وزراء داخلية دول الخليج يؤكدون على تحديث وتطوير الاستراتيجية الأمنية الشاملة

في ختام اجتماعهم التشاوري التاسع في قطر

TT

اختتم وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي أعمال لقائهم التشاوري التاسع في العاصمة القطرية الدوحة أمس برئاسة الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية عضو مجلس الوزراء بدولة قطر، فيما رأس وفد السعودية الى الاجتماع الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية.

وقد ألقى وزير الدولة للشؤون الداخلية عضو مجلس الوزراء بدولة قطر كلمة في الجلسة الختامية عبر فيها عن الشكر والتقدير لوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون على سعة ورحابة صدورهم وإسهاماتهم في اللقاء مما كان له الأثر الكبير في نجاح أعمال هذا اللقاء وخروجه بالقرارات المناسبة.

كما أعرب عن تشرف بلاده باستضافة الاجتماع القادم السابع والعشرين لوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمدينة الدوحة خلال الفترة من 4 الى 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008. كما ألقى الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية كلمة، قال فيها:

«أود أن أقدم بالأصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني وزراء الداخلية الشكر للرئيس وللأمانة العامة على ما تم من ترتيبات للقائنا هذا ولحسن إدارتكم لاجتماعنا. كما نأمل أن تُرفع برقية شكر لأمير دولة قطر ولولي عهده على ما لقيناه من حفاوة. وأكرر شكرنا جميعا لكم على ما قمتم به ونرجو إن شاء الله أن نلتقي في شهر نوفمبر لنتمم مسؤولياتنا بدعم أمير دولة قطر للعمل كما وعدنا».

وكان وزراء الداخلية قد بدأوا أعمال لقائهم التشاوري التاسع في العاصمة القطرية الدوحة. وقد ألقى الأمير نايف بن عبد العزيز كلمة خلال الاجتماع في ما يلي نصها:

«أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لأمير دولة الكويت ولولي عهده ولحكومة وشعب الكويت الشقيق في وفاة الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح الذي خدم أمته منذ كان وزيراً للداخلية، ولا شك أنه قدم جهودا لدول مجلس التعاون نرجو من الله عز وجل للفقيد المغفرة ونعزي أسرة آل الصباح الكرام والحمد لله على قضاء الله وقدره، وإنّا لله وأنا إليه راجعون.

يسعدني أن تتواصل لقاءاتنا للبحث والتشاور فيما يعزز إنجازاتنا ويحقق أهدافنا لأمن وأمان واستقرار دولنا ونشكر لدولة قطر الشقيقة وأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحكومته وشعبه العزيز حسن الاستقبال وكرم الضيافة، ونخص بالشكر أخي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية على ما بذله من جهود ملموسة حيال تهيئة عوامل النجاح لأعمال هذا اللقاء بإذن الله تعالى وتوفيقه.

أن هذا الاجتماع التشاوري يكتسب أهمية بالغة كونه ينعقد بالتزامن مع ما يحيط بواقعنا العربي بكل أسف من أحداث ومتغيرات ذات تأثير مباشر على الأمن، ذلك أن أمن أي دولة عربية منفردة لا ينفصل عن أمن غيرها من الدول العربية مجتمعة، ولا شك أيها الإخوة أن ما تشهده المنطقة العربية من أحداث وما يحيط بها من ظروف وتداعيات، كل ذلك يستوجب مضاعفة الجهود ومواصلة التنسيق والتشاور الأمني بين أجهزة الأمن في دولنا وتعزيز قنواته بما يحافظ على ما تحقق ولله الحمد من إنجازات أمنية مباركة شواهدها ما تعيشه دولنا ومجتمعاتنا الخليجية من تطور واستقرار وازدهار.

تدركون جميعا أن قوة المواجهة لأي خطر يتهدد أمن دولنا ومجتمعاتنا تكمن أولا وقبل كل شيء في مدى صلابة وتماسك الجبهة الداخلية في مواجهة تلك التحديات والمتغيرات، ونحمد الله أن مواطنينا يدركون حقيقة ذلك ويستشعرون دورهم المهم في صالح امن دولهم والمجتمع الإنساني أجمع وذلك تقديرا منهم للمصالح العليا التي يجب أن يعمل الجميع من اجل صيانتها والمحافظة عليها وان حدث خروج البعض من الضالين عن طريق الصواب بحكم توجهات فكرية خاطئة أو تأثيرات خارجية مغرضة فان السواد الأعظم من شعوبنا يعرف الحق ويدرك حقيقة ما تهيأ له من مكاسب وإنجازات ويحرص على صيانتها وهذا هو إدراك العقلاء المخلصين لدينهم والمنتمين لمجتمعهم المعايشين للحقيقة والمتطلعين للمستقبل، ونأمل جميعا في تواصل جهود كافة الأجهزة والهيئات الأمنية والتعليمية والفكرية والإعلامية لتأكيد حقيقة ما نحياه ولله الحمد من أمن وأمان وأهمية ذلك كأساس للاستقرار والازدهار.

إن اجتماعكم مهم وإجماعكم أهم لاستمرار ما تحقق لمجلسكم من إنجازات موفقة خلال مسيرته المظفرة ولنصل من خلال لقاءاتنا التشاورية الى ما يرضي خالقنا، ثم تطلعات قادتنا وأمل مواطنينا، سائلا الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا لكل ما فيه خير وصلاح دولنا ومجتمعاتنا وإنسان هذا الكون وان يحفظ علينا أمننا واستقرارنا وان يعيننا على شكر هذه النعم وأداء واجباتها والمحافظة عليها انه ولي ذلك والقادر عليه».

وكان الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية عضو مجلس الوزراء بدولة قطر قد رحب في مستهل اللقاء بوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بلدهم الثاني قطر، متمنياً لهم طيب الإقامة بين أهلهم وذويهم، ونقل لهم تحيات أمير دولة قطر وولي عهده وتمنياتهما للقاء النجاح والتوفيق.

وقال «إن أمامنا موضوعات ذات أهمية وأولوية بالغة تتطلبها الظروف والمستجدات والمتغيرات التي تعصف بالعالم من حولنا بصفة عامة ومنطقتنا الخليجية بصفة خاصة، مما يستدعي منا جميعاً العمل على مواجهتها والتصدي لها أولاً بأول والارتقاء بآليات العمل الأمني لمستوى التحديات». وأشار الى أن من أهم الموضوعات المطروحة في اللقاء مشروع تحديث الاستراتيجية الأمنية الشاملة لدول المجلس.

كما ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن العطية كلمة قال فيها: ترسم السياسات وتوضع الخطط والاستراتيجيات التنموية ويبقى أمر نجاحها وتحقيق أهدافها مرهون بتوفير الامن والاستقرار، وهذا بحمد الله وشكره ما تنعم به دول المجلس بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة وتوجيهاتها السديدة وما تقومون به وزراء الداخلية من جهود متواصلة لا تعرف الكلل في السهر على توفير واحة الامن والاستقرار لدول المجلس.

وأشار الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الى ان صور وأشكال الجريمة المنظمة تتطور وتتسارع وتتجدد الأحداث الأمنية في إطارها ويبقى المجتمع الدولي ومنه مجتمعات دول مجلس التعاون يعاني من آثارها إنسانيا واجتماعيا واقتصاديا في ظل تدني مستوى التنسيق والتعاون أو انعدامه لمواجهتها، فهناك ظاهرة الإرهاب وانتشار المخدرات والتهريب وغسل الأموال والتسلل والقرصنة البحرية والجرائم الالكترونية وغيرها من الجرائم الأخرى.

وأكد ان تلك الظواهر تتطلب اليقظة والرصد وتطوير الآليات والإجراءات ومراجعتها لتتماشى ومستوى تجدد هذه الظواهر ومناهج وطرق التنظيمات، بالإضافة الى الاستفادة من التجارب والخبرات وسرعة تبادل المعلومات بين دول المجلس.

وأشار في هذا الصدد الى انه تم تحديث وتطوير الاستراتيجية الأمنية الشاملة لدول المجلس، وتم التركيز فيها على تحصين الشباب من الأفكار الهدامة والمنحرفة والتطرف بهدف حماية مجتمعات دول مجلس التعاون منها.

ونقل لوزراء الداخلية ارتياح قادة دول المجلس لمسار التنسيق والتعاون الأمني بين الدول الأعضاء بوجه الخاص وتوجيههم لجميع اللجان الوزارية بالعمل على سرعة الأداء وإزالة العقبات التي قد تعترض مسيرة العمل المشترك في جميع المجالات بوجه عام.