زلزال الصين: 40 ألفا في عداد المفقودين والعالقين تحت الأنقاض

عدد القتلى بلغ 20 ألفا وعمال الإغاثة لا يزالون يبحثون عن أحياء

TT

بعد يومين على الزلزال المدمر الذي ضرب مقاطعة سيشوان في الصين، لا يزال هناك نحو أربعين ألفا اعتبروا مفقدوين أو عالقين تحت الأنقاض، في وقت بلغ عدد القتلى لغاية الآن نحو 20 ألفا، وهو مرشح للارتفاع.

ويبحث عمال الإغاثة المنهكون تحت انقاض المباني عن اي بادرة حياة وسط مشاهد الدمار التي غطت مساحات شاسعة من اقليم سيشوان الجنوبي الغربي. وأرسلت حكومة بكين 50 ألف جندي للبحث عن ناجين.

الا ان هذه المأساة لم تخل من لحظات سعادة. ففي ميان تشو التي تأكد فيها بالفعل وفاة ألوف تم انتشال 500 شخص احياء من تحت انقاض مبان منهارة. وقدم عمال اغاثة في قرية هان وانج بميان تشو الطعام والماء لفتاة وهم يحاولون تحريرها من تحت انقاض مبنى مدرسة من اربعة طوابق.

وانتشل عمال الإطفاء سيدة حبلى في الشهر الثامن وأمها ظلتا طوال يومين تحت انقاض مبنى سكني في دوغيانغ يان ونقلتا الى مستشفى. وقال بان جيان جون أحد اقاربهما: «نحن سعداء جدا. نحن نقف هنا وننادي منذ يومين... لكن ما زال هناك ثلاثة آخرون يصدرون أصواتا».

وحذر المسؤولون من مخاطر التحميل الزائد على السدود المحلية ومن انهيارات ارضية عند سفوح الجبال. وتعرضت محطتان لتوليد الطاقة من مساقط المياه في ماو شيان حيث تقطعت السبل بنحو سبعة آلاف من السكان والسياح قرب مركز الزلزال لأضرار جسيمة. وحذرت السلطات من ان السدود هناك قد تنهار.

وعلى مشارف مدينة ميان يانغ يجوب السكان ساحة ألعاب رياضية تضم مشردي الزلزال وهم يحملون لافتات كتبوا عليها أسماء أقاربهم المفقودين على امل العثور عليهم أو على معلومات عنهم، وأغلبهم من منطقة بيتشوان الريفية القريبة وكانت من بين أكثر المناطق التي تصررت من الزلزال.

ووصل رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو الى بيتشوان امس بعد ان زار سيشوان وقاد جهود الاغاثة هناك لتشجيع العمال وزيارة الاطفال اليتامى الباكين. ونقل التلفزيون الحكومي عنه قوله: «ألمكم هو ألمنا... إنقاذ أرواح الناس هو أهم مهمة».

أما في المدرسة التي دفن مئات التلاميذ تحت انقاضها، فلا يزال عمال الإغاثة يحاولون انتشال الأحياء والجثث. ومن بين الناجين، يانغ جوان ورفاق صفها الـ34، وروت الطفلة للصحافيين ان معلمتهم انقذتهم، وقالت: «طلبت الينا الاسراع الى الخارج. ولم يصب احد منا بجروح».

وبعد ذلك مباشرة انهار قسم كبير من المبنى المؤلف من خمسة طوابق ليطمر جميع من لم يتمكنوا من الهرب. وامام ركام «جويوان ميدل سكول» في منطقة ريفية تبعد نحو خمسين كيلومترا عن مركز الهزة، قالت يانغ والهلع باد في عينيها «لم اصدق ان كل ذلك كان يحصل فعلا».