خادم الحرمين: هناك اكتشافات بترولية وجهت بالاحتفاظ بها في باطن الأرض للأجيال المقبلة

أكد خلال لقائه أعضاء جمعية المتقاعدين أن البلد يزخر بالكثير من الخيرات

TT

كشف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أنه أمر بعدم التعامل مع الاكتشافات النفطية الجديدة في بلاده، وانه أمر المسؤولين عنها بتركها في باطن الأرض حتى تستفيد منه الأجيال المقبلة، مشيرا إلى ان البلد «خيراته كثيرة» وأنه بلد آمن مطمئن بإرادة الله أولا، ثم بعيون الرجال الساهرة.

جاء ذلك في كلمته المرتجلة التي القاها خلال استقباله أمس في الديوان الملكي بقصر اليمامة الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي الرئيس الفخري للجمعية الوطنية للمتقاعدين، يرافقه الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس الهيئة الاستشارية للجمعية، والدكتور عبد الرحمن الأنصاري رئيس مجلس إدارة الجمعية, نائب رئيس الهيئة الاستشارية للجمعية وأعضاء الجمعية والهيئة الاستشارية.

فيما دعا الملك عبد الله في حديثه للمتقاعدين إلى انتهاج الصراحة مع المسؤولين كافة، وعدم المجاملة, مبينا «ان هذا من مسؤولية رجال الوطن الخيرين». وفيما يلي نص الكلمة:

«شكراً وبارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه لخدمة دينكم ووطنكم، إخواني: انتم ولله الحمد في بلد إن شاء الله أنه بلد أمان بإذن الله وعمل. وأنا شعاري الدين ثم الوطن ثم الصبر والعمل، وأنتم إن شاء الله أهله، فأنتم ولله الحمد في بلد آمن مطمئن إن شاء الله بإرادة الله أولا ثم بعيون الرجال الساهرة وعيون رجال لم تظهر على الطبيعة.

والحمد لله هذا البلد يسير بإرادة الله، وخيراته كثيرة، أبشركم أن خيراته كثيرة كثيرة، ولا أخفي عليكم حتى عندما تمت اكتشافات جديدة قلت لهم: لا خلوه خلوه في الأرض، ولله الحمد فيه أولادنا وأولاد أولادنا هم بحاجة له ونحن الآن في خير ولله الحمد.

وأذكر مرة أني قلت: فيه واحد الله يطول عمره.. قالوا: من هو؟. قلت الله يطول عمره. قالوا: من هو؟. قلت لهم البترول. ما دام فيه البترول نحن بخير.. بلادكم بخير، بخير. بخير إن شاء الله، غير البترول فيه أغلى ولكن إن شاء الله هذا محفوظ لأبنائكم وأبناء أبنائكم إن شاء الله.

المهم يا إخوان الصدق والوفاء والصراحة. ترى المسؤول يلزم له هذا الأمر وأنتم عيون له لا بد أن تخبروه ولا يصير فيها لا مجاملات ولا شيء، هذا من مسؤولية رجال الوطن الذين فيهم خير إن شاء الله. نريد الصراحة والصدق وأخبرونا بما يخطر على بالكم. هذا وأتمنى لكم التوفيق والنجاح وإن شاء الله في المرة الثانية أرى معكم الفريق الثاني سواء هنا أو في مكان غيره. شكراً لكم».

وكان الأمير نايف بن عبد العزيز قد القى كلمة في بداية اللقاء جاء فيها: «هؤلاء أبناؤكم الذين تتشكل منهم جمعية المتقاعدين وهم ممن سبق لهم أن خدموا الدولة في عهدكم وعهد إخوانكم رحمهم الله، ويأملون إن شاء الله أن يواصلوا بعملهم هذا خدمة قيادتهم ووطنهم، ولا يستغنون أبداً عن توجيهاتكم ورعايتكم، وإن شاء الله تجدون فيهم ما يسركم، وهم يعلقون الآمال على هذه الجمعية، وهم من نخبة المواطنين القادرين وأرجو أن يكونوا عند حسن ظنكم بهم إن شاء الله».

فيما ألقى الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الاستشارية للجمعية كلمة أوضح فيها أن الهيئة تتشكل من مجموعة من المسؤولين ومن الخبرات والقدرات الذين يتولون مساندة الجمعية، وأشار إلى أن الجمعية تشرفت بالرئاسة الفخرية للأمير نايف بن عبد العزيز, منوهاً بدعمه الكبير لها، وأفاد أن الجمعية يقوم عليها رجال بذلوا جهوداً كبيرة جداً تم تتويجها بلقاء الملك عبد الله.

من جانبه ثمن الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين لقاء منسوبي الجمعية بالملك عبد الله، وقال في كلمته «يا خادم الحرمين نحمد الله سبحانه وتعالى الذي جعلك ملكا لهذا الشعب وجعل قلبك عطوفا ورحيما بمن ولاك الله عليهم فنشرت العدل ووضعت الشريعة نبراسا وطريقا يتعامل به المواطنون وعطفت على أبناء شعبك بسبل شتى كلها تصل إلى كل ذوي الحاجات. وأنشأت الجامعات في كل منطقة وبنيت مؤسسات قامت على المعرفة في المناطق القابلة للتطوير لتجعل منها مقصداً للعلماء وفضلاء الباحثين من أركان الأرض ليعود للمملكة مجدها إذ كانت أرضنا هي مشرق الفضيلة والمعرفة والإنسانية».

واضاف الدكتور الأنصاري «لقد أصبحت مملكتنا بحق مملكة الإنسانية وما ذلك إلا لأن خيرها وعطفها قد عم أرجاء العالم فما أن تلم بمجتمع مسغبة وتسمع أنينها إلا وتلبي نداءها وتحمل طائراتنا الخير ملبية نداء الاستغاثة». وأوضح أن الرجال والنساء الذين خدموا بلادهم بجد وإخلاص ثم سلموا الراية للجيل الذي بعدهم «يحملون بين جنبات صدورهم حب هذا الوطن لأنهم يمثلون تجارب متراكمة يحتاجها الوطن ولأن الخبرة عماد كل عمل فهم لن يتوانوا عن خدمة وطنهم».

وبين أن الجمعية تأسست في السابع عشر من شوال 1426هـ بدعم وتوجيه غير محدود من الأمير نايف، الذي أصبح بعد تأسيسها رئيسا فخريا لها، مبينا أنه تحققت على يديه ومباركة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، حتى أصبح لها عشرة فروع في مختلف مناطق المملكة.

واشار إلى أن الجمعية قامت على أهداف سامية تتمثل في الاهتمام بالمتقاعدين والمتقاعدات اجتماعيا وصحيا واقتصاديا بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات وتطوير المهارات وإنشاء قاعدة معلومات تهتم بدراسة أحوالهم وكذلك إنشاء وسائل استثمارية تضمن التمويل الذاتي للجمعية مستقبلا ومن ثم إفادة المجتمع والدولة من معارف المتقاعدين والمتقاعدات وخبراتهم، مضيفا أن الجمعية لم تكتف بمجلس إدارتها المكون من 11 عضواً بل شكلت هيئة استشارية تتكون من قرابة 40 عضواً من كبار المسؤولين ورجال الأعمال الذين يمتلكون خبرات وتجارب متميزة ورغبة في عمل الخير، ويرأس هذه الهيئة الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان.

وشرح الدكتور الأنصاري أوضاع الجمعية مفيداً أنها تمثل المتقاعدين والمتقاعدات على مستوى المملكة الذين يزيد عددهم على 600 ألف أو يزيدون ومع من يتبعهم من النساء والأطفال فقد يصلون إلى المليونين.

وقال «يا خادم الحرمين الشريفين إنكم لم توافقوا على إنشاء الجمعية إلا لأنكم ترون في أعضائها من المتقاعدين والمتقاعدات القيم العظيمة التي غرست فيهم خلال عقود ولذا فهم يأملون منكم بعد الله أن تشدوا من عزمهم وأن يوضعوا في المكانة التي ترون أنهم يستحقونها فأنتم أهل المكرمات وهم أبناؤكم الذين يستحقون عطفكم, فمن هؤلاء المتقاعدين من لا يزيد دخلهم الشهري على 1725 ريالا في الشهر تنوء كواهلهم بتربية أسرهم بنين وبنات زيادة على أن بعضهم لا يملك بيتا يؤويه وقد حمله حب العمل والتفاني في خدمة الوطن على نسيان أن يحسب حساب يوم التقاعد وإذا به يفاجأ بنهاية يحتاج فيها إلى من يساعده على الانتقال إلى رحابة الحياة وإلى أن هناك مجتمعا صالحا يسهل عليه أمور حياته وليست الدولة إلا الرافد القوي لدعم السبل التي تضيء له طريق الرشاد وتهيئ له الحياة الشريفة وهذا من أهم أهداف الجمعية الوطنية للمتقاعدين».

وقد دار حوار بين خادم الحرمين الشريفين والحضور حول الجمعية وأهدافها، واستمع الجميع إلى توجيهات الملك عبد الله مؤكدين أنهم سيتخذون توجيهاته نبراساً لهم في عملهم.

حضر الاستقبال الأمير ممدوح بن عبد العزيز، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، وعبد المحسن التويجري مستشار خادم الحرمين الشريفين.