نجاد يعول على المهدي المنتظر: يد الإمام تُرى بوضوح في إدارة شؤون البلاد

منتقدوه: من المؤكد أن المنتظر لا يقر التضخم الذي بلغ 20%

TT

انتقد عدد من رجال الدين الايرانيين الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لانه قال ان «يد الامام المهدي المنتظر ترى بوضوح في ادارة شؤون البلاد كافة». ويأتي ذلك فيما دعا 77 نائبا برلمانيا ايرانيا وزارة الاستخبارات الى التحقيق مع الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي بسبب انتقاده لتصدير ثقافة العنف. وأوضح احمدي نجاد في خطاب امام طلاب الفقه نقله تلفزيون الدولة ان «الامام (المهدي) يدير العالم ونحن نرى يده المدبرة في شؤون البلاد كافة». والمح احمدي نجاد ان عودة الامام الغائب قريبة بقوله ان على الحكومة «تسوية مشاكل ايران الداخلية في اسرع وقت اذ ان الوقت يداهمنا». وأضاف «حان الوقت لكي ننهض بواجباتنا العالمية.. ايران ستكون محور قيادة (العالم) ان شاء الله». ورأى الرئيس الايراني ان «اعداء» ايران انفسهم يعلمون ان عودة المهدي حتمية. وقال «في العراق يبدو وكأن المحتلين الاميركيين موجودون هناك لوضع يدهم على الثروات النفطية ونهب البلاد. لكنهم في الواقع ادركوا ان هذه المنطقة ستشهد حدثا» متوقعا ان «تظهر يد الله وترفع جذور الظلم عن العالم». واكد ايضا ان احداثا مثل الثورة الاسلامية عام 1979 او انتصار ايران على العراق في حربهما من «معجزات» المهدي. وقال ان «القوى العظمى مذهولة. هل تصدقون ان تصبح ايران قوة نووية هكذا؟ نحن نرى في ذلك اليد المدبرة للامام الغائب». والمهدي المنتظر وهو الامام الثاني عشر عند الشيعة وقد اختفى منذ 12 قرنا، ووفقا للمذهب الشيعي فإنه سيعود الى الارض ليملأها عدلا وسلاما.

وقد أثارت تصريحات احمدي نجاد ردود فعل غاضبة من رجال الدين والسياسيين، فرد عليه حجة الاسلام غلام رضا مصباحي مقدم المتحدث باسم جمعية رجال الدين المقاتلين المحافظة قائلا «اذا كان احمدي نجاد يريد ان يقول ان الامام الغائب يدعم قرارات الحكومة فهذا ليس صحيحا». واضاف «من المؤكد ان المهدي المنتظر لا يقر التضخم الذي بلغ 20% وغلاء المعيشة والكثير غيرهما من الاخطاء» التي ترتكبها الحكومة. كما اعتبر رجل الدين المحافظ حجة الاسلام علي اصغري عضو كتلة حزب الله في البرلمان انه «من الافضل لاحمدي نجاد الاهتمام بمشاكل المجتمع مثل التضخم.. والتركيز على الشؤون الدنيوية». ونصحه في تصريحات نقلتها صحيفة «اعتماد مللي» بـ«عدم التدخل في الشؤون الدينية والايحاء بان ادارة البلاد يتولاها الامام الغائب». وكان احمدي نجاد اكد بعيد انتخابه عام 2005 ان «المؤمنين بالتعاليم الالهية للفكر الاسلامي يفعلون كل ما بوسعهم للتعجيل بعودة ظهور» المهدي المنتظر. ولم يكف منذ ذلك الحين عن الرجوع الى الامام الغائب وحتى على منصة الامم المتحدة بل انه اكد انه في خلال هذه المناسبة في خريف 2005 شعر بهالة من النور تحيط به متحدثا طويلا عن عودة المهدي المنتظر. وعندها ثار رجل دين ايراني كبير هو اية الله الاصلاحي يوسف سعاني على «اللجوء المتزايد الى الخرافات» في نقد مبطن للرئيس. الى ذلك، تزايدت الانتقادات للرئيس الايراني السابق محمد خاتم بسبب تصريحاته التي انتقد فيها «تصدير ثقافة العنف». وذكرت صحيفة «اعتماد ملي» الاصلاحية أن 77 نائبا سيطلبون من وزير الاستخبارات غلام حسين محسني اجئي «مواجهة» خاتمي بسبب التصريحات التي يقولون انها مسيئة لمؤسس الجمهورية الايرانية آية الله الخميني، الا أن مسؤولا اصلاحيا قال انهم قد لا يمضون قدما في التقدم بخطاب رسمي. وفي كلمة ألقاها يوم الجمعة أثار خاتمي تساؤلا حول معنى عبارة «تصدير الثورة»، التي صيغت عندما رأس الخميني البلاد. ونقلت الصحف عن خاتمي قوله في كلمة ألقاها في اقليم جيلان الشمالي «ماذا كان يعني الامام الخميني بقوله تصدير الثورة. هل كان يعني أن نحمل السلاح ونفجر أماكن في دول أخرى ونشكل جماعات للقيام بأعمال تخريبية في دول أخرى.. كان ضد مثل هذه الاجراءات وكان يواجهها». وقال محافظون ان هذه التصريحات تشير الى أن خاتمي يعطي ثقلا للاتهامات التي كثيرا ما توجهها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى الى ايران بأنها تثير أعمال عنف في العراق وفي أماكن أخرى. وتنفي طهران مثل هذه الاتهامات. ونفى خاتمي ذلك في بيان أرسله عبر البريد الالكتروني لرويترز قائلا «أعتقد أن الجمهورية الاٍسلامية ليست بحاجة الى التدخل في شؤون أي دولة أخرى ولم يكن ذلك أبدا جزءا من سياستنا ولن يكون في المستقبل.. ان الاتهامات من جانب خصوم ايران (في اشارة الى الولايات المتحدة) بأن الجمهورية الاسلامية تتدخل في شؤون دول أخرى محاولة لصرف الانظار عن أخطائهم». وذكرت صحيفة كيهان المحافظة في تعليق «بالتأكيد يجب أن يتحمل خاتمي مسؤولية تصريحاته غير الوطنية». وتابعت «عواقب ذلك هي تلطيخ صورة النظام المضيئة وتأكيد الاتهامات العارية عن الصحة للقوى المتعجرفة»، وهو تعبير يستخدمه مسؤولون ايرانيون في الاشارة للولايات المتحدة وحلفائها. ويأتي ذلك فيما اعتبر المتحدث باسم وزاره الخارجية الايرانية محمد علي حسيني التقرير السنوي لوزارة الخارجية الاميركية حول الارهاب بانه يحتوي على مزاعم ضد إيران لا اساس لها من الصحة.