رئيس وزراء إسبانيا يزور المغرب في مايو للمرة الثانية خلال العام الجاري

الأولى له خارج بلاده للتأكيد على إنهاء التوتر

TT

ذكرت مصادر اسبانية رسمية ان رئيس الوزراء خوصي لويس ثباطيرو، سيقوم بزيارة الى المغرب خلال الاسبوع الاول من الشهر المقبل، جريا على العادة المتبعة بين البلدين والتي تقضي بأن يقوم رئيس الحكومة الجديد بزيارة، تكون في الغالب قصيرة، الى البلد الجار.

وتعتبر زيارة ثباطيرو، الى الرباط الاولى خارج بلاده، منذ ان حازت حكومته ثقة البرلمان منذ حوالي اسبوع. ولم تحدد ماريا تيريسادي لافيغا، نائبة رئيس الحكومة، خلال مؤتمر صحافي عقدته اول من امس في اعقاب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء، الموعد الذي سيحل فيه ثباطيرو بالمغرب، ملمحة الى انه قد يزور جارة اسبانيا ثانية خلال الصيف المقبل على الارجح، لرئاسة اجتماعات اللجنة العليا المشتركة الى جانب نظيره المغربي عباس الفاسي.

وطبقا لمصادر، فإن الحكومة الاسبانية تشتغل لكي يتم انعقاد اللجنة العليا خلال الصيف، اعتبارا لأهمية الملفات العالقة بين البلدين والتي تنتظر البت فيها.

وكان مراقبون توقعوا ان يسير ثباطيرو على نفس النهج الذي سار عليه اسلافه في قصر لامنكلوا، بحيث يكون المغرب اول وجهة خارجية له، خاصة ان العاهل المغربي الملك محمد السادس، هنأه مرتين برسالتين رقيقتين، وصفه في احداهما بالقائد المستنير. كما يرغب ثباطيرو في ان يطوي صفحة التوتر الذي اصاب علاقات البلدين نتيجة الزيارة غير المسبوقة والمثيرة التي قام بها عاهل اسبانيا وقرينته الى مدينتي سبتة ومليلية، العام الماضي، ما شكل صدمة للرباط، استدعت على اثرها سفيرها في مدريد عمر عزيمان الذي عاد في النهاية الى ممارسة مهامه اثر مساعي تكللت بالنجاح قام بها رئيس الدبلوماسية، القديم الجديد ميغل انخيل موراتينوس، الذي يعرف المغرب والمغاربة جيدا.

وكان اول مثول لنائبة رئيس الوزراء امام الصحافة بعد تشكيل الحكومة الاشتراكية الثانية، مناسبة لتحديد اولويات السياسة الخارجية الاسبانية، التي قالت دي لافيغا انها ستتمحور حول ثلاث ركائز: اوروبا في المقام الأول، من دون اهمال اميركا اللاتينية وبلدان شمال افريقيا، اضافة الى الدول الاخرى التي وصفتها بالناهضة.

واوضحت دي لافيغا ان العلاقات بين مدريد وواشنطن، لم تفقد اهميتها في ظل الحكومة السابقة، في اشارة الى البرود الذي انتابها بسبب القرار الذي اتخذه ثباطيرو، في بداية ولايته الاولى ربيع عام 2004، حيث قام بسحب القوات الاسبانية التي كانت مرابطة في العراق الى جانب قوات التحالف في اطار الحلف المقدس الذي قاده الرئيس الاميركي الحالي، وكان رئيس الحكومة الاسبانية السابق خوصي ماريا اثنار احد اضلاعه.

ورغم حالة الفتور بين البلدين، فإن العلاقات بينهما، استمرت كما تقول نائبة رئيس الحكومة على اعلى مستوى وبما هو مفيد للبلدين.

يشار إلى ان ثباطيرو، لم يقم بزيارة رسمية للولايات المتحدة خلال ولايته الاولى، كما ان التحيات التي تبادلها مع الرئيس جورج بوش في مناسبات دولية اتسمت بالبرودة، واكتفت بالمجاملة في حدها الأدنى.

وتحس مدريد الآن، ان ولاية الادارة الاميركية الحالية موشكة على الانتهاء، ولذلك ينبغي المراهنة على المستقبل.