الأمن المغربي يعتقل أحد السجناء التسعة الفارين

الشطبي أوقف قبل أسبوع في حي المحيط بالرباط .. وترجيح اعتقاله بسبب دواء

محمد الشطبي
TT

اعتقلت مصالح الأمن المغربية أحد السجناء التسعة الذين فروا ليلة السادس/السابع من أبريل (نيسان) الماضي من سجن القنطيرة. وتم إلقاء القبض على محمد الشطبي، مع شخصين يشتبه في أنهما ساعدا في إيوائه وإخفائه، وهما محمد سعيد السوسي وخالد الكموري. ويعد الشطبي العقل المدبر لعملية الفرار، وهو محكوم عليه بعشرين سنة سجنا نافذا.

وعلمت «الشرق الاوسط» أن الشطبي اعتقل قبل أسبوع، أي ليلة الخميس قبل الماضي، في حي المحيط بالرباط. وقال مصدر امني لـ«الشرق الأوسط»، إن الشطبي الذي حاصره رجال الامن، استسلم دون مقاومة، وبرأ ساحة مضيفه.

وشكل اعتقال الشطبي، حدثا كبيراً، ما جعل فرضية فرار باقي السجناء خارج المغرب، غير ذي جدوى. ووصف المصدر ذاته اعتقال الشطبي بأنه «ثمين»، وقال انه سيسهل مأمورية اعتقال باقي الفارين الثمانية.

ولم يوضح المصدر الكيفية التي اهتدت إليها الاستخبارات المغربية لمكان الشطبي، لكن فرضية تقول إن مصالح الأمن راقبت عن كثب جميع منازل عائلات الفارين، وفي نفس الوقت، وزعت مذكرة على بعض الصيدليات، طلبت منها الاتصال بها في حال رغب مواطن في شراء بعض الأدوية النفسية الخاصة التي كان يستعملها أحد الفارين.

وكان الشطبي يعاني مرضاً نفسياً، جراء تداعيات مشاركته في حرب أفغانستان، رفقة عبد الكريم المجاطي، الملقب «أبو الياس»، الذي قتل في منطقة الرس بالسعودية أثناء مواجهة مع رجال الأمن.

وكان الشطبي سافر الى أفغانستان عام 2001، وعاش شهورا تحت القصف الأميركي على كابل وخوست، وعقب عودته الى المغرب، اصطحب معه شقيقه كمال، الى اسبانيا، ومنها توجها الى إيران، بحثاً عن منفذ يعيده إلى أفغانستان، لكنه أمام اشتداد الحرب عاد إلى إسبانيا ثم المغرب حيث اعتقل قبل تفجيرات الدارالبيضاء عام 2002 إثر تفكيك خلية يوسف فكري التي يطلق عليها اسم «خلية الدم».

وعرف عن الشطبي أثناء وجوده في السجن معاناته من مرض نفسي، وقال لرفاقه «السلفيين الجهاديين» إنه تعرض لتعذيب جعله يفقد أعصابه، إلى درجة أنه حاول الانتحار في أكثر من مناسبة. وقضى الشطبي مدة 5 أعوام من أصل 20 عاما المحكوم بها، قبل عملية الفرار، أما شقيقه كمال المدان بدوره بالسجن مدة 20 عاما، فلم يكن حاضراً لحظة اعتقال محمد، ومازال هاربا رفقة الآخرين.