مجلس الأمن يدعو لحل وسط وواقعي في الصحراء ويمدد بعثة المينورسو

المغرب «مرتاح» والبوليساريو تدعو إلى «التسوية» والجزائر تعرض «مساعدة الطرفين»

TT

دعا مجلس الأمن الدولي المغرب وجبهة البوليساريو الليلة قبل الماضية الى مواصلة مفاوضاتهما حول مستقبل الصحراء الغربية بدون شروط مسبقة، وإلى إيجاد حل وسط وواقعي للنزاع. وأكد القرار ان «المحادثات يجب ان تهدف الى التوصل الى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين يضمن لشعب الصحراء الغربية حق تقرير المصير». ووافق المجلس على توصية تقدم بها الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون في التقرير الاخير وتقضي بان «يبدي الجانبان واقعية وروح تسوية من اجل الابقاء على الاندفاع الذي اتسمت به عملية التفاوض». وأقر القرار من ناحية أخرى تمديد مهمة بعثة المينورسو لمدة سنة.

وقد اعتمد القرار إثر خلافات بين أعضاء المجلس خصوصاً حول الإشارة الى مفردة «الواقعية» ونظرا لطلب كل من دولة جنوب افريقيا وكوستاريكا بإضافة فقرة تدعو الطرفين إلى احترام حقوق الانسان والقانون الدولي.

واعتبر سفير جنوب أفريقيا دوميساني كمالو رئيس المجلس لشهر ابريل (نيسان) المنصرم القرار بـ«السابقة الخطيرة» بسبب دعوته الى الحل «الواقعي» للنزاع. وأوضح في بيان له: «أن الدعوة الى الواقعية تعد سابقة»، وأضاف «ان المجلس قد ارتكب خطأ وأنه قد وجه رسالة خاطئة إلى المغرب». واعرب عن عدم ارتياحه للقرار، مضيفاً «أن تضمين القرار لمفردة الواقعية هي مبادرة من أصدقاء المغرب الأقوياء». وكانت فرنسا والولايات المتحدة وراء إدراج الفقرة في نص القرار الذي يدعو إلى ايجاد حل وسط وواقعي للنزاع حول الصحراء. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره الأخير الذي قدمه الى مجلس الأمن قد دعا الى تجاوز الجمود السياسي الذي ميز الجولات الأربع من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو. وقال بان كي مون: «يمكن المحافظة على زخم المفاوضات من خلال المحاولة لإيجاد وسيلة لتجاوز الجمود السياسي الحالي من خلال الواقعية بغية الوصول الى حل وسط بين الطرفين». وأكد كي مون «ان المجموعة الدولية تتفق معي أنه لا يمكن أن يكون الوضع الحالي مقبولا كنتيجة للمفاوضات».

ولم يتفق الأمين العام علنا مع الاستنتاج الذي توصل إليه مبعوثه الخاص إلى الصحراء الغربية السفير بيتر فان فالسوم بانحيازه إلى المبادرة المغربية، إلا أن بان كي مون أيد ضرورة الوصول الى حل وسط وواقعي للنزاع في الصحراء الغربية. وعبر المغرب عن ارتياحه ازاء مصادقة المجلس على القرار. وقال المصطفى ساهل، سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، إنه «بمقتضى هذا القرار (1813)، فإن مجلس الأمن يجدد دعمه القوي لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي، بغية إعطاء نفس جديد للمفاوضات الحالية، والدفع بها في اتجاه التوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه، يضع حدا لهذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده». وأضاف أن «مجلس الأمن يتبنى توصيات الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تعزز الخلاصات التي أدلى بها المبعوث الشخصي، فان فالسوم، أمام مجلس الأمن، في 21 أبريل (نيسان) 2008». وأوضح الدبلوماسي المغربي كذلك، أن إشارة القرار إلى «التطورات اللاحقة» ليست وليدة الصدفة بل تشير إلى تقييم فان فالسوم. وذكر ساهل أن فان فالسوم «بصفته ميسرا للمسار التفاوضي الجاري، توصل بعد أربع جولات من المفاوضات، إلى خلاصة مفادها أن كيانا مستقلا في الصحراء، ليس ولن يكون هدفا واقعيا».