وكيل وزارة الخارجية العراقية: أكثر من 30 من سفاراتنا بلا سفراء بسبب تعقيدات التعيين

عباوي لـ«الشرق الأوسط»: التعيينات تخضع لترشيحات الكتل السياسية

TT

كشف لبيد عباوي وكيل وزارة الخارجية العراقية، عن ان أكثر من 30 سفارة عراقية بلا سفير، مشيرا الى الحلقة المعقدة التي يتم خلالها تعيين السفير في العراق. وقال عباوي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس، ان «هناك سفراء تمت احالتهم الى التقاعد، وآخرين تم نقلهم الى بغداد، وقسم كبير من السفارات تم فتحها أخيرا ولم يعين فيها سفراء من قبل».

وحول ما اذا كانت عملية تعيين السفراء العراقيين تخضع للمحاصصة السياسية والطائفية، اوضح وكيل وزارة الخارجية العراقية ان «آلية تعيين السفراء تتم حسب التالي: ترشح الكتل السياسية اسماء من ترغب في ان يكونوا سفراء للعراق، كما يتم ترشيح شخصيات عراقية معروفة، وتقدم هذه الاسماء الى لجنة متخصصة يتكون اعضاؤها من وزارة الخارجية وأمانة مجلس الوزراء ورئاسة الوزراء لتقابل المرشحين للعمل في الخارجية كسفراء للعراق، حيث يجب ان يخضع المرشح لمعايير خاصة وضعتها الوزارة، وهناك عشرة شروط يجب ان تتوفر في المرشح، منها ان يحمل المرشح شهادة جامعية (بكالوريوس) على الاقل، وان تكون ثقافته العامة جيدة ويتحدث اللغة الانجليزية، اضافة طبعا الى ان تكون سمعته جيدة».

وأشار عباوي الى ان «المرشحين من قبل اللجنة يتم ارسال اسمائهم الى مجلس النواب (البرلمان) العراقي لمناقشتها والموافقة عليها قبل ان ترسل هذه الاسماء الى رئاسة الوزراء لاصدار الموافقات، ومن ثم تصادق رئاسة الجمهورية على التعيينات لاعتمادهم سفراء للعراق». وشدد عباوي على ان وزارته تتعامل مع اسماء المرشحين بصورة مهنية بحتة لا علاقة لها بالمحاصصة السياسية، وتنظر الى المرشح كونه سفيرا سوف يمثل العراق، وعليه يجب ان تنطبق عليه المعايير المهنية بغض النظر عن انتمائه السياسي او الديني او القومي، المهم خبرته وثقافته وانتماؤه للعراق وايمانه بالبرنامج السياسي الذي تعمل الحكومة العراقية وفقه».

وفي ما يتعلق بالتجربة السابقة، حيث تم ترشيح بعض السفراء ممن لم يوفقوا في اداء مهماتهم، اعترف وكيل وزارة الخارجية بقوله «لقد جاءت غالبية اسماء المرشحين في التجربة السابقة بعيدة عن المعايير المهنية التي تهتم بها وزارة الخارجية، والتي تم تحديدها لاحقا ويتم التعامل معها حاليا، لهذا ربما حدثت اخطاء، وقد لا يكون هذا المرشح او ذاك ينطوي على تجربة في العمل الدبلوماسي، لكن عموما الممارسة والعمل المباشر يخلقان المزيد من التجارب ويصقلان شخصية السفير، ونحن نعتمد حاليا على تجربة المرشح وثقافته».

وعن السفراء العراقيين الذين عملوا في عهد النظام السابق، والذين يتمتعون بخبرات دبلوماسية متميزة، قال عباوي «بالتأكيد نحن استفدنا من السفراء السابقين، وبعضهم بالفعل يتمتع بخبرات دبلوماسية مهنية، لكن السفير الذي يمثل العراق يجب ان يكون مؤمنا بالعملية السياسية والدستور، وبالنظام الجديد في العراق ويدافع عنه من اجل خدمة البلد، وهذه مسألة اساسية بالنسبة للعاملين في وزارة الخارجية».

واقر وكيل وزارة الخارجية بان «وجود اكثر من 30 سفارة عراقية بلا سفير حول العالم يؤثر على عمل الوزارة وخططها، ولا يمكن لهذه السفارات ان تنهض بعملها بالشكل المطلوب، لكن غياب هؤلاء السفراء ليس بارادتنا، كما ان عملية تعيين السفير ليست سهلة ولا تمر بآلية اعتيادية، بل هي عملية صعبة وتحتاج الى سلسلة عمليات، ويجب ان تكون شخصية السفير من نمط خاص وربما ستستكمل عملية تعيين السفراء خلال اسابيع قليلة»، مشيرا الى ان «السفير الجديد يتلقى محاضرات ودورات تدريبية ويعمل لفترة في ديوان وزارة الخارجية ليعرف طبيعة عملنا ولاكتشاف خبرات مضافة».