عمليات برامج التغذية المدرسية لمواجهة احتياجات ما يزيد على 110 آلاف طفل فلسطيني في المدارس كل يوم.