موسكو تستعرض أسلحتها النووية.. ومدفيديف يحذر من نزاعات بسبب طموحات غير مسؤولة

احتفالات تعم روسيا بمناسبة ذكرى النصر على النازية

TT

استعرضت موسكو امس صواريخها النووية ودباباتها في الساحة الحمراء للمرة الاولى منذ انتهاء العهد السوفياتي، وحذر الرئيس الروسي الجديد ديميتري مدفيديف من نشوب «نزاعات مسلحة» نتيجة «طموحات غير مسؤولة». وعادت روسيا الى تقاليد الاتحاد السوفياتي السابق ليسجل الميدان الاحمر بعد فترة توقف دامت 18 عاما استعراض احدث انجازات البلاد العسكرية. وشاركت فرق موسيقية عسكرية وثمانية الاف جندي في العرض العسكري، وتتالت بعد ذلك الاسلحة الثقيلة ومن بينها صواريخ توبول ـ ام البالستية ودبابات تي ـ 90 وحلقت المقاتلات فوق منطقة العرض.

وفي هجوم على السياسة الاميركية الخارجية والدعم الغربي لاستقلال كوسوفو، انتقد مدفيديف «نيات التدخل في شؤون الدول الاخرى خاصة اعادة ترسيم الحدود». ووقف الى جانب الرئيس الجديد سلفه فلاديمير بوتين الذي اصبح رئيسا للوزراء، تحت الشمس الساطعة امام ضريح لينين الذي ظهرت صورته على لوحة خلفية عملاقة كتب عليها كذلك تاريخ 9 مايو (أيار) 1945.

ولاول مرة ايضا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي شهدت كبريات المدن الروسية من الشرق الاقصى حتى ضفاف البلطيق كالينينجراد، عرضا للمعدات العسكرية والطيران في اطار نفس المنظومة التي شهدتها العاصمة. ومن اللافت في هذا الصدد حرص السلطات الروسية هذا العام على ان يظهر جنود وضباط الجيش الاحمر ـ الروسي في الزي الجديد من انتاج فالنتين يوداشكين، اشهر مصممي الازياء في روسيا والمعروف على نطاق واسع في عالم الموضة العالمية.    وبثت محطات التلفزيون عروضا عسكرية لجنود روس في مختلف مدن البلاد، واعادت في وقت سابق عرض افلام عن الحرب العالمية الثانية. وحضر الاستعراض قدامى الحرب تزين صدورهم الاوسمة العسكرية، فيما ارتدى بعض الجنود الشباب الزي العسكري الذي كان مستخدما في الحرب العالمية الثانية وحملوا البنادق القديمة وزينت خوذاتهم بالنجوم الحمراء.

وتعيد هذه المناسبة التذكير بمآسي الحرب العالمية الثانية التي قتل فيها ملايين المواطنين السوفيات قبل ان يتمكنوا من هزيمة النازيين، ولكنه كذلك وسيلة دعائية كبيرة على غرار ما كان يحدث ابان العهد السوفياتي الذي غطى على جوانب قاتمة من احداث الحرب العالمية الثانية ومن بينها حملات القمع الواسعة التي شنها ستالين اثناء الحرب.

وتطلب عرض الاسلحة الروسية الضخمة في العاصمة موسكو بعد توقف استمر 18 عاما، استعدادات هائلة، فقد اعيد رصف شوارع الساحة الحمراء استعدادا لسير الدبابات وغيرها من العربات التي تحمل المعدات الثقيلة عليها، فيما افادت صحيفة «كومرسانت» انه جرى تقوية انفاق قطارات الانفاق للحيلولة دون انهيارها. وتم نشر 12 طائرة حربية لتنقية سماء موسكو من اية غيوم باستخدام تكنولوجيا تحويل الغيوم الى مطر.

ويعتقد الكثير من المحللين ان مدفيديف سيكون رئيسا ضعيفا يعتمد على دعم بوتين. ويقول مراقبون اخرون ان مدفيديف سيزداد خبرة في الرئاسة. وفي وقت سابق، اكد بوتين ان العرض العسكري «ليس تهديدا بالقوة» ولكنه «اثبات لقدراتنا الدفاعية المتنامية».

ويأتي العرض غداة اعلان واشنطن ان موسكو طردت ملحقين عسكريين اميركيين، ووصف وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس تلك الخطوة بانها «رد طبيعي» على طرد واشنطن لجاسوس روسي.

وكان المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل، قد انتقد بشدة العرض العسكري في موسكو، وقال: «اذا ارادوا ان يخرجوا معداتهم القديمة ليجربوها، فبامكانهم ان يقوموا بذلك».

ويتصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة خصوصا بشأن جورجيا الموالية للغرب والتي تتلقى دعما اميركيا لانضمامها الى حلف شمال الاطلسي.