جريمة زحلة: مطلق النار متوار عن الأنظار وقريب له ساعده على الهرب يسلم نفسه

الجميل يعتبر الحادث «متعمدا» وسكاف يرفع الغطاء عن مطلق النار

TT

غداة الجريمة التي وقعت في مدينة زحلة والتي ادت الى مقتل عضوين في حزب الكتائب اللبنانية برصاص أنصار نائب من المعارضة، كثفت القوى الامنية اجراءاتها في زحلة ومحيطها ونشرت الحواجز وسيرت الدوريات ونفذت عمليات دهم بحثاً عن مطلق النار جوزيف إبراهيم الزوقي وشقيقه جورج، فيما سلم أحد أقربائهما، ويدعى وليد الزوقي، نفسه الى السلطات الامنية. ووليد الزوقي هو الذي تولى تهريب الجاني من مكان الحادث ومكنه من الفرار الى جهة مجهولة. وشهدت زحلة امس اقفالاً عاماً حداداً على القتيلين نصري ماروني وسليم عاصي. وذكرت مصادر في المدينة ان الاقفال سيستمر اليوم الى حين تشييع الضحيتين و«ربما حتى تسليم القتلة الى القضاء». وقوبلت جريمة زحلة برصاص مناصرين للنائب ايلي سكاف، باستنكار واسع في لبنان واطلقت دعوات لوأد الفتنة والقاء القبض على القتلة. وفي حين رأى الرئيس السابق الرئيس الأعلى لحزب الكتائب امين الجميل ان الجريمة «متعمدة ومخطط لها»، ودعا المعارضة الى ان «تعي خطورة الوضع»، أعلن النائب سكاف «رفع الغطاء» عن مرتكبيها. ودعا الجميل الى «وأد الفتنة في زحلة»، وقال في حديث تلفزيوني بث امس «ان الحادث جاء نتيجة تراكمات تسببت بها المعارضة ومن وراءها»، مشيرا الى ان الاعتداء جاء بـ «قرار متعمد وعملية مقصودة واجرامية ومخطط لها». وشدد على انه «لم يكن لدى الكتائبيين خلال افتتاح مكتب للحزب في حوش الزراعنة اي قطعة سلاح»، معتبراً «ان ما جرى هو لشحن النفوس ومن اجل تنفيذ الفتنة». ودعا قيادات المعارضة الى «وعي خطورة الوضع والعودة الى الهدف المركزي والعقل والمشاركة في ايجاد الحلول للأزمة السياسية، وفي مقدم هذه الحلول انتخاب رئيس للجمهورية وفتح الحوار بين اللبنانيين». أما النائب سكاف الذي اعترف بتورط مناصريه بالحادث، فأعلن انه لا يغطي اي جريمة وانه يرفع الغطاء عن مطلقي النار، نافيا ان يكون موجودا في احد منازله «كما روج البعض». وقال انه طالب القوى الامنية بالقيام بواجبها، وقال عن الحادث انه «لم تكن هناك قوى امنية خلال مهرجان الامس بل كان هناك مسلحون يقفلون الطريق، ولدى محاولة الاخوين الزوقي المرور حصل تلاسن. ومن كلمة الى كلمة حصلت المشكلة». وذكر ان جوزيف الزوقي مصاب ايضا وان هناك آثار رصاص على سيارته. وافاد انه اجرى اتصالا ليل اول من امس بالرئيس الجميل تم الاتفاق خلاله على تهدئة الاوضاع، وعدم جعل المشاكل اكبر».

وتابع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من جهته تطورات الوضع واجرى لهذه الغاية سلسلة اتصالات مع قادة الاجهزة الامنية، مشددا على ضرورة تعقب المجرمين وسوقهم الى العدالة وعدم التهاون في هذه القضية. وعلى صعيد التحقيق القضائي، عاين النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي عبد الله بيطار مكان الجريمة يرافقه قاضي التحقيق الاول في المنطقة القاضي طنوس مشلب. وقد ادعى على المدعو جوزيف ابراهيم الزوقي ومن يظهره التحقيق ضالعاً في جرم القتل عمداً وعن سابق تصور وتصميم. وكان القاضي بيطار، سطر فور وقوع الحادث وإبلاغه عنه، بلاغ بحث وتحر عن الفاعل جرى تعميمه على الأجهزة الأمنية المختصة. وأوضح ان ابن عم الجاني المدعو وليد الزوقي سلم نفسه الى القضاء المختص. وهو كان تولى تهريب القاتل الى جهة لم يكشف عنها. وافاد انه قام بهذا العمل «تحت الضغط».

ويدفن جثمانا نصري ماروني ومارون عاصي اليوم، ومن المنتظر ان يحضر جنازتهما عدد كبير من المسؤولين السياسيين.