مصدر مصري: قمة شرم الشيخ المصغرة مرهونة بمشاركة أولمرت

مستشار هنية إلى جنيف لعرض مقترحات حماس للهدنة على حكومة سويسرا

TT

قالت مصادر دبلوماسية مطلعة في القاهرة إن القمة المصغرة التي اقترح الأميركيون عقدها في شرم الشيخ خلال زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش لإسرائيل للمشاركة في احتفالات الذكرى الستين لقيامها في مايو (أيار) المقبل، مرهونة بمشاركة إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل. وأبلغت مصر، الولايات المتحدة عدم جدوى مثل هذه القمة في حال عدم مشاركة اسرائيل.

وكانت الفكرة ان تضم القمة اضافة الى اولمرت، كلاً من بوش والرئيسين المصري حسني مبارك، والفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، والملك عبد الله الثاني، ولتكون تكملة لمؤتمر أنابوليس، ويبحث فيها الاتفاق على إطار لتسوية نهائية للقضية الفلسطينية، يعلن عنها قبل مغادرة بوش موقعه مطلع العام المقبل، وفقاً لوعده الذي أطلقه في أنابوليس نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي أنهى زيارة للولايات المتحدة قبل ثلاثة أيام، أبلغ واشنطن رؤية القاهرة للتسوية المقترح بحثها في شرم الشيخ، موضحة أنها تنطلق من تحقيق تهدئة شاملة على الساحة الفلسطينية، تشمل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، ووقف إطلاق صواريخ، والدخول فوراً في مفاوضات الوضع النهائي، وفقاً لوثيقة «إتفاق إطار»، يتم التوصل إليها والتوقيع عليها في شرم الشيخ.

وقالت المصادر المصرية «إن الولايات المتحدة تحاول حالياً إقناع أولمرت بالمشاركة في القمة التي تتصادف ايضا مع المنتدى الاقتصادي الدولي (دافوس)، المقرر التئامه بشرم الشيخ، خلال الفترة من 18 إلى 20 من مايو. لكن أولمرت يحاول التملص حتى لا يضطر لتوقيع وثائق تلزم حكومته الدخول في مفاوضات تسوية، قبل تحقيق تهدئة شاملة على الأرض من وجهة النظر الإسرائيلية، فضلاً عن أن الدخول في المفاوضات المقترحة قد يؤدي إلى مزيد من الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية».

إلى ذلك علمت «الشرق الأوسط» أن الدكتور أحمد يوسف، مستشار إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، غادر القاهرة أمس متوجهاً إلى العاصمة السويسرية، جنيف، في زيارة تستغرق عدة أيام بدعوة من وزارة الخارجية السويسرية لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة وموقف الحكومة المقالة وحركة حماس من التهدئة ومجمل الأوضاع على الساحة الفلسطينية.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة في القاهرة لـ«الشرق الأوسط»، أن يوسف الذي يعتبر من القيادات المعتدلة في حماس سيطلع الخارجية السويسرية على مقترحات الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بشأن التهدئة وصفقة تبادل الأسرى وفك الحصار وموقف حماس من هذه القضايا.

وكان يوسف قد صاغ مجموعة من الأفكار توصلت إليها حماس مع بعض المسؤولين والأكاديميين والخبراء في النرويجوسويسرا لخلق ظروف مناسبة لإنهاء الصراع، وهو ما عرف في حينه بـ«وثيقة أحمد يوسف» وتتضمن ست نقاط هي: انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية إلى خط مؤقت متفق عليه، والوصول لهدنة لمدة خمس سنوات، وعدم اتخاذ إسرائيل أية خطوات من شأنها تغيير الأمر الواقع السائد في المناطق التي لم تكن خاضعة للسيطرة الإسرائيلية بتاريخ 4 يونيو(حزيران) 1967، ودخول الفلسطينيين بحرية إلى القدس الشرقية وكذلك تنقلهم في بقية أراضي الضفة المحتلة، وحرية السفر من غزة إلى الضفة (وبالعكس) وكذلك إلى الأردن ومصر، واعتبار أي خرق للنقاط السابقة خرقا للهدنة.

ووصل يوسف الى القاهرة قبل 4 أيام ضمن وفد حركة حماس برئاسة محمود الزهار للقاء الرئيس الأسبق كارتر.