مقتل 13 شخصا في مدينة الصدر في اشتباكات مسلحة.. ورفع جزئي لحظر التجول

إجراء مراسم تشييع مساعد الصدر.. وهدوء حذر في النجف

TT

قال الجيش الاميركي، أمس، إن القوات الأميركية والعراقية قتلت 13 مسلحا على الاقل في معارك جرت خلال الليل في حي مدينة الصدر ببغداد، لكن السلطات العراقية خففت حظر التجوال المفروض على المدينة منذ اسبوعين، فيما أعلنت عن إلغائه في مدينة النجف بعدما فرضته السلطات المحلية في اعقاب اغتيال احد مساعدي رجل الدين الشاب مقتدر الصدر. وسمح للسيارات بالدخول والخروج من مدينة الصدر شرق العاصمة بغداد عند بعض مداخلها رغم ان بعض الطرق لا تزال مغلقة.

ووصف بيان للجيش المعركة التي جرت في مدينة الصدر معقل المقاتلين الموالين للصدر بأنها «معقدة». ووصف الاهالي الاشتباكات بأنها من بين أسوأ العمليات القتالية التي وقعت منذ ان شنت القوات العراقية هجوما داخل المنطقة قبل أسبوع.

وقال الجيش الأميركي إن قواته أطلقت على الاقل صاروخا واحدا من طراز هيلفاير من طائرة بدون طيار وقذيفتين من مدفع دبابة (ام 1) ضد مقاتلين استهدفوا هذه القوات بتفجير قنابل مزروعة على الطرق وبقاذفات صاروخية.

وقال الميجر جون جوسارت المسؤول عن الكتيبة المشاركة في القتال في بيان «لم يصب أي من جنود الجيشين الاميركي او العراقي بجروح خطيرة ونحن مستمرون في إكمال مهمتنا»، حسبما اوردته وكالة رويترز.

وقالت الشرطة إن سبعة اشخاص قتلوا وأصيب 17 آخرون في القتال. وقال أطباء في المستشفيين بمدينة الصدر انهم استقبلوا 33 جريحا على الاقل. ورغم القتال قال العميد قاسم الموسوي المتحدث باسم خطة فرض القانون في بغداد، ان الوضع مستقر وان اشتباكات الليلة الماضية لن تعوق خطط رفع حظر التجول عن مدينة الصدر المنتظرة منذ فترة طويلة. وأوضح انه في حالة وقوع مزيد من هذه الاشتباكات فسيجري التعامل معها عبر مداهمة الاهداف بطريقة ذكية، مضيفا ان بعض الطرق لا تزال مغلقة لتطهيرها من القنابل.

وأدى حظر التجول الى ارتفاعات كبيرة في اسعار المواد الغذائية والى ايام من اصابة السكان بالخوف من الاماكن الضيقة والمغلقة في الضاحية المكتظة بالسكان والتي تشهد قصفا خلال الليل. وأعرب السكان عن ارتياحهم لتمكنهم من الخروج من منازلهم لكنهم قالوا انهم قلقون بشأن المستقبل.

وقال شهود عيان في مدينة الصدر إن طائرات هليكوبتر وطائرات اميركية حلقت في السماء وأطلقت عدة طائرات صواريخ ليلة اول من أمس. ولم يعرف على الفور عدد القتلى او الجرحى.

وسمع صوت اطلاق كثيف للنيران في عدة اجزاء من مدينة الصدر وشوهد المقاتلون في الشوارع يحملون قذائف صاروخية ومدافع رشاشة. ولاقى مئات حتفهم في اشتباكات بين أتباع الصدر والقوات الأميركية والعراقية منذ أواخر الشهر الماضي عندما بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حملة ضد الميليشيا في مدينة البصرة الجنوبية.

الى ذلك، أكد قائد شرطة النجف اللواء عبد الكريم مصطفى رفع حظر التجول في كافة مناطق النجف، وأضاف ان «الاوضاع هادئة ولم يسجل اي خرق أمني». وتابع «شكلنا ثلاث لجان أمنية للتحقيق في اغتيال النوري».

وقتل مسلحون ابرز مساعدي الصدر ونسيبه في النجف (160 كم جنوب بغداد) رياض النوري بعد صلاة الجمعة. وأكد مسؤول في مكتب الصدر في النجف ان «مسلحين أطلقوا النار على النوري، 37 عاما، قرب منزله في حي العدالة (شرق النجف) مما ادى الى مقتله».

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أمر بتحقيق فوري في اغتيال النوري. وطالب الصدر أنصاره بالحداد ثلاثة ايام وتشييع النوري في النجف.

وفي مدينة الصدر، أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن مكتب الصدر نظم عملية تشييع رمزية للنوري حمل خلالها المشاركون نعشا ملفوفا بالعلم العراقي عليه عمامة سوداء كما رفعوا صوره. وشارك في التشيع نواب من الكتلة الصدرية والآلاف بينهم نساء، وحمل أربعة معممين من قيادات التيار الصدري النعش وسط هتافات «كلا كلا اميركا، كلا كلا للعملاء»، وانطلق الموكب من امام الهيئة الاجتماعية في مكتب الصدر الى منزل عائلته حيث «استقبله أقاربه باللطم».