مبارك وميركل يشددان على الإسراع بحل الأزمة اللبنانية

المستشارة الألمانية ترحب بالاستعداد المصري للمشاركة بفعالية في «الاتحاد من أجل المتوسط»

الرئيس مبارك وميركل أمس في برلين (رويترز)
TT

اتفق الرئيس المصري حسني مبارك والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، عقب مباحثات جرت بينهما أمس في برلين، على الحاجة لحل الازمة اللبنانية بسرعة وانتخاب رئيس جديد للبنان. في الوقت ذاته رحبت المستشارة الالمانية باستعداد الجانب المصري للمشاركة بشكل فعال في مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط» الذي اقترحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

ونقلت وكالة الانباء الالمانية ( د ب ا) عن الرئيس مبارك تأكيده أن مصر تجري اتصالات مع جميع الفرقاء اللبنانيين في الصراع ومن بينهم قوى الرابع عشر من آذار وغيرها. وأضاف أنه يجب التوصل إلى حل عاجل لانتخاب رئيس جديد للبنان حتى يمكن للعملية السياسية أن تمضي قدما إلى الامام. وقال مبارك إنه التقى في الآونة الاخيرة نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني في محاولة لممارسة النفوذ على العملية السياسية في لبنان.

وأضاف أن بري أرجأ فحسب جلسة البرلمان اللبناني ولم يؤجل انتخاب الرئيس الجديد للبنان إلى أجل غير مسمى، وأشار مبارك مبتسما إلى أن «البرلمان اللبناني الحالي لا يزال أمامه عام، وبعد ذلك يجب انتخاب برلمان جديد».

ووجهت ميركل الشكر لمبارك على دوره في حل الصراع في لبنان وأكدت الحاجة لإحراز تقدم في انتخاب رئيس جديد للبلاد لتؤكد بذلك مجددا ما قالته عند لقائها رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني في برلين أول من أمس.

ودعت ميركل أيضا إلى إحراز تقدم في اللجنة التابعة للأمم المتحدة والمختصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي قتل في انفجار ضخم هز بيروت في شباط (فبراير) من عام 2005 .

من جهة اخرى قالت ميركل إنها سعيدة بوجود اهتمام كبير من جانب مصر لدفع عملية البحر المتوسط مؤكدة أن هذا الأمر بحاجة للدعم على أعلى المستويات السياسية. وأضافت المستشارة أن منطقة البحر المتوسط مهمة بدرجة ينبغي معها أن تولد شعورا بالمسؤولية لدى الاتحاد الاوروبي بأسره وليس الدول المطلة على البحر المتوسط فحسب.

وكانت دائرة المستشارة الألمانية قد وزعت بيانا بالمناسبة جاء فيه أن مصر هي ثالث أكبر مستورد للسلع الألمانية في الشرق الأوسط.

وسبق للطرفين أن استعدا لاجتماع ميركل ـ مبارك من خلال اللقاءات التحضيرية على مستوى وزراء الخارجية. وتأتي زيارة مبارك لبرلين في إطار الاجتماعات الدورية لـ«اللجنة التوجيهية» التي شكلها الجانبان، على مستوى وزيري الخارجية، لترتيب العلاقات بين البلدين. وتجتمع اللجنة التوجيهية سنويا في القاهرة وبرلين على التناوب، وتتولى تنظيم المواعيد وإعداد جداول العمل والتخطيط لنقاط البحث.

وتعتبر اللقاءات الألمانية المصرية تقليدا بدأه المستشار المحافظ الأسبق هيلموت كول عام 1995 في طار توقيع اتفاقية تطبيق نظام التأهيل المهني المزدوج في مصر. ويرتبط البلدان بعلاقات ثقافية ثنائية متميزة من خلال عمل معاهد غوتة و3 مدارس للغة الألمانية في «الجامعة الألمانية» في مصر.

وفي وقت لاحق قام الرئيس مبارك بزيارة غير معلنة سابقا لليبيا، وأكد منسق العلاقات المصرية ـ الليبية، أحمد قذاف الدم، أن الزيارة التي بدأها الرئيس المصري حسني مبارك لليبيا أمس والتقى فيها الزعيم الليبي معمر القذافي، جاءت في إطار مشاورات لا تنقطع بين القاهرة وطرابلس الغرب، مشيراً، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مباحثات الزعيمين العربيين تناولت «التشاور حول الظروف الراهنة التي يمر بها العالم العربي»، والعمل على «إعطاء دفعة جديدة للعلاقات المميزة بين مصر وليبيا» و«لتنسيق المواقف حول الطروحات الخاصة بمنطقة البحر المتوسط».

وقال قذاف الدم إن زيارة مبارك لليبيا تناولت أيضاً «الإعداد الجيد للقمة الأفريقية التي ستعقد في (وقت لاحق) في شرم الشيخ بمصر، (وأن) من أهم بنود هذه القمة قيام حكومة أفريقية»، إضافة إلى تبادل مبارك والقذافي وجهات النظر حول «القضايا الدولية الراهنة».