البرلمان الإيراني الجديد سيكون متعبا لنجاد بسبب خلافات المحافظين حول الاقتصاد

الإيرانيون اقترعوا لحسم مصير 82 مقعدا في الدورة الثانية للانتخابات التشريعية

إيرانية تعبئ بطاقة الاقتراع في أحد المراكز الانتخابية بطهران أمس (اب ا)
TT

اقترع الناخبون الايرانيون امس في انتخابات الاعادة البرلمانية، التي لا يتوقع ان تفرز تغييرا في خارطة المجلس المقبل، الذي ستكون فيه للمحافظين سيطرة قوية بعدما جرى استبعاد الكثير من المرشحين الاصلاحيين في الجولة الاولى للانتخابات، التي جرت في مارس (اذار) الماضي.

وفاز المحافظون بغالبية مقاعد البرلمان، الذي يبلغ عدد اعضائه 290 في الجولة الاولى من الانتخابات. وهناك حوالي 22 مليون ناخب لهم حق الادلاء بأصواتهم في جولة الاعادة، التي ستحسم مصير 82 مقعدا في المجلس يتنافس عليها 164 مرشحا في 100 مدينة.

ودعا الاصلاحيون، الذين فازوا بأكثر من 30 مقعدا في الجولة الاولى الناخبين الى المشاركة باعداد كبيرة في الجولة الثانية، لان هذا سيعطي المعارضة صوتا أكبر.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، انه من المتوقع ان تؤدي الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية الى تعزيز الاغلبية التي حققها المحافظون في الدورة الاولى، لكن الانقسامات التي ظهرت في صفوف المحافظين واضطراب الوضع الاقتصادي قد تصعب من مهمة الرئيس محمود احمدي نجاد.

ويقول المعارضون المعتدلون للرئيس محمود احمدي نجاد ان الانتخابات لم تكن نزيهة، لان مجلس صيانة الدستور غير المنتخب، الذي يفرز المرشحين على اساس التزامهم بمبادئ الثورة الاسلامية، ومبدأ ولاية الفقيه منع كثيرين منهم من الترشح في مارس. وسيبدأ البرلمان الجديد المنتخب عمله في مايو (ايار). ولا يحدد البرلمان سياسة البلاد ومنها النفطية والخارجية، لكن له تأثيرا في السياسة الاقتصادية.

وكانت هزيمة الاصلاحيين في الجولة الاولى عندما لم يتجاوز عدد المقاعد التي حصلوا عليها الثلاثين، شديدة الوقع في دائرة طهران، خصوصا حين لم يصل اي مرشح منهم الى عتبة الـ25% من اصوات الناخبين. لكن المعسكر الاصلاحي ما زال يتطلع للفوز بنحو عشرة مقاعد في الدورة الثانية. وهو يعول في ذلك على دائرة طهران، حيث ما زال هناك 11 مقعدا لم تحسم نتائجها، في حين فاز المحافظون بـ19 مقعدا من الجولة الاولى.

واشارت رويترز الى ان مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي حث في تصريحات، نقلها التلفزيون على الهواء، الايرانيين على المشاركة في انتخابات اليوم. وقال خامنئي الذي أدلى بصوته في الانتخابات بعد وقت قليل من فتح أبواب الاقتراع (هذه الجولة لها نفس أهمية الجولة السابقة... انشاء الله ستصوت أمتنا العزيزة وسيتشكل مجلس جيد). وقبل انتخابات مارس دعا خامنئي، الذي يفضل عادة ان يبقى فوق المنازعات السياسية، الناخبين لمساندة مرشحين متشددين يؤيدون الحكومة.

كما نقلت رويترز عن الرئيس محمود أحمدي نجاد تأكيده أن البرلمان يلعب دورا مهما في ايران. وقال بعد ان أدلى بصوته في انتخابات أمس (البرلمان مهم جدا في خلق الوحدة الوطنية واتخاذ القرارات). ويؤيد محافظون متشددون موقف أحمدي نجاد الرافض لتقديم اي تنازلات للغرب في نزاع طهران النووي، لكن الاصلاحيين ومحافظين أقل تشددا يلقون عليه اللوم في استفزاز مجلس الامن التابع للامم المتحدة، الذي فرض على ايران ثلاث مجموعات من العقوبات بسبب برنامجها النووي.

وقال محمد يازدي، 23 عاما، وهو طالب هندسة مدنية، ان من واجبه ان يدلي بصوته في الانتخابات.

واضاف يازدي لرويترز، بعد ان أدلى بصوته في مركز للاقتراع بشرق طهران (سأصوت لان الزعيم الاعلى أمر كل الايرانيين بالتصويت في الانتخابات).

وتعرض أحمدي نجاد، الذي فاز بالرئاسة عام 2005 على وعد بتقسيم عائدات الثورة النفطية لايران بطريقة أكثر عدلا، لضغوط متنامية من الرأي العام ورجال الدين والبرلمان الحالي، الذي سيحل في مايو، لفشله في السيطرة على التضخم الذي زاد الان على 20 في المائة.

ويرى منتقدون انه رغم هيمنة المحافظين على البرلمان الجديد المنتخب الا ان المجلس سيكون اكثر انتقادا لسياسة احمدي نجاد الاقتصادية، لان المعسكر المحافظ في البرلمان يضم حلفاء له ومنتقدين أيضا وبعضهم قد ينافسه على انتخابات الرئاسة القادمة.

ويتطلع المنافسون لاحمدي نجاد، ومن بينهم كبير المفاوضين النوويين السابق علي لاريجاني، الذي فاز بمقعد في البرلمان من الجولة الاولى الى ابعد من الانتخابات الحالية، ويضعون أعينهم على انتخابات الرئاسة.

وقال وزير الداخلية مصطفى بور محمدي للتلفزيون، ان نتائج الانتخابات في المحافظات ستعلن اليوم، اما الانتخابات في طهران فستصدر نتائجها الاحد.

واضاف ان نسبة المشاركة جيدة نسبيا، مذكرا بانه في الاجمال تكون نسبة المشاركة في الدورة الثانية اقل منها في الدورة الاولى، التي بلغت نحو 60%.

وحتى ظهر الجمعة لم تكن نسبة المشاركة قد بلغت 10%، حسبما نقلت وكالة مهر للانباء عن الجنرال علي اشفر المسؤول عن الانتخابات في وزارة الداخلية.

ويشهد معسكر المحافظين الذين فازوا بـ130 مقعدا، خلافات بين جناحهم الداعم للرئيس والجناح المعارض له.

والمعروف ان المعارضين يدعمون شخصيات تطمح الى ان تحل محل احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2009، مثل كبير المفاوضين السابق في الملف النووي علي لاريجاني ورئيس بلدية طهران الحالي محمد باقر قاليباف.

ومن دون ان يكون منتميا الى معسكرهم وجه رئيس البرلمان الحالي غلام حسين حداد عادل انتقادات لعمل الحكومة.

وارتفعت اصوات في معسكر المحافظين معربة عن القلق من ارتفاع معدل التضخم، الذي يلامس بحسب الارقام الرسمية العشرين في المائة.

ويهيمن المحافظون منذ 2004 على مجلس الشورى الذي يجدد انتخابه كل اربع سنوات.