اجتماع الكويت يركز على آلية التعاون بين العراق ودول الجوار

المالكي يفتتح المؤتمر وسط جهود لـ«تطبيع» العلاقات مع الدول العربية

TT

يتوجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم في رسالة مباشرة من الكويت الى دول الجوار لتقديم الدعم السياسي الى بلده في اجتماع له دلالات سياسية ورمزية في وصول العراق الى مرحلة مهمة في بناء علاقات إيجابية مع جيرانه. وأكدت مصادر عراقية وغربية لـ«الشرق الاوسط»، أمس، أن خطاب رئيس الوزراء العراقي سيكون جوهرياً لوضع علاقات بغداد مع دول الجوار في اطار التعاون الايجابي والنظر الى مستقبل هذه العلاقات في ثالث اجتماع من نوعه لدول جوار العراق. وأكدت مصادر غربية لـ«الشرق الاوسط»، أمس، أن البيان الختامي لاجتماع دول الجوار سيركز على آلية التعاون بين العراق ودول الجوار وخاصة في ما يخص اللجان الثلاث حول النازحين والأمن والطاقة، ولكن لن يخرج بتوصيات محددة في ما يخص تمثيل الدول العربية في العراق أو شطب ديونه. وشدد دبلوماسي بريطاني على ان «الرسالة الرئيسة من الاجتماع هي ضرورة الدعم العربي للعراق وأهمية تطبيع العلاقات بين العراق والدول العربية». وانهمك مسؤولون رفيعو المستوى يمثلون 29 دولة ومؤسسة دولية في اجتماعات من العاشرة صباحاً وحتى السابعة مساء امس للاتفاق على مسودة البيان الختامي للاجتماع. وحملت المسودة اشارات واضحة حول اهمية دعم الحكومة العراقية والانجازات التي حققتها منذ اجتماع شرم الشيخ. إلا ان الجهود الاميركية والبريطانية المبذولة للحصول على تعهدات عربية واضحة في تجسيد هذا الدعم لم تخرج بنتيجة حتى مساء أمس، إذ لم يستطع الخبراء الاتفاق على موعد محدد لفتح سفاراتها في العراق او التقدم في ما يخص شطب الديون العراقية. ويفتتح المؤتمر اليوم رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح بكلمة، تليها كلمة المالكي الذي وصل الى الكويت صباح امس في زيارة تستغرق يومين. واستقبل الشيخ ناصر رئيس الوزراء العراقي امس قبل توجههما الى قصر البيان، حيث يقيم المالكي، لإجراء محادثات ثنائية. ووصل المالكي الى الكويت قبل وزير خارجيته هوشيار زيباري الذي كان في البحرين للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون والأردن ومصر مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. واستبقت الكويت الاجتماع بالإعلان عن نيتها شراء بناية في المنطقة الخضراء الآمنة في بغداد لفتح سفارتها، لكنها ايضاً لم تحدد موعدا معينا لذلك. وجاء ذلك تزامنا مع إعلان منظمة المؤتمر الاسلامي قرارها بفتح مقر في بغداد. وكان اجتماع المنامة قد انتهى ايضا من دون الاعلان عن اي التزامات ملموسة في موضوعي شطب الديون العراقية وتعزيز الحضور الدبلوماسي. إلا ان رايس أكدت ان المجتمعين اتفقوا على انضمام بغداد الى الاجتماعات الدورية لهذه المجموعة المعروفة بـ«الولايات المتحدة +6+2»، علما ان العراق انضم للمرة الاولى الى الاجتماع وهو الرابع للمجموعة، وكان يهدف الى حث الدول العربية في المجموعة من قبل واشنطن على دعم العراق وفتح سفارات في بغداد. وقالت رايس في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع ان «اعضاء هذه المجموعة ارتأوا ان يصبح العراق مشاركا دوريا في اجتماعاتها ونقاشاتها». وأضافت «اعتقد انها خطوة جيدة جدا على طريق اعادة دمج العراق في الشؤون الاقليمية». من جهته، صرح وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة خلال المؤتمر الصحافي، ان بلاده في صدد تعيين سفير لها في العراق. وقال «إننا الآن في مرحلة اختيار سفيرنا» الى بغداد «ونحن نجري محادثات مع العراق حول المسألة». الى ذلك، قال زيباري للصحافيين «قدمنا مجموعة من المطالب المحددة حول سبل تفعيل الدور العربي في العراق، وقدمنا طلبا أيضا بإسقاط الديون عن العراق والتي تبلغ تقريبا أربعين مليار دولار». وحول فتح سفارات لدول المجموعة، قال زيباري إن هناك «تعهدات والتزامات ورغبة من هذه الدول بإعادة فتح سفاراتها في العراق». وأضاف «بحثنا الجوانب الأمنية وقدمنا لهم ضمانات أمنية وقمنا بتأمين مقار لهذه البعثات في المنطقة الدولية».