الرئيس الصيني يزور مناطق الزلزال.. والقتلى 22 ألفا

مخاوف من تفشي الأوبئة.. والسلطات تحقق في أسباب انهيار أكثر من 6 آلاف مدرسة

صينيتان تبكيان أمام منزلهما الذي دمره الزلزال في قرية لونجنان (أ.ف.ب)
TT

كافحت الصين لتدفن قتلاها وتساعد مئات الالاف من المصابين والمشردين امس، بعد أن تسببت هزة تابعة في دمار جديد في أعقاب أربعة أيام من وقوع زلزال شديد، يتوقع ان يصل فيه عدد القتلى الى أكثر من 50 ألف شخص. وتوجه الرئيس هو جين تاو جوا الى اقليم سيشوان، الذي حاق به الدمار، وقال رئيس الوزراء وين جيا باو: ان ضرر الزلزال قد يتجاوز ما حدث بسبب الزلزال العاتي، الذي وقع عام 1976 في مدينة تانجشان الشمالية الشرقية، حين قتل زهاء 300 ألف شخص.

ودعا وين المسؤولين لضمان الاستقرار الاجتماعي، في الوقت الذي تزايد فيه الاحباط والارهاق بين الناجين، الذين فقد كثير منهم كل شيء ويعيشون في خيام أو في العراء. وأفادت وكالة الصين الجديدة امس بانه تأكد مصرع 22 الفا و69 شخصا بسبب الزلزال العنيف الذي هز الصين، لكن الحصيلة قد تتجاوز الخمسين الف قتيل، حسب تقديرات الحكومة المركزية. وتوجه الاف الرجال والنساء والاطفال سيرا على الاقدام الى ميانيانج وهي مدينة قرب مركز الزلزال، قائلين انهم راحلون عن قراهم المدمرة الى الابد. وتركز الغضب أيضا على أوضاع مباني المدارس، التي انهار الكثير منها خلال الزلزال ودفنت تحت انقاضها الاف الاطفال، الامر الذي دعا وزارة الاسكان لان تأمر بفتح تحقيق. وقال وين فوق أنقاض مدرسة منهارة دفن فيها المئات: لو كان هناك بصيص من الامل فلن نألوا جهدا. لو كان هناك واحد من الناجين بين الانقاض فلن نستسلم أبدا. وسار الاف من سكان بيشوان، وهي واحدة من اكثر المناطق تضررا بسبب الزلزال الذي وقع يوم الاثنين، وبلغت شدته 7.9 درجة على مقياس ريختر، على الطريق بعيدا عن البلدة وهم يحملون أطفالهم وحقائبهم في رحلتهم للبحث عن مأوى.

وأصابت الهزة التابعة التي بلغت شدتها 5.9 درجة ليشيان الى الغرب من مركز الزلزال في وينشوان فأغلقت الطرق والاتصالات التي تم اصلاحها حديثا. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» دفن عدد من السيارات تحت الانهيار الارضي. لم يعرف عدد القتلى أو المصابين. وحشدت الصين 130 ألفا من أفراد الجيش وقوات الامن فى منطقة الكارثة، لكن في ظل اغلاق الطرق يواجه عمال الانقاذ والامدادات صعوبة في الوصول الى المناطق المنكوبة. ولا تزال فرق الإنقاذ تمشط أنقاض المنازل والمدارس في ظل تضاؤل الآمال بالعثور على ناجين. وقال هو إن «التحدي لا يزال جسيما، والمهمة لا تزال شاقة والوقت يضغط علينا». وتابع الرئيس قائلا «يجب أن نبذل كل جهد ممكن، يجب أن نسابق الزمن وأن نتغلب على كل الصعوبات لتحقيق النصر النهائي لجهود الإغاثة». وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن 31 خبيرا يابانيا وصلوا، صباح امس، إلى الصين، مضيفة أن فريقا ثانيا من الخبراء اليابانيين سوف يصل إلى الصين مرفوقا بكلابه المدربة على الشم في وقت لاحق من الجمعة. ومن المقرر أن ترسل روسيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة فرقا متخصصة للمساعدة في جهود الإنقاذ. وأضافت وسائل الإعلام الرسمية أن الجنود الصينيين تمكنوا من الوصول إلى كل المناطق المنكوبة ومساعدة 60 ألف شخص كانوا قد علقوا تحت الأنقاض أو أصيبوا بجروح جراء الزلزال.

من جهة اخرى أعرب مسؤول صيني امس عن مخاوفه من احتمال تفشي الأمراض والأوبئة في إقليم سيتشوان بجنوب غرب البلاد الذي ضربه زلزال أخيرا في حالة عدم الاسراع بدفن آلاف الجثث المتعفنة تحت أنقاض المباني المنهارة. وصرح باي لينتشينج وهو مسؤول كبير في مقاطعة آبا بإقليم سيتشوان لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن الاضرار التي لحقت بالطرق المؤدية لبعض من أكثر البلدات والقرى تضررا منعت عمال الاغاثة من استخدام معدات الحفر والرافعات لازالة الركام. وقال باي إن الكثير من الجثث التي أخرجها الجنود وعمال الاغاثة المدنيون من تحت الأنقاض تركت في العراء من دون أن تدفن. وأضاف «نحن بحاجة ماسة إلى أكياس لحفظ الجثث». وتأكد مقتل نحو 20 ألف شخص في سيتشوان في أعقاب زلزال يوم الاثنين الماضي بينما يعتقد أن 30 ألف شخص آخرين مازالوا مدفونين تحت الأنقاض.

وقال باي الذي انضم لاعمال الاغاثة في ينجشيو واحدة من أكثر البلدات تضررا، إن هناك حاجة ملحة للغذاء والماء في البلدة. وأضاف أن «كميات الغذاء والمياه التي تسقطها الطائرات لا تزال محدودة ولا تكفي على الاطلاق لسد الاحتياجات».

وذكرت وزارة الإسكان الصينية امس أنها أمرت السلطات المحلية بالتحقيق في أسباب انهيار العديد من المدارس في الزلزال الذي ضرب إقليم سياشوان بجنوب غرب البلاد الاثنين الماضي. وقال هان جين المسؤول بالوزارة لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، إن الامر صدر بعد انهيار 6898 مدرسة من إجمالي 216 ألف مبنى دمر بإقليم سيتشوان جراء الزلزال. ودفن أكثر من ألفي طفل تحت أنقاض أربع مدارس بإقليم سيتشوان القريب من مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر. وقال هان إن الارتفاع النسبي في عدد ضحايا انهيار المدارس كان بسبب وقوع الزلزال في نحو الساعة 02:28 عصرا بالتوقيت المحلي من يوم الاثنين الماضي بينما كان معظم الطلاب في مدارسهم.

وذكرت شينخوا أن نحو ألف طفل ومدرس على الأقل دفنوا تحت أنقاض المبنى الرئيسي لمدرسة بيتشوان المتوسطة (الإعدادية) بإقليم سيتشوان بعد انهيار المبنى المؤلف من سبعة طوابق ليتحول إلى أكوام من الركام يصل ارتفاعها إلى مترين. كما ذكرت التقارير أن 900 طفل آخر فقدوا بمدرسة متوسطة (إعدادية) ببلدة جويوان القريبة فيما دفن 200 طفل آخر بمدرستين ببلدة هانوانج. وتأكد مقتل خمسة أطفال بالمرحلة الابتدائية وإصابة أكثر من مائة آخرين بمدرستين بمقاطعة ليانجبينج بإقليم تشونجكينج المجاورة لإقليم سيتشوان.