السنيورة: مشكلة حزب الله أصبحت مع كل لبنان ولم نعد نقبل استمرار سلاحه

لن تسقط الدولة تحت سيطرة الانقلابيين > هل قطع طريق المطار يقطع الإمداد إلى تل أبيب؟ > على الجيش القيام بواجبه كاملا > دويلة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة

TT

اعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة انه «اصبح اليوم لحزب الله مشكلة مع كل لبنان وليس مع الحكومة وقراراتها». وأكد ان الحكومة واللبنانيين لم يعودوا يقبلون «ان يستمر حزب الله وسلاحه على هذا الوضع»، معتبرا ان البلاد لن تعود الى طبيعتها «اذا لم يقتنع الحزب بان حمايته وسلاحه لا تكون بالسلاح بل بموافقة اللبنانيين». وطرح مبادرة حل تتضمن وضع القرارين اللذين اتخذتهما الحكومة بشأن شبكة الاتصالات التابعة للحزب ورئيس جهاز أمن المطار في عهدة قيادة الجيش وانسحاب المسلحين وانتخاب رئيس الجمهورية التوافقي فوراً، ثم تأليف حكومة وحدة وطنية واقرار قانون للانتخابات يعتمد القضاء دائرة.

وجه الرئيس السنيورة امس، من السرايا الحكومية، كلمة الى اللبنانيين ابرز ما جاء فيها:

> لن تسقط دولتكم تحت سيطرة الانقلابيين، ولن يقبل الشعب اللبناني بأن تستباح حريته ليعود التسلط والقهر والإرهاب. > إنها لحظات مؤلمة هي التي يعيشها لبنان وعاصمته، وقد تلقى حلم الديمقراطية والنظام المدني والتداول السلمي للسلطة، طعنة مسمومة من الانقلاب المسلح الذي نفذه حزب الله وأعوانه على لبنان وعاصمته وأهلها، مستبيحا منازلها وأملاكها ومؤسساتها وتقاليدها ورسالتها. > إن بيوتنا وحرماتها وكيان دولتنا ونظامنا الديمقراطي، الذي ارتضيناه فريدا ومميزا في العالم العربي، أصبح في قبضة إخوان لنا في الوطن، لا يرون إلا العنف المسلح والانقلاب والتسلط وفرض الرأي وسيلة للتفاهم. قالوا بحماية المقاومة ضد إسرائيل، ونحن لم ولن نفرط بذلك، لكنهم عملوا للسيطرة، كانوا ينادون بالشراكة ويهدفون إلى الاستئثار، روجوا للحوار واعدوا للتصعيد، يتحدثون عن التهدئة ويهيئون للحرب. قاومنا المحتل الإسرائيلي متضامنين جنبا إلى جنب بكرامة وعناد وصمود وتمسك بحريتنا وسيادتنا فنجحنا في إن نمنع إسرائيل من الانتصار، والله على ما نقول شهيد، فكانت النتيجة أنهم اتهمونا فور انتهاء العدوان الإسرائيلي بالخيانة والعمالة. > ماذا يفعل حزب الله في شوارع وأزقة بيروت؟ هل انتقل موقع المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة إلى ساحة رياض الصلح لكي يتم احتلالها ونصب الخيم في قلبها؟ ماذا يفعل حزب الله على طريق مطار رفيق الحريري الدولي؟ هل بقطعه الطريق، طريق كل اللبنانيين إلى المطار، يقطع طرق الإمداد إلى تل أبيب؟ ماذا تفعل ميليشيات حزب الله وحركة أمل وأعوانهما في أحياء بربور ورأس النبع والبسطة والمزرعة ورأس بيروت وغيرها من الأحياء الآمنة؟ > هل طرحت الحكومة اللبنانية يوما أنها تريد نزع سلاح حزب الله بالقوة؟ حتما لا، وقلنا ذلك سرا وعلنا وفي كل محفل من المحافل ومع قادة الدول في العالم ويعرف ذلك اللبنانيون والعالم اجمع، وكنا في ذلك نعبر عن إيماننا وقناعتنا العميقة بذلك. > نحن لم ولن نعلن الحرب على حزب الله وجميع الطوائف في لبنان شركاء مؤسسون في هذا الوطن، تشاركنا معهم في الماضي ولن تنفصم عرى علاقتنا الوطنية الوثيقة في المستقبل، بل يجب إن تتعزز. لكن المشكلة أن حزب الله قرر بمفرده كيف يجب أن يكون مصير ومستقبل لبنان، وحدد على هذا الأساس معسكر الأصدقاء ومعسكر الأعداء. > إن مشكلتنا مع حزب الله، انه هو الذي يحتكر لنفسه حق متى وكيف تكون الحرب ومتى يكون السلم، وقرر في ذات الوقت أن من لا يوافق على ما يقوله ويعلنه هو متآمر وخائن ومجرم وعميل. > لقد قرر حزب الله انه هو من يحدد أمنه وسلاحه وسلاح إشارته، بمعزل عن رأي الدولة، ورأي باقي اللبنانيين. وحزب الله قرر، انه على الشعب اللبناني أن ينساق خلف رأيه، وإلا فان كل من يخالف هذه التوجهات يعتبر مجرما أو عميلا أو خائنا أو ما إلى ما هنالك من نعوت حسب القاموس المستعمل في هذه الأيام. > نحن لم ولن نعلن الحرب على حزب الله ولم يكن هناك من مقاتلين في مواجهته. لكننا في ذات الوقت لن نقبل أن تستباح الحرمات وتقتحم الأحياء والبيوت ويقتل الآمنون والأبرياء، وان يفرض حزب الله حربه على الدولة اللبنانية والشعب اللبناني وان يفرض كذلك خياراته وأساليبه وإرادته التي قررها من دون العودة للنقاش مع اللبنانيين عبر المؤسسات الدستورية الرسمية والشرعية لاتخاذ القرار بشكل ديمقراطي وبرضى كل الأطراف. > إننا نرى، أن من يقرر الإستراتيجية الدفاعية للبنان، هو الشعب اللبناني عبر مؤسساته المنتخبة من قبل شعبه. وإذا أراد حزب الله أن يستعمل سلاح إشارة، إن عبر شبكة اتصال سلكية أو لاسلكية أو غيرها فان ذلك، يجب أن يكون بمعرفة الدولة اللبنانية وموافقتها ومن ضمن مؤسساتها وليس من خارجها. فقرار الحرب مع إسرائيل هو قرار لبنان تتخذه الدولة اللبنانية وليس قرارا فئويا أو حزبيا. > قال السيد حسن نصر الله أول من أمس، إن منطق حزب الله هو منطق الدولة متهما الآخرين باتباع منطق العصابة! لكننا لم نفهم في أي منطق يمكن تصنيف ما يجري من قتل للأبرياء على قارعة الطريق وقفل المؤسسات الإعلامية وحرق الصحف ومكاتب التلفزة وقطع الطرقات. انه حقا لمنطق غريب عجيب عندما قيل وعندما طبق. > أصبح اليوم لحزب الله مشكلة مع كل لبنان وليس مع الحكومة وقراراتها. إن العلاج بالمسكنات والتلطي خلف العبارات العامة والملتبسة لم يعد ينفع. دعونا نطرح الأمور كما هي وكما نفكر فيها بحثا عن الحل. > نحن لم نعد نقبل ولا يقبل اللبنانيون أن يستمر وضع حزب الله وسلاحه على هذا الوضع. كما إننا لم نكن نشك يوما في أن حزب الله قادر على احتلال مدينة بيروت عسكريا، كما حدث وبساعات. لكننا كنا صدقنا قوله إن سلاحه لن يتوجه يوما إلى الداخل. لكن على حزب الله أن يدرك أن قوة السلاح لن ترهبنا ولن تجعلنا نتراجع عن مواقفنا وقناعاتنا حتى لو ذهب في استعماله السلاح إلى ابعد مما أقدم عليه. ولن نقبل أو نجيز ما يجري من قتل واعتداء. ونحن في ذلك نحتمي بمنطق الدولة وسيادة القانون ونعتصم بقول رب العالمين في كتابه العزيز حين قال: «لئن بسطت يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين».

> لقد بات سلاح حزب الله أكثر من أي وقت مضى مسألة تستدعي الحوار والاتفاق بين اللبنانيين ولن تعود البلاد إلى طبيعتها إذا لم يقتنع حزب الله أن حمايته وسلاحه الذي يجب ان يكون موجها حصرا لصد اعتداءات إسرائيل.

> قد نكون بحاجة لصيغة مرحلية للانتقال إلى الحلول التي أشرت إليها وذلك برأيي يتحقق عبر الخطوات التالية: أ ـ إن القرارين الصادرين عن الحكومة لم يصدرا بعد، وسيصار إلى وضعهما في عهدة قيادة الجيش، وعليه يمكن الانطلاق إلى الخطوة الثانية. ب ـ انسحاب المسلحين من الشوارع وفتح الطرق، وإزالة الاعتصام على أن يتولى الجيش وقوى الأمن الداخلي الحفاظ على الأمن فورا، يصبح فيها كل مسلح في الشارع خارجا عن القانون. ج ـ انتخاب الرئيس التوافقي على قاعدة أن الحكومة الأولى للعهد المقبل هي حكومة وحدة وطنية ليس للأكثرية فيها القدرة على فرض أي قرار وليس للأقلية فيها القدرة على التعطيل. د ـ الدائرة الانتخابية المقبلة هي القضاء مع ترك أمر البت بالصيغ التفصيلية الباقية لمجلس النواب عندما تبدأ مناقشة مشروع القانون. هـ ـ التزام الأطراف بميثاق شرف للتهدئة الإعلامية يمكن إن توضع أسسه في ما بين المؤسسات الإعلامية ذاتها. > لقد طلبت من قيادة الجيش، أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في حماية اللبنانيين وحفظ السلم الأهلي. وما زلت أصر على قيام الجيش بواجبه الوطني كاملا ودونما تردد أو تأخر، وهو ما لم يتحقق حتى الآن. ويدعو هذا الواجب الوطني الجيش ـ وأنا اطلب منه مجددا أن يفرض الأمن على الجميع وفي كل المناطق وان يردع المسلحين ويخرجهم من الشوارع فورا ويزيل الاعتصام ويعيد الحياة الطبيعية إلى العاصمة وسائر مناطق لبنان بما يدرأ الفتنة، لعن الله من يوقظها. > لقد أسقطنا قبل ذلك جمهورية الخوف، ولا يمكن لها أن تعود فدويلة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة. > أدعو إخواني المواطنين في كل لبنان لكي يشاركوا في التمهيد للحل بالوقوف دقيقة صمت وحزن على الضحايا الذين سقطوا، عند الساعة الثانية عشرة من ظهر غد رافعين الإعلام اللبنانية كخطوة أولى لإعلان الندم ورفض العنف والتقاتل الداخلي والاحتراب الأهلي.