مسؤول في قوات البيشمركة: نسقنا قبيل دخول القوات الأميركية.. وحررنا كركوك والموصل

جبار ياور لـ «الشرق الأوسط» : انتظرنا دخول القوات المتعددة الجنسيات من جهة البصرة لنبدأ عملياتنا

TT

كشف وكيل وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق جبار ياور عن دور القوات الكردية قبيل وخلال بداية الحرب التي قادتها القوات الاميركية على العراق في مارس (آذار) 2003. وقال ياور، بصفته عضو قيادة قوات حماية اقليم كردستان (بمثابة القيادة العامة للقوات المسلحة) والمتحدث باسمها لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من السليمانية، انه «تم تشكيل قيادة مشتركة من الحزبين الرئيسين، الاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة جلال طالباني) والحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني)، وممثلين عن بقية الاحزاب الكردية للتنسيق مع القوات الاميركية والقوات المتعددة الجنسيات للعب دور مؤثر في عملية تحرير العراق». وأضاف ياور انه «تم تقسيم مناطق الاقليم الى قواطع تتوزع في مناطق التماس مع المدن غير التابعة لسيطرة الاقليم وبمواجهة القوات العراقية، وكنت مسؤولا عن قاطع جمجمال المقابل لمدينة كركوك، وكانت مهمتنا تحرير المدن القريبة من سيطرة القوات العراقية من غير ان تتدخل القوات الاميركية التي كانت عبارة عن وحدات بسيطة لا يتجاوز عدد اشخاص كل وحدة العشرة ضباط او جنود وصلوا الى كردستان بواسطة طائرات الهليكوبتر الى مدينة شقلاوة التابعة لاربيل حيث يوجد هناك مهبط للهليكوبترات».

وقال عضو قيادة قوات حماية إقليم كردستان «كنا في انتظار دخول القوات المتعددة الجنسيات الى الاراضي العراقية من جهة البصرة لنبدأ عملياتنا، وكانت هناك تهديدات من قبل القوات التابعة لنظام صدام حسين بقصف مدن كردستان الرئيسة بصواريخ ارض ارض انتقاما من الاكراد لتعاونهم مع القوات الاميركية، وقد تم إخلاء المدن القريبة من معسكرات القوات العراقية وخاصة مقرات الفيالق الأول الذي كان مقره في كركوك، والثاني الذي كان مقره في ديالى، والخامس الذي كان مقره في الموصل، وأضحت المدن شبه مهجورة حيث تركها اهلها الى الجبال والقرى البعيدة».

وكشف ياور عن ان «دور الوحدات الاميركية البسيطة التي كانت موجودة في الاقليم كان التنسيق مع القوة الجوية الاميركية لقصف معسكرات الجيش العراقي لإجبار الضباط والجنود على ترك هذه المعسكرات وعدم القتال ضد القوات الاميركية». وقال «قيادتنا كانت تدرك واستنادا الى معلومات استخباراتية أن الجيش العراقي لن يقاوم او يقاتل القوات الاميركية لأسباب عدة، أهمها إيمان الجيش العراقي بعدم جدوى القتال والدفاع عن نظام صدام حسين الذي دافع عنه الجيش عام 1991 خلال عملية عاصفة الصحراء ومن ثم تمت معاملة الجيش بأسوأ الأساليب، ثم ان الجيش العراقي كان يعرف انه غير قادر على مواجهة اسلحة وتكنولوجيا القوات الاميركية، في حين ان الجيش العراقي لم يكن يمتلك سوى أسلحة قديمة أغلبها غير صالح للعمل او يفتقد الذخيرة، كما ان معنويات الجيش العراقي لم تكن بحالة تمكنه من القتال والصمود بسبب قلة الارزاق (الطعام) والتجهيزات الى الحد الذي كان يشعر فيه الجنود بالجوع»، منوها بأن القوات الاميركية «كانت لها حساباتها الخاصة التي تختلف عن حساباتنا؛ فحسابات القوات الاميركية مبنية على معلومات الكمبيوتر وليس على معلومات ميدانية مثلما تلك التي تتوفر لدينا، فالمعلومات التي توفرت لدى القوات الاميركية تشير الى وجود 450 طائرة مقاتلة، و800 دبابة، و200 مدفع من مختلف الاحجام، ونصف مليون ضابط وجندي، وتبعا لهذه المعطيات فانهم كانوا يتوقعون مقاومة كبيرة، ولم يكونوا مقتنعين بمعلوماتنا التي أثبت الواقع فيما بعد صحتها؛ اذ ترك الجيش العراقي معسكراته وتوجه الضباط والجنود الى بيوتهم تاركين المعسكرات بكل تجهيزاتها وأسلحتها».

ويؤكد وكيل وزارة البيشمركة، وهو يحمل رتبة عميد في هذه القوات التي انتمى اليها عام 1980 كمقاتل في جبال كردستان بعد ان حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد الزراعي من جامعة الموصل، ان «قيادة قوات البيشمركة كانت تتوقع بعض المواجهات بين قواتنا وقوات الجيش العراقي، وكان هناك أكثر من 70 ألف مقاتل من البيشمركة على أهبة الاستعداد وفي حالة الانذار القصوى، وكانت التعليمات والأوامر قد أعطيت الى قادة القواطع والى تنظيمات الأحزاب الكردية، في مقدمتها الحزبان الكرديان الرئيسيان، داخل المدن التي كانت تحت سيطرة النظام السابق، استعدادا للمواجهة، خاصة القواطع القريبة جدا من المدن التي لم تكن تحت سيطرة الإقليم والتي يوجد فيها الجيش العراقي مثل خانقين والموصل، حيث كان لنا محور متقدم قرب خانقين وفي جمجمال ومخمور وقرب ألتون كوبري، وعدد آخر من المحاور».

ويوضح ياور «كنا نعرف وبناء على معلوماتنا الاستخبارية اليومية، ان مقرات الفيالق التي كانت في كركوك وديالى والموصل لم تكن تتوفر على أسلحة ثقيلة، ذلك ان صدام حسين سحب جميع الأسلحة الثقيلة والحديثة مثل الدبابات الروسية (تي 72) و(تي66) المتطورة الى محيط بغداد لحمايته وترك دبابات روسية قديمة هي (تي 55) والتي كان اغلبها غير صالح للعمل، حتى ان القوات الأميركية باعتها بعد قرار الحاكم الأميركي بول بريمر بحل الجيش العراقي كحديد خردة للتجار الذين باعوها بدورهم لإيران، وعندما تقدمت القوات الاميركية نحو بغداد وتأكدت القوات العراقية انه لا طريق هناك سوى ترك معسكراتهم، تركوها بالفعل، لهذا لم تكن هناك مواجهات حقيقية بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي، وكل ما وجدناه في معسكرات الجيش العراقي هي أسلحة خفيفة، وهناك 30 دبابة قديمة تم إصلاحها وسحبها الى السليمانية».

ويستطرد المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حماية إقليم كردستان قائلا «بعد سقوط بغداد تقدمت قوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني لتحرير كل من مدينة كركوك والموصل»، مشيرا الى ان طالباني وبارزاني «كانا على اتصال دائم واجتماعات مستمرة مع القيادة المشتركة لقوات البيشمركة منذ ما قبل بدء العمليات العسكرية لإعطاء التوجيهات ورسم الخطط، وكانت الأوامر واضحة بعدم إطلاق النار على المدنيين وعلى العسكريين من القوات المسلحة العراقية إلا اذا هم بادروا بفتح النار علينا والحمد لله لم تحدث أية مواجهة مسلحة مع الجيش العراقي».