موسى: تم التوافق على كل الخطوات لانتخاب الرئيس والمطلوب التنفيذ

صفير انتقد دعوة بري الى طاولة حوار وقال إن الحوارات يجب أن تجرى في المجلس النيابي

TT

استغرب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عدم انتخاب رئيس في لبنان بعد، على الرغم من ان كل الاطراف وافقت على المبادرة العربية والتي تتضمن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

وقال موسى، الذي يزور بيروت عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن «المبادرة مستمرة والجميع يريد إحراز تقدم لحل المسألة». وقال: «نريد ان نرى خارطة طريق من الآن وحتى انتخاب الرئيس الجديد»، مشدداً على ان الرئيس «اصبح مسألة ضرورية». وإذ اشار الى ان «كل شيء ممكن» لجهة اللقاء المرتقب بين الرئيس بري ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، لم تستبعد اوساط رئيس المجلس النيابي «حصول لقاء قريب» بينهما بحضور الامين العام للجامعة العربية.

ووصفت الأوساط لـ«الشرق الاوسط» الاجواء السائدة بـ«الضبابية»، واوضحت ان لقاء بري والحريري سيتم على اساس انه لقاء بين رئيس المجلس ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية و«ليس على اساس تفويض الاكثرية النيابية للنائب الحريري بالحوار مع الرئيس بري». وشددت على ان يكون أي جواب على «اعلان النيات» في موضوعي الحكومة وقانون الانتخابات النيابية حول طاولة الحوار وليس في حوار ثنائي.

وذكرت هذه الاوساط ان بري قدم الى موسى «عرضاً سياسياً مفصلاً» وان الاخير اكد امام من التقاهم ان «لا منافسة ولا تضارب على الاطلاق بين المبادرة العربية والحوار الذي دعا اليه الرئيس بري والذي لن يكون بديلاً ابداً عن المبادرة العربية، انما هو عنصر مساعد لتنفيذ هذه المبادرة». واشارت الى ان موسى يعمل خلال جولته الحالية على التوفيق بين المبادرة العربية ودعوة بري الحوارية.

وسئل اذا كان لمس رفضاً للحوار من النائب الحريري، فاجاب: «ليس هناك رفض للحوار. من يرفض الحوار؟». وعما اذا كانت هناك شروط، أفاد: «ليس موضوع شروط، لكننا نريد ان نرى خارطة طريق من الان حتى انتخاب الرئيس الجديد. الرئيس اصبح مسألة ضرورية».

اما في «منتدى الاقتصاد العربي» الذي شارك فيه موسى في بيروت، فاختلط حابل الازمة اللبنانية الداخلية بنابل هموم الاقتصاديين ورجال المال والاعمال العرب، وتحول الامين العام لجامعة الدول العربية نجماً بلا منازع على الخطين. ولم يتردد موسى في الخوض بازمة لبنان امام حشد ضم حوالي 600 شخصية اقتصادية يتقدمهم رئيس الوزراء الموريتاني الزين وليد زيدان ونائب رئيس الوزراء القطري عبد الله العطية ووزراء من الامارات والاردن ومصر وموريتانيا وسفراء عرب واجانب معتمدون في بيروت. وشدد على اهمية الحوار السياسي وحيويته كمدخل لانتخاب فوري لرئيس الجمهورية، يليه تشكيل حكومة وحدة وطنية واقرار قانون جديد للانتخابات النيابية.

واشار الى ضرورة الاتفاق على حكومة وحدة وطنية يشكلها الرئيس الجديد وان تجري هذه الحكومة الانتخابات النيابية وفق قانون جديد يصدره البرلمان. واضاف موسى مستغربا: «الغريب انه تم التوافق على كل هذه المبادئ والخطوات. وهي بالضبط ما قررته المبادرة العربية. والمطلوب الان هو الاقدام على التنفيذ. وليكن واضحاً، انه على رغم التسليم بان الجو السياسي الاقليمي المتوتر ينعكس على لبنان ويعوق حركته، الا ان هذا لن يعفي زعماء لبنان من المسؤولية عن الوضع السلبي الذي يعاني منه بلدهم وينعكس على رخاء شعبهم».

إلى ذلك انتقد البطريرك الماروني نصر الله صفير الدعوة الى الحوار التي وجهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقال ان هكذا حوارات جربت في السابق ولم تعط نتيجة، مشددا على ان الحوار يجري داخل المجلس النيابي، وقال: «الحوار على طاولة موسعة جرب سابقا. جرب خارج المجلس وفي المجلس ولم يعط نتيجة. والحوارات يجب ان تجرى في المجلس النيابي لان المجلس هو الذي يوفر اطارا رسميا للحوار». وشدد على ان «المطلوب اجراء الانتخابات الرئاسية. ورئيس الجمهورية هو الذي يشارك بعد ذلك في الحوارات لان هذه هي وظيفته».

وقبيل مغادرته الى الولايات المتحدة حيث سيلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش «اذا كان في واشنطن» والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حمل صفير جميع النواب اللبنانيين مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية.

وتمنى، في حديث الى القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، على المسؤولين الاميركيين ان يساعدوا على توطيد الامن والسلام في لبنان، محملاً جميع النواب اللبنانيين «المسؤولية عن عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وقال ان كل نائب يستنكف عن واجب الاقتراع مسؤول عن تعطيل الانتخابات الرئاسية.

وأوضح صفير ان زيارته الى الولايات المتحدة «ستشمل عقد لقاءات سياسية منها لقاء مع الرئيس الأميركي جورج بوش اذا كان في واشنطن، ومع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون»، مشيرا الى ان «التحضيرات لهذه الزيارة لا تزال جارية».