الصومال: الأصوليون يهددون الدول الأجنبية بالثأر لمقتـل المعلم عيرو

تبادلوا التهنئة في مواقع «القاعدة».. وبثوا مزيدا من المعلومات والصور عن «زرقاوي الصومال»

TT

توعد المقاتلون الاصوليون الصوماليون امس بـ«الثأر لمقتل» زعيم «القاعدة» المعلم آدم حاشي عيرو، الذي قتل اول من امس في غارة اميركية، ونصحوا الدول الحليفة للولايات المتحدة واثيوبيا «بعدم ارسال رعاياها الى الصومال».

وتلقت حركة «شباب المجاهدين» ضربة قوية اول من امس مع مقتل عيرو ومسؤول اسلامي آخر هو الشيخ محي الدين عمر، اضافة الى عشرة اشخاص اخرين في هجوم جوي شنه الجيش الاميركي على بلدة دوسو ميريب، وسط الصومال، على بعد 450 كلم شمال مقديشو، وهو التدخل الاميركي الرابع في الصومال منذ بداية العام 2007 في اطار الحرب على الارهاب التي تشنها واشنطن.

الى ذلك تبادل الاصوليون في المواقع القريبة من «القاعدة» التهنئة لمقتل عيرو «زرقاوي الصومال» باعتبار انه «نال الشهادة» وبثوا مزيدا من المعلومات والصور عن شخصيته. واحتوت مواقع الاصوليين على مزيد من المعلومات عن المعلم عيرو، وقالت انه يبلغ من العمر 32 سنة، يرتدي جبة ويحمل معه كلاشنيكوف ومسدسين وبضع عبوات ناسفة، وله زوجتان وعشرات الأطفال. ويوصف بانه رجل نحيف الجسم ويتهمه الأميريكون بأنه زعيم تنظيم «القاعدة» في شرق أفريقيا، ويعد من بين القلائل الذين بايعوا ابن لادن عندما كان في كابل بأفغانستان.

وكان آدم عيرو من المقاتلين ضد الاميركيين عند غزو افغانستان، وبعد إطاحة نظام طالبان عاد إلى مقديشو ومعه عشرات المجاهدين الصوماليين، وجمعوا شبابا دربوهم عسكريا، وخاضوا معارك دامية مع زعماء الحرب الصوماليين المهزومين في الساحة بداية عام 2005، فأصبح أولئك الشباب جناحا مسلحا من ضمن قوات اتحاد المحاكم الإسلامية مع أنهم اختلفوا مع رئيس المحاكم الإسلامية الشيخ شريف شيخ أحمد ومسؤول الأمن للمحاكم الإسلامية الشيخ يوسف محمد زياد والمعروف بإسم «إندا عدى» في قضايا من قبيل مشاهدة المباراة الرياضية ومضغ القات وتدخين السجائر.

من جهته اكد المتحدث باسم «حركة الشباب المجاهدين» الشيخ مختار روبو لوكالة الصحافة الفرنسية مقتل القياديين وقال «ونحن اذ نزف اليكم هذا الخبر نؤكد ان شهداءنا نالوا امنياتهم وتركوا في ساحة الصومال شبابا يرنو لربى حطين ويقتفي اثر صلاح الدين ويقارع اعداء الملة والدين، الجيل الذي تربى على ابي محسن ومحي الدين سيبقى غصة في حلوقهم وسيأخذون بثأرهم من اميركا وعملائها».

ووصف المتحدث عيرو بانه «القائد المقدام والبطل الهمام ابو محسن الانصاري (الشيخ آدم حاشي عيرو) الذي ارعب الكفار وصال وجال وتمنى الشهادة وطلبها في مظانها». وقال ايضا «يمكنني ان اؤكد لكم انه بعد مقتل عيرو، سنضاعف الجهاد ضد الكفار. وبالتالي، فاننا ندعو كل المقاتلين الى زيادة هجماتهم التي تستهدف الدمى (الحكومة الصومالية) والقوات الاثيوبية». وقال «اللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب، اهزم الاثيوبيين الصليبيين واخوانهم المرتدين ومن كان في صفهم».

ودعا «الحكومات التي تدعم اثيوبيا واميركا الى ابقاء مواطنيها خارج الصومال». وكان عيرو الذي قتل اول من امس مع احد عشر شخصا اخرين في هجوم جوي اميركي في وسط الصومال، زعيم تنظيم «القاعدة» في الصومال، بحسب السلطات الصومالية.

ووصفته الولايات المتحدة بانه زعيم «حركة الشباب المجاهدين» في الصومال، وهي حركة اسلامية متحالفة مع تنظيم «القاعدة» بحسب واشنطن.

وأمس واصل قرويون في دوسو ميريب سحب حطام المنازل المجاورة لمنزل عيرو التي دمرت ايضا في الهجوم. وبحسب زعماء قبائل، اعتبر 15 شخصا على الاقل في عداد المفقودين منذ الهجوم. وقال عبد الله فرح احد هؤلاء الزعماء في اتصال هاتفي من مقديشو لوكالة الصحافة الفرنسية «حتى الان، عثرنا على 12 جثة بينها جثتا القائدان في حركة الشباب، لكن السكان يقولون ان 15 شخصا مفقودون». واكد زعيم قبلي آخر يدعى جمال ان 15 شخصا على الاقل اعتبروا في عداد المفقودين.

وتقود حركة الشباب منذ 2007 حركة تمرد دامية تستهدف خصوصا الحكومة الصومالية الانتقالية والجيش الاثيوبي في الصومال منذ نهاية 2006 لدعم الحكومة. وفي نهاية 2006 وبداية 2007، هزم الجيش الاثيوبي الذي يدعم الحكومة الصومالية الانتقالية، مقاتلي المحاكم الاسلامية الذين كانوا يسيطرون على وسط وجنوب الصومال التي تشهد حربا اهلية منذ 1991.

وبحسب مصادر رسمية، فان عيرو الذي تدرب في معسكرات تنظيم «القاعدة» في التسعينات، نجا من غارة للجيش الاميركي في جنوب الصومال في يناير (كانون الثاني) 2007. واستهدفت تلك الغارة ثلاثة اسلاميين اخرين على الاقل يشتبه في انهم كانوا متورطين في الاعتداءات التي تبناها تنظيم «القاعدة» ضد السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا في 1998وفندق في مومباسا (كينيا) في 2002.

وورد اسم عيرو ايضا مرارا في هجمات ضد ناشطين انسانيين اجانب. وقتل 63 شخصا على الاقل في مقديشو بحدود 20 ابريل (نيسان) في اسوأ المعارك منذ بداية العام في هذا البلد الفقير في القرن الافريقي. وفر نحو ثمانية الاف شخص من المعارك الاخيرة في مقديشو التي تعد اكثر من مليون نازح، بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.