احتجاجات في إيران على تسمية الخليج «العربي».. و««غوغل»» تنفي تغيير سياساتها

رفسنجاني لأحمدي نجاد: سأراقبك عن كثب وآن الأوان لوضع حد لفترة التجارب

إيرانيون يتظاهرون أمام مقر السفارة الإماراتية في طهران احتجاجا على تسمية الخليج بـ«العربي» أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما تظاهر مئات الإيرانيين أمام السفارة الإماراتية في طهران أمس، احتجاجا على تسمية الامارات والدول العربية الخليج «الخليج العربي»، وذلك في أحدث مؤشر على التوترات بين إيران والامارات، على خلفية تسمية الخليج، والخلاف حول الجزر الثلاث، أوضح متحدث باسم «غوغل» لـ«الشرق الأوسط» أن «غوغل» لم تغير سياساتها فيما بتعلق بتسمية الممرات المائية، وذلك ردا على تقارير قالت إن المظاهرات في طهران كانت احتجاجا على تسمية «غوغل» الخليج بـ«الخليج العربي». وأرسل مقر «غوغل» في لندن بيانا لـ«الشرق الأوسط» يوضح الطريقة التي ينتهجها محرك البحث في تسمية الممرات المائية والمناطق الحدودية التي يوجد خلاف على تسميتها، مشيرا الى أن المحرك يستخدم الاسماء الاكثر شيوعا في كل منطقة، وأنه بالتالي ينتهج في حالات الخلاف «وضع اسمين» للمناطق المتنازع على تسميتها. وخرج مئات الإيرانيين أمس، وهم يحملون لافتات كتب عليها «الخليج فارسي.. هل يمكن أن تقول لا.. حاول». وجاءت المظاهرة خلال «اليوم الوطني للخليج الفارسي» الذي تحتفل به ايران سنويا. وكتب على احدى اللافتات «الخليج الفارسي دائما» وعلى اخرى «أبناء ايران يتطلعون صوب البحرين». وكانت صحيفة «كيهان» الإيرانية المحافظة قد أثارت احتجاجات عارمة في البحرين العام الماضي، عندما نشر رئيس تحريرها حسين شريعتمداري افتتاحية تقول، ان البحرين جزء من ايران. ونفى محرك البحث «غوغل» ان يكون قد غير طريقته في كتابة اسم الخليج. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول هل المظاهرات في إيران، جاءت ردا على تغيير «غوغل» سياسته في كتابة اسم الخليج، وفقا لما ذكرت بعض التقارير، قال متحدث باسم «غوغل» في لندن ان سياسة «غوغل» لم يطرأ عليها تغيير. ووفقا لبيان لـ«غوغل» يوضح الخطوط العريضة التي تحكم تسمية المواقع او المناطق او الحدود او الممرات المائية المتنازع على تسميتها ارسل لـ«الشرق الاوسط»، فإن السياسة العامة التي تحكم قرارات «غوغل» في المناطق المائية أو الجغرافية التي يوجد نزاع حول طريقة تسميتها هي «الحياد» بمعني ان «غوغل»، «لا تأخذ رأي طرف على حساب طرف آخر». وأنه فيما يتعلق بالتسمية، فإنها تقوم بتسمية المناطق التي يوجد خلاف حول تسميتها بالاسم الذي يتداوله شعب المنطقة، وهو ما تسميه «غوغل» معيار «التسمية المحلية المعروفة» في تلك المنطقة. وأخذت «غوغل» مثالا على تسمية المنطقة المائية الواقعة بين الارخبيل الياباني والجزيرة الكورية، موضحة أنها تسمي تلك المنطقة «بحر اليابان» في اليابان وفي مواقعها باللغة اليابانية، وتسميها «بحر الشرق» في كوريا الجنوبية وفي مواقعها الناطقة باللغة الكورية. وبالتالي فإنه عندما يقوم مستخدم «غوغل» بفتح خرائط معينة، فإنه يجد أسماء المجاري المائية بالاسماء المعروفة بها في دولها. وذكرت «غوغل» أنه «إذا اتفقت كل الدول المطلة على بحر أو مجرى مائي معين على اسم موحد، فإن «غوغل» تضع الاسم المتفق عليه مثل البحر الكاريبي المعروف بنفس الاسم في العالم كله، بغض النظر عن اختلافات اللغات». اما إذا كان هناك خلاف حول تسمية الممر المائي، فإن سياسة «غوغل» هي استخدام الاسمين المعروف بهما الممر المائي. وذكرت «غوغل» أنه مثلا بسبب استخدام اسمين لوصف الممر المائي بين اليابان وكوريا وهما «البحر الأصفر» و«بحر الغرب»، فإن «غوغل» تستخدم الاسمين وتوضح السبب وراء هذا. فمستخدمو «غوغل» في اليابان يجدون الممر المائي باسم «البحر الأصفر»، فيما مستخدمو «غوغل» في كوريا يجدون نفس البحر تحت اسم «بحر الشرق»، وبخلاف ذلك تضع «غوغل» الاسمين معا في باقي الخرائط. وتقول «غوغل» ان المعيار الأساسي لتسمية الممرات المائية او الانهار هو «شيوع الاسم» محليا، موضحة ان الاسم الشائع هو الذي يستخدم في خرائطها، فإذا ما تغير مثلا فجأة اسم ممر مائي أو بحر أو محيط، فإن «غوغل» لا تقوم باستخدام الاسم الجديد، بل تستخدم الاسم القديم الى ان يصبح الجديد شائعا ومحليا. وقالت «غوغل» في بيانها إنه بينما هناك مجار مائية معروفة باسم واحد في العالم كله مثله «المحيط الباسفكي» فإن هناك مجاري مائية أخرى تتعد اسماؤها بتعدد البلاد والثقافات، موضحة أنه بينما تتنوع أسماء بعض المجاري المائية بسبب اختلافات اللغة، فإن هناك اختلافات تعود الى تباينات سياسية وتاريخية وثقافية. وحتى الآن أدت تسمية الخليج الى مشاكل بين إيران ومنظمات ومجلات دولية. ففي عام 2004 منعت طهران دخول عدد من مجلة «ناشونال جيوغرافيك» الأميركية لأنه تضمن خريطة كتب عليها «الخليج العربي» بين قوسين. فقد استاءت السلطات الايرانية من «ناشونال جيوغرافك» لأنها عمدت في الاطلس الجديد، الذي أصدرته الى وضع اسم «الخليج العربي» بين قوسين الى جانب تسمية «الخليج الفارسي في الأطلس. وقال مدير المطبوعات الأجنبية في وزارة الثقافة والارشاد محمد حسين خوش الإيرانية آنذاك، «لن نعطي تأشيرة دخول لصحافيي ناشونال جيوغرافيك، ولن نسمح بتوزيعها طالما لم يصححوا هذا الخطأ.. لقد طلبنا من وزارة الخارجية الإيرانية أن تبدأ اجراءات للملاحقة». واوضح «لن نقبل ابدا استخدام التعبير المضلل، الخليج العربي، الذي يتناقض مع وثائق الامم المتحدة، وسنتحرك ضد اي هيئة تستخدمه». كما قال المتحدث باسم الحكومة الايرانية عبد الله رمضان زاده أنذاك «سندافع عن الهوية التاريخية للخليج الفارسي، ولن نقبل اي تزوير، وسنتخذ الاجراءات القانونية». وقد ورد في الاطلس ايضا ان جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، هي جزر «تحتلها ايران، وتطالب بها دولة الامارات العربية المتحدة». وغيرت المجلة الاسم في وقت لاحق في خطوة وصفها مسؤولون ايرانيون بأنها «نصر لجميع الايرانيين». وتستخدم بعض المؤسسات الاخبارية اسم الخليج فقط كحل وسط، لكن إيران منعت توزيع مجلة «ايكونوميست» قبل عامين، عندما نشرت مقالا وخريطة تشير الى «الخليج» بدلا من «الخليج الفارسي». وعلى صعيد آخر، انتقد رئيس مجلس الخبراء الإيراني هاشمي رفسنجاني التعديلات الوزارية المتكررة في حكومة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الحالية، وتعهد بمراقبة سياستها عن كثب. وقال رفسنجاني الذي يرأس في آن معا مجمع تشخيص مصلحة النظام (مجلس تحكيمي) ومجلس الخبراء (مجلس يراقب انشطة المرشد الأعلى) «آن الأوان لوضع حد لفترة التجارب، وعلينا المضي قدما بخطة ترتكز على الخبرة». واضاف ان «الاختبارات» واللجوء الى «التجربة» هما نتيجة لتطهير كوادر الادارة والتعديلات الوزارية العديدة، التي اجراها الرئيس المحافظ المتشدد في حكومته. كذلك، انتقد رفسنجاني التأخر الحاصل في تنفيذ برنامج خصخصة الاقتصاد الايراني، وتطبيق خطة التنمية الموضوعة للاعوام العشرين المقبلة.