قتلى وجرحى في إطلاق نار على موكب تشييع في الطريق الجديدة

«حزب الله» يدين و«أمل» تنفي علاقتها والجيش يعتقل القاتل

TT

سقط امس في منطقة الطريقة الجديدة ببيروت عدد من القتلى والجرحى برصاص مسلح تضاربت المعلومات حول انتمائه، فتح النار من رشاشه على موكب تشييع احد ضحايا «حرب بيروت». وفيما نقلت وسائل اعلام عن شهود عيان ان مطلق النار ينتمي الى حركة «امل»، بادر مصدر اعلامي في الحركة الى نفي علاقتها بالحادث. وقد القى الجيش القبض على القاتل ويدعى محمد حسين الصباح وسلمه الى النيابة العامة.

وقال لـ«الشرق الاوسط» احد اصدقاء الفتى محمد عبد الناصر شماعة الذي كان قتل لدى مهاجمة مسلحي «حزب الله» احد مراكز «تيار المستقبل» في الطريق الجديدة: «خرجنا لتشييعه وصلينا على روحه في جامع عبد الناصر (كورنيش المزرعة)، ثم سار موكب التشييع في شوارع المنطقة بمواكبة الجيش اللبناني الذي حدد لنا خط سير الموكب. وعندما وصلنا قبالة جامع الخاشقجي حيث جبانة الشهداء، طلب الينا المسؤولون في الجيش ان نتجنب الطريق العامة المواجهة لمستديرة الطيونة ومنطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك خوفا من القنص، ومنعا لأي رد فعل استفزازي من قبل مسلحي المعارضة. انعطفنا الى ارض جلول لندخل من الباب الخلفي للجبانة. وعندما وصلنا قرب الباب طلب المشيعون من محمد الصباح اقفال محله احترما للتشييع كما هي العادة في كل لبنان ولدى جميع الطوائف. لكن محمد المعروف من اهل المنطقة جيدا، دخل المحل وعاد ببندقية كلاشنيكوف افرغها في المشيعين. فسقط على الفور كل من علي المصري ومحمد القوزي، واصيب عدد آخر بجروح». يشار الى ان المعلومات وضعت عدد القتلى بين اثنين وستة، من دون ان يتم تأكيد اي معلومة رسمياً.

جيران الصباح يعرفون انتماءه الى حركة «أمل» وتعاطفه مع «حزب الله»، فصورة السيد حسن نصر الله تتصدر محله. لكنهم لم يتوقعوا ان يحوّل المأتم الى مأتم ثان ويفرغ «رصاص رشاشه في المشيعين «وكأنهم صهاينة» ـ كما قالت لـ«الشرق الاوسط» هالة بيضون التي تسكن في مواجهة محل الصباح، والتي أوضحت ان المشاركين في التشييع كانوا يهتفون «لا إله الا الله» وفجأة رموا النعش ارضا لدى تعرضهم لاطلاق النار وعادوا على اعقابهم وحاولوا القبض على المجرم.

ناجي المشارك في المأتم قال: «ان الصباح كان المبادر الى اطلاق النار وكان بمفرده امام المحل. وقد حاول المشيعون بعد اطلاقه النار عليهم اقتحام المحل والاقتصاص منه، فتصدى لهم الجيش ومنعهم. وجاء ضابط مخابرات يثق به اهل الطريق الجديدة من آل عيسى واخرج الصباح وسلمه الى النيابة العامة. فما كان منهم الا ان احرقوا المحل غضبا».

هذا، وصدر عن المكتب الاعلامي المركزي لحركة «امل» البيان الآتي: «اذاعت قناة العربية خبرا مفاده ان عنصرا من حركة أمل اطلق النار اثناء تشييع في بيروت ونسبته الى ما سمته شهود. ان ما حصل لا علاقة لحركة امل ولا لعناصرها به، بل ان مشاركين في التشييع احرقوا محلا لاحد ابناء المنطقة الذي اشتبك معهم. مجددا، يتمنى المكتب الاعلامي المركزي لحركة امل في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد وتوخيا للدقة وحرصا على مصداقية وموضوعية وسائل الاعلام، مراجعة المكتب قبل نشر اي خبر يتعلق بحركة امل لموافاتها بكل الحقائق».

كما صدر عن «العلاقات الاعلامية» في «حزب الله» بيان جاء فيه: «يدين حزب الله اطلاق النار الذي حدث في منطقة ارض جلول وما اسفر عنه من ضحايا. كما يدين الاعتداءات على الآمنين وحرق المحلات والممتلكات التي قامت بها ميليشيا السلطة في المنطقة ذاتها».

من جهة اخرى، امضت احياء بيروت الغربية امس يوما هادئا مشوبا بالحذر. ولم تسجل اي حوادث امنية، فيما انصرف المواطنون الى تفقد منازلهم ومحالهم ومكاتبهم في الاحياء التي شهدت الاشتباكات المسلحة في الايام السابقة. وظلت معظم الشوارع الرئيسية مقفلة بالعوائق، فيما استطاع المواطنون سلوك الطرق الداخلية عبر منافذ وممرات يحددها المسلحون. كما ظلت الاسواق التجارية والمؤسسات متوقفة عن العمل بما فيها المصارف في منطقة الحمراء وبقية الاحياء.