تضارب حول موعد وصول سامي الحاج إلى مطار الخرطوم والحكومة تتكتم

شقيق المعتقل في غوانتانامو لـ«الشرق الأوسط»: أبلغتنا السلطات بالإفراج عنه.. ومحاميه يؤكد أيضا

TT

عاشت الخرطوم يوما طويلا، حافلا بالتوتر والانتظار، أمس، بعد انباء أكدت اطلاق سامي الحاج، المعتقل السوداني الشهير في معسكر غوانتانامو الاميركي منذ عام 2001. وتضارب الانباء، في انتظار وصول سامي الحاج، 38 عاما، الى الخرطوم، ما حدا بالصحافيين الى المرابطة في المطار الى ساعات متأخرة من مساء أمس، انتظارا لوصوله في أي لحظة، فيما لاذت الحكومة بالصمت. ويتوقع ان يصل الحاج مع معتقلين آخرين الى الخرطوم صباح اليوم، بعد أكثر من 6 سنوات قضاها الحاج وراء قضبان السجن الأميركي. وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» ان السلطات الاميركية أفرجت عن المعتقلين الثلاثة امس، وسيصلون الى مطار الخرطوم في الساعات الاولى اليوم. وبالاضافة الى سامي الحاج وهو مصور قناة الجزيرة القطرية، فقد اطلق سراح وليد محمد حاج محمد علي، ويسكن حي المايقوما بالعاصمة الخرطوم، وامير يعقوب محمد الأمير وهو من سكان حي العمدة بمدينة ام درمان. وحسب المصدر الأمني فإن سامي الحاج، سينقل فور وصوله الى المستشفى لتلقي العلاج، مشيرا الى ان حالته الصحية تستدعي خضوعه للعلاج لعدة ايام. وسيتم تسليم كل من وليد وامير الى ذويهما صباح اليوم. وأكد زخاري كاتزنلسون محامي سامي الحاج، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان 3 من أصل سبعة معتقلين سودانيين محتجزين في كوبا، غادروا المعسكر على متن طائرة، صباح أمس، مشيرا الى ان هناك شائعة قوية تقول ان سامي الحاج الذي يعمل مصورا لقناة الجزيرة القطرية الاخبارية من بينهم. وقال كاتزنلسون وهو مستشار مؤسسة «ريبريف» الحقوقية في لندن، التي تعنى بحقوق المعتقلين في معسكر الأسر الاميركي في كوبا، «من ناحية قانونية ليس من حقي الافصاح عن اية معلومات أكثر مما قلت، ولكن خلال ساعات ستسمعون أخبارا جيدة». وقال صحافيون من مكتب الجزيرة في الخرطوم لـ«الشرق الأوسط» انهم تلقوا انباء بوصوله في الخامسة من مساء أمس (السابعة بتوقيت غرينتش)، ثم تواردت انباء اخرى عن وصوله في السادسة، ثم انتقلت الى الثامنة، واخيرا جاءت الانباء بأن الحاج سيصل منتصف الليل. ويتداول الصحافيون طوال نهار امس معلومات غير مؤكدة بأن الحاج قد تم نقله الى المانيا لتلقي العلاج، قبل نقله الى الخرطوم.

وظل المسؤولون في الحكومة السودانية يتفادون طوال يوم امس، الرد على اسئلة الصحافيين حول حقيقة الافراج عن الحاج وموعد وصوله، ونقلت تقارير صحافية أن مستشار الرئيس عمر البشير ابلغ زوجة الحاج بأن زوجها قد افرج عنه من قبل السلطات الاميركية. وفي منزلهم بحي الحلة الجديدة الشعبي في جنوب الخرطوم، ارتفعت حالة الترقب والانتظار، بين افراد اسرة الحاج، وتوزعت مشاعرهم بين مصدق ومكذب ومتشكك. وقال عاصم الحاج شقيق سامي لـ«الشرق الأوسط»، «انهم تلقوا بلاغا رسميا بأن الحاج قد افرج عنه، وانه سيصل الخرطوم خلال 84 ساعة»، ولم يشأ تحديد الجهة التي ابلغتهم، ولكن عاصم كان صريحا في تشككه في الامر برومته.

وقال عاصم الحاج:«نحن لن نصدق اي كلام ما لم نر سامي في مطار الخرطوم بأعيننا»، وأضاف «لقد شبعنا كثيرا من الأخبار غير الصحيحة بشأن الإفراج عنه، وبتنا لا نصدق الأميركيين.. إلا بعد ان نصافح سامي يدا بيد». وقال: «أصبحنا نتعامل مع هذه الأنباء بكثير من اللامبالاة.. نحن الآن في منازلنا رغم الحديث الذي يتم تداوله في الخرطوم، طوال الساعات الماضية حول وصوله». وكانت وزيرة الرعاية الاجتماعية سامية احمد محمد، قد زارت اول من امس منزل اسرة الحاج، ورجحت الصحف المحلية بأن الزيارة بغرض ترتيبات وصول الحاج الى البلاد. وكانت الحكومة السودانية قد دفعت خلال الأيام القليلة الماضية بمسؤولين سودانيين من وزارة الخارجية وجهاز الأمن ووزارة الرعاية الاجتماعية إلى معتقل غوانتانامو لزيارة السودانيين المعتقلين والوقوف على أحوالهم، بالتنسيق مع السلطات الأميركية. وفي تصريحات صحافية، اعتبر الدكتور مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية، ان زيارة الوفد السوداني للمعتقلين بغوانتانامو تأتي تجاوباً وطنياً مع التساؤلات المتجددة عن مساعي الدولة لتفقد أحوال المعتقلين، واشار إلى ان المسؤولين الذين زاروا المعتقلين أبلغوهم بعدة رسائل من ذويهم، واطمأنوا على أحوالهم بالمعتقلات.