ليبيا تهدد بوقف تعاونها في مكافحة الهجرة تجاه السواحل الأوروبية

بعد تعيين وزير مثير للجدل في حكومة برلسكوني

TT

هددت ليبيا أمس بوقف تعاونها للحد من الهجرة غير الشرعية المتجهة نحو ايطاليا، وذلك بعد تعيين وزير مثير للجدل في حكومة سيلفيو برلسكوني.

وقالت وزارة الامن العام الليبي في بيان أمس: «نظرا لعدم توفير الدعم الايطالي ـ الاوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية الى السواحل الايطالية، فإن ليبيا غير مسؤولة عن حمايتها ما لم يتم الالتزام بتأمين الدعم المطلوب الذي استنزف امكانياتها المادية». وكانت ليبيا قد وقعت مع روما في ديسمبر (كانون الأول) الماضي اتفاق تعاون من اجل مكافحة الهجرة غير الشرعية ينص على القيام بدوريات مشتركة بين البلدين. وأعلنت وزارة الداخلية الايطالية حينها أن الاتفاق ينص على ان البلدين «سيكثفان تعاونهما في إطار مكافحة المنظمات الإجرامية التي تتاجر بالبشر والتي تستغل الهجرة غير القانونية»، وينص الاتفاق على تنفيذ دوريات بحرية مشتركة قبالة السواحل الليبية.

واتهم البيان الليبي «الجانب الايطالي بعدم التزامه للحد من هذه الظاهرة وفق ما اتفق عليه بين البلدين، الأمر الذي ادى الى ازدياد تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى ليبيا لغرض الهجرة الى السواحل الايطالية عبر الشواطئ الليبية». وتواجه ايطاليا مشكلة تدفق عدد كبير من المهاجرين الى جزيرة ليمبدوزا الصغيرة وسواحل صقلية، وينطلق جزء كبير من هؤلاء من الشواطئ الليبية.

وجاء هذا الموقف الليبي بعد أيام على تحذير طرابلس للحكومة الإيطالية من تعيين سياسي يميني متطرف كان قد ارتدى عام 2006 قميصاً مسيئاً للإسلام. لكن رغم هذا التحذير فان حكومة سيلفيو برلسكوني عينت روبرتو كالديرولي، من حزب رابطة الشمال، وزيراً بدون حقيبة، وأدى هذا الاخير اليمين الدستورية يوم الخميس الماضي. وقال كالديرولي، المناهض للهجرة، إن ارتداءه القميص المسيء عام 2006، كان لفتة أسيء فهمها وإن تعيينه يجب ألا يضر بالعلاقات مع ليبيا.

وكان كالديرولي قد استقال من آخر حكومة شكلها برلسكوني عام 2006 بعد ان ارتدى قميصا عليه رسم كاريكاتيري دنماركي مسيئ لنبي الإسلام، مما أغضب المسلمين في انحاء العالم. وسأل التلفزيون الايطالي كالديرولي الذي عاد في الحكومة الايطالية الجديدة بدون حقيبة كاملة بشأن الرد الغاضب من جانب ليبيا على تعيينه وما اذا كان يأسف على حادث ارتداء القميص، فقال إنه يشعر بالاسف على عواقب هذا العمل الذي ذكر انه اسيء تفسيره على انه استفزاز معاد للمسلمين. واضاف: «رسالتي كانت رسالة سلام وتقارب بين الاديان التوحيدية لكن أسيء فهمها. آمل ألا تكون هناك أية مشاكل الآن مرتبطة بشيء في الماضي يجب اعتباره مياها اسفل جسر».