إسرائيل تنفذ عملية تجريف واسعة لإنشاء منطقة حزام أمني في عمق قطاع غزة

TT

فيما يعتبر امتداداً لجهوده الهادفة لفرض منطقة حزام أمني في عمق قطاع غزة، قام الجيش الاسرائيلي مساء أول من امس بتنفيذ عمليات تجريف مسبوقة للمناطق الزراعية في المنطقة الجنوبية الشرقية من القطاع. وذكرت مصادر فلسطينية أن الجيش الاسرائيلي قام بتجريف مساحات شاسعة من المناطق الزراعية التي تقع في التخوم الشرقية لبلدة «عبسان الكبيرة»، جنوب شرق القطاع. وأكد شهود عيان أن عمليات التجريف غيرت معالم المنطقة التي تحولت من مناطق زراعية تكسوها الخضرة الى مناطق جرداء. واضاف شهود العيان أن كروم الزيتون والعنب وبساتين البرتقال، بالإضافة الى الدفيئات الزراعية في المنطقة قد تحولت الى أكوام من الرمال، في حين تعرضت الكثير من المنازل في المنطقة الى أضرار كبيرة بسبب أعمال التجريف. وأشار شهود العيان الى أن الجيش الاسرائيلي تعمد تدمير السيارات والمركبات التي تعود للأهالي في المنطقة. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الاسرائيلي بعمليات التجريف الهائلة التي قام بها في تخوم «عبسان الكبيرة»، قد قطع شوطاً كبيراً في فرض منطقة حزام أمني بعمق 2 كلم على طول الخط الفاصل بين اسرائيل والقطاع، مشددة على أن منطقة الحزام الأمني يتم تكريسها عبر تجريف المناطق الزراعية المحاذية للخط الفاصل بحجة عدم تمكين رجال المقاومة من استخدام هذه المناطق كنقاط انطلاق لشن هجمات صاروخية على التجمعات الاستيطانية التي تقع في محيط القطاع. وأضافت المصادر أن اسرائيل تمارس من خلال عمليات التجريف الواسعة عقوبات جماعية ضد المزارعين لإجبارهم على منع المقاومين من التسلل عبر المنطقة لنصب كمائن مسلحة للجنود الاسرائيليين الذين يتحركون في المنطقة ليلاً. من ناحية ثانية قام الجيش الاسرائيلي باعتقال 40 مواطناً فلسطينياً أثناء التوغل في المنطقة، حيث تم اقتيادهم الى معسكر للجيش الاسرائيلي يقع للشرق من الخط الفاصل بين اسرائيل والقطاع، حيث يتعرض المعتقلون لعمليات تحقيق يقوم بها ضباط من جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية «الشاباك». ويمارس ضباط «الشاباك»، ضغوطا كبيرة على المعتقلين لإجبارهم على تقديم معلومات حول تحركات المقاومين في المنطقة، الى جانب استخدام وسائل الترهيب والترغيب لدفع المعتقلين للتعاون مع «الشاباك». وتحدثت «الشرق الأوسط» مع عدد من الفلسطينيين الذين افرج عنهم بعد احتجازهم لمدة يومين في احد مراكز الاعتقال داخل اسرائيل، حيث أكد هؤلاء الفلسطينيين أن الجنود الاسرائيليين يقومون باقتيادهم وهم معصوبو الأعين ومقيدو الأيدي لمخيم عسكري يقع بالقرب من معبر «كيسوفيم»، الواقع شرق مدينة دير البلح، وسط القطاع، حيث يتم اجبار المعتقلين على خلع جميع ملابسهم وبعد ذلك يتم للباسهم ثيابا زرقاء من الجلد. وكان سعيد صيام، وزير الداخلية في حكومة هنية المقالة، قد اكد أن «الشاباك» يستغل عمليات التوغل التي تتعرض لها مناطق التماس من اجل الالتقاء بعملائه وتدريبهم على استخدام تقنيات التجسس.